شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

كل ما تجب معرفته عن اللقاحات المضادة لـ «كورونا»

خمسة لقاحات فعالة يستفيد منها العالم لمحاربة «كوفيد 19»

سهيلة التاور
مع انتشار وباء «كورونا» في أنحاء العالم، سارعت الدول في تكثيف الجهود لإنتاج اللقاح المضاد للفيروس وإنقاذ البشرية. وبالفعل تم إنتاج خمسة لقاحات كلها أثبتت فعاليتها بنسب متفاوتة وأسعار ومميزات مختلفة، إلا أن الهدف منها واحد وهو التحصين ضد الفيروس، وكلما أسرعت الدول في تحقيق ذلك، كانت العودة إلى الحياة الطبيعية أسرع.

«أسترازينيكاـ أكسفورد».. درجة عالية من الأمان
يعد «أسترازينