شوف تشوف

صحة نفسيةن- النسوة

كل ما تجب معرفته عن «الرهاب»

طرق للتعامل مع أنواع «الفوبيا» غير العقلانية

إعداد: أميمة سليم
يضم عدد هذا الأسبوع من دليل الصحة النفسية مقالات حول موضوع «الرهاب» أو «الفوبيا»، أي الخوف المرضي من شيء محدد. سوف نتعرف على أنواع هذا المرض وعلى طريقة علاجه، سيما في هذه الظرفية الصعبة التي يشهدها العالم بسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

الأنواع الشائعة لـ «الفوبيا»
«الفوبيا» خوف غير عقلاني في شدته أو ماهيته. يرتبط هذا الخوف بجسم، فعالية أو حالة معينة، ويسبب التعرض لمسبب الخوف القلق فورا. يعترف المراهقون والبالغون في العادة، بحقيقة أن الخوف الذي يصيبهم هو مفرط وغير عقلاني، بينما لا يعترف الأطفال بهذه الحقيقة دائمًا.
يحاول الشخص عادة، تجنب التعرض لعامل الخوف، لكن في بعض الأحيان يحاول مواجهته. يمكن اعتبار «الرهَاب» اضطرابًا نفسيا، فقط عندما يكون الخوف، القلق، أو تجنب التعرض لعامل الخوف، يسبب تشويشا كبيرًا في سير الحياة اليومية، في الأداء الوظيفي أو الاجتماعي، أو أن يسبب شعورَ توتر ذاتي كبير.

أنواع «الفوبيا»
«أكروفوبيا».. الخوف من الأماكن المرتفعة.
«أجروفوبيا».. الخوف من الأماكن المفتوحة.
«ألجوفوبيا».. الخوف من الألم، «كلستروفوبيا»؛ الخوف من الأماكن المغلقة.
«زينوفوبيا» الخوف من الغرباء.
«زوفوبيا» الخوف من الحيوانات.
وتوجد حالات رُهاب شائعة أخرى، تشمل الخوف من المرض، الخوف من الحقن، الخوف من الدم، الخوف من علاج الأسنان، الخوف من الاحمرار. إن الحيوانات الأكثر تسببًا للرهاب تشمل بالأساس العناكب، الثعابين والكلاب. يجب التنويه إلى أن حالات الرهاب المتعلقة بإجراءات طبية، تصف شعور الاشمئزاز أكثر من شعور الخوف.
تصنف الاضطرابات الرهابية (حالات الخوف التي تعتبر اضطرابات نفسية) إلى ثلاثة أنواع:
الخوف من الأماكن المفتوحة هو الخوف الشائع والأكثر خطورة، الرهاب الاجتماعي والرهاب البسيط.
يتميز النوع الأول، اضطراب الخوف من الأماكن المفتوحة أساسًا، بالخوف من التواجد في الأماكن المفتوحة والأماكن العامة المزدحمة، مثل مراكز التسوق أو وسائل النقل العام التي تتسم بعدم القدرة على الهروب من نظرات الناس. لا يخرج الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، إلا في الحالات الشديدة، من بيوتهم. يشكل هذا الخوف حوالي 60٪ من اضطرابات الرهاب.
أما النوع الثاني: الرهاب الاجتماعي، فيتميز أساسا بخوف الإنسان من أن يسبب لنفسه العار، أن يظهر غبيًا أو غير مقبول في أعين الناس، وهؤلاء الأشخاص يخجلون من الحديث، الكتابة أو تناول الطعام أمام الآخرين.
أما النوع الثالث، وهو الرهاب البسيط، فيرتبط بالخوف من شيء معين، مثل حيوان أو الخوف من حالات معينة، مثل الخوف من المرتفعات أو الخوف من الأماكن المغلقة.
يشكل انتشار الاضطرابات الرهابية حوالي 1 ٪ من السكان، إلا أن معظم أنواع الرهاب لدى البالغين لا تؤدي لضائقة شديدة أو لاضطراب كبير في الحياة، ولذلك فإن الكثيرين لا يتوجهون لطلب مساعدة مهنية، ولذلك، فإن حالات الرهاب على الأرجح، أعلى بكثير من المعلنة. تكون معظم حالات الرهاب شائعة أيضا، بين أفراد أسرة المصاب بهذه الحالة.
تبدأ الاضطرابات الرهابية في الغالب، في أواخر سن المراهقة أو في أوائل العشرينات. تكون البداية عادة مفاجئة وتظهر كنوبة من الخوف، بسبب وجود العامل الذي سيصبح منذ التعرض الأولي فصاعدًا، مسبب الرهاب. لا نستطيع في معظم الحالات، أن نعرف على الفور سبب ظهور الأعراض؛ فقط بواسطة عملية العلاج النفسي، يمكن فهم وإعادة بناء العوامل النفسية لظهور الخوف غير العقلاني في ظروف محددة.

«الفوبيا» في زمن كورونا.. انبثاق مخاوف جديدة – بقلم: ساندرين كوك حداد

يمكن أن يكون ذلك مثيرا للضحك، لكن جميع أنواع «الفوبيا» تشكل مصدر معاناة للأشخاص المصابين بها. يمكن أن يؤثر رهاب المرتفعات (الخوف من المرتفعات)، رهاب الخلاء (الخوف من الحشود، الأماكن العامة أو المغلقة)، رهاب التكلم (الخوف من التحدث في الأماكن العامة) بشدة على الحياة اليومية. سوف نسلط الضوء في هذا المقال على الرهاب وعلاجه.

ظهرت حالات «فوبيا» جديدة مع انتشار وباء فيروس كورونا في العالم: رهاب المرض أي من الإصابة بالمرض، أو «الهابتوفوبيا»، أي الخوف من أن تلمس أو تُلمس. كما أصبحنا نشهد بصفة أكبر حمى المقصورة أو ما يعرف بمتلازمة الكوخ، وهي صعوبة الخروج في المنزل بعد الحجر الصحي. «لقد فرضت الأزمة التي نمر بها إلى الآن مجموعة متسلسلة من عوامل الضغط: محدودية الوصول إلى الموارد في بداية الوباء (الكمامات، وطقم الأطباء والممرضين وما إلى ذلك)، والخوف المرتبط بالإصابة بالمرض، بالنسبة لنا وبالنسبة لأقاربنا، والشعور بالعزلة، والمعلومات الغامضة في كثير من الأحيان أو حتى المتناقضة، والعواقب الوخيمة على المستوى الاقتصادي… إضافة إلى طول مدة الإجراءات الاحترازية المتعلقة بتدابير الحجر الصحي». لقد كان من الضروري خلق توازن جديد، كما يقول الدكتور بورغونون، ويشتغل كطبيب نفسي، «كان علينا التكيف مع هذا الواقع الذي انقلب رأسا على عقب، وحيث توجب علينا الابتعاد عن بعضنا البعض. لقد تم تقييد تفاعلاتنا الاجتماعية بشدة لأكثر من سنة.»

هذه الضغوطات الإضافية أجبرتنا على الاعتماد على مواردنا وولدت القلق وحتى الصدمة لدى البعض. بالإضافة إلى ذلك، فإن التباعد الاجتماعي غير «بصفة جذرية» طريقتنا في التواصل المباشر مع الآخرين. «إن مسألة التواصل من خلال الشاشات التفاعلية وارتداء الكمامات يحجب نظرة الآخر، يضيف الطبيب النفسي بورغونون، الأمر الذي قد يكون مطمئنًا للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، ولكنه يدعم بقوة ديناميكية» التجنب».

الأنواع المختلفة
من المؤكد أن بعض أنواع الرهاب موروثة من التطور، إذن فهي تمتلك قيمة تكيفية، مثل رهاب بعض الحيوانات. غالبًا ما تكون أنواع الرهاب الأخرى (نتحدث هنا عن رهاب محدد) تعبيرًا عن بصمة مؤلمة. يمكن للمرء أن يصاب بالرهاب من مكان عادي، حتى عندما لا يمثل أي خطر، بعد أن أبدى انزعاجا من ذلك المكان على سبيل المثال. ولكن، في الواقع، يمكن أن يكون أي شيء، عمليا مصدرا للرهاب: عاصفة رعدية، ارتفاع، حشرات، حقن، دم، نفق، مصعد … «رهاب الخلاء، والذي يعني الخوف من التواجد في أماكن يصعب فيها الهروب في حالة ظهور أعراض الهلع (المواصلات العامة ومراكز التسوق وطوابير الانتظار وما إلى ذلك)، ومن جهة أخرى، فإن الرهاب لا يقتصر على موقف واحد، يقول الدكتور بورغونون.

أخيرا، الرهاب الاجتماعي، الذي يتسم بالخوف المفرط من مواجهة نظرات الآخرين (بعيدًا عن الخجل البسيط) هو اضطراب قلق شائع إلى حد ما ويمكن أن يكون معيقا للغاية (نتحدث أيضا عن اضطراب القلق الاجتماعي) « لذا هل يمكن أن يكون أي خوف رهابا؟ لا، يشرح الطبيب النفسي، لأن هناك عناصر حاسمة تحدد لنا الرهاب: يجب أن يكون الخوف غير معقول وغير متناسب مع الخطر الحقيقي للموقف.
الخوف شديد أيضا لدرجة أنه يمكن أن يتسبب في نوبة هلع حقيقية، مع الانطباع بأن الشخص سيموت.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالرهاب
هل يتعرض بعض الأشخاص لخطر أكبر للإصابة بالرهاب خلال حياتهم (غالبًا خلال مرحلة يكونون فيها أكثر هشاشة)؟ أرضية قلقة، بيئة العاطفية في الطفولة، التعليم، قصة كل شخص، وقوع الأحداث الصادمة، كلها عناصر تلعب دورها.
«إن النشأة في أسرة منعزلة لا تشجع على إثبات الذات، والتي يحتل فيها حكم الآخرين مكانة مبالغا فيها، يمكن أن تسبب رهابًا اجتماعيًا. يقول الطبيب النفسي. أخيرا، فيما يتعلق بمرض الرهاب ورهاب الخلاء، غالبًا ما تصاب النساء بهذا
الاضطراب».

تعرف على المظاهر الجسدية للرهاب
وراء الخوف غير العقلاني نفسه، فإن للرهاب مظاهر جسدية. يمكن للشخص المصاب أن يشعر وكأنه مشلول أمام الشيء مصدر الرهاب. «يبدو الأمر أشبه برغبتك في الوصول إلى مكان ما ولم تعد سيارتك تعمل» فكريا «حيث يصبح من المستحيل تدوير المفتاح». يشرح الأخصائي النفسي رودولف أوبنهايمر.
يمكن أن ينضاف إلى ذلك، الارتعاش، والخفقان، والتعرق المفرط، والهبات الساخنة … كل مظاهر نوبة القلق. ومع ذلك، يلاحظ رودولف أوبنهايمر أيضا أن «ترافق نوبات الهلع الرهاب بشكل كبير بسبب الشعور بـ»هذا اليوم لا نهاية له».
الحل الفوري للمعاناة الحقيقية للرهاب ونوبة الهلع هي إزالة سبب الرهاب من حياتك.

استراتيجيات مجانية لعلاج «الرهاب»

يوضح الدكتور بوتغونون: «يعمل الرهاب دائما بالطريقة نفسها: أشعر بالقلق حيال شيء ما (وهو شيء لا يشكل خطرا حقيقيا من الناحية الموضوعية) لذا أتجنبه». لذلك يجب على كل شخص مصاب بالرهاب التفكير في ما إذا كان بإمكانه العيش بشكل طبيعي مع رهابه وما الذي سوف يخسره. في معظم الحالات، يؤدي التجنب إلى حلقة مفرغة: فهو لا يمنعك فقط من تجربة حقيقة أنه ليس مصدر الرهاب ليس خطيرا، بل يخفف أيضا الرهاب، وبالتالي يعزز فكرة أنك قمت بالخيار الجيد وهو التجنب. وهذا خطأ. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشخص الخجول بشكل غير طبيعي، والذي يجد صعوبة في التفاعل اجتماعيًا، والذي يجد نفسه في موقف يمنعه من مقابلة أشخاص آخرين (مثل فترة الحجر الصحي)، يحافظ على رهابه على الرغم من نفسه، دون أن يكون بالضرورة على علم بذلك. لا يمكن أن يكون التجنب مرضيا على المدى الطويل. هذا ينطبق بشكل خاص على اضطراب مثل الرهاب الاجتماعي الذي يمكن أن يتداخل مع أنشطة العمل أو المدرسة، والعلاقات مع الآخرين، وما إلى ذلك.

هكذا يتم التخلص من رهاب المرض
رهاب المرض هو خوف غير عقلاني من مرض محدد. وهو يتعلق بالمراق، فالشخص الذي يعاني من المراق لديه عدد من الأعراض الجسدية التي يعتقد أن المرض قد سببها. أما الذي يعاني من رهاب المرض فهو يخاف من مرض محدد، ويصبح على قناعة أن لديه أعراض ذلك المرض.

أعراض الخوف من المرض الجسدي

-الشعور بالغثيان.
– التعرق المفرط.
-زيادة سرعة ضربات القلب.
-الشعور بالدوار.
-التنفس بسرعة.
-اضطرابات في النوم.

أسباب الخوف من المرض
هناك عدة أسباب منطقية ومحتملة لهذه الفوبيا:
-وفاة أحد المقربين بسبب مرض لا علاج له.
– إصابة أحد المقربين بمرض معين ومضاعفاته، خصوصا لمن يقومون برعاية هذا المريض عن قرب.
-وجود تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بمرض معين. قد يكون شائع في الأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي آخر مثل اضطراب ثنائي القطب، الفصام، الاكتئاب، الوسواس القهري.
-تفشي وباء عالمي مثل كوفيد-19 وصعوبة السيطرة عليه، وتحدث الجميع عنه في كل مكان.
-قراءة الكثير من المعلومات عن الأمراض وأعراضها خصوصا أنها اصبحت متاحة لدى الجميع من خلال الانترنت، خصوصا الأمراض الخطيرة.

علاج الخوف من المرض والتغلب عليه
إذا وصلت إلى حالة من القلق على صحتك وحياتك تمنعك من ممارسة حياتك بشكل طبيعي، وتؤثر على عائلتك وقدرتك على العمل أو الدراسة، هنا يجب أن تسعى للتغلب على هذه المشكلة أو على الأقل محاولة التعايش معها.
وهناك طريقتان أساسيتان للعلاج: العلاج بالمواجهة ويسمى أيضا العلاج بالصدمة ويعتمد هذا العلاج على تعمد وضعك في المواقف التي تحفز هذه الفوبيا، ويقوم المعالج بتعليمك الوسائل التي تساعدك على السيطرة على مخاوفك ومواجهتها بتقنيات معينة مثل تقنيات التأمل والاسترخاء.
العلاج السلوكي المعرفي: ويعتمد على محاولة تغيير طريقة تفكيرك إذا جاءتك أفكار بشأن المرض، وتدريبك على إدراك أن ما تفكر فيه من احتمال إصابتك بالمرض هي أفكار غير منطقية وليس لها أساس. كما يركز هذا العلاج على تعليمك طرق تمنع بها نفسك من السعي وراء التأكد إذا كنت مريضا أم لا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى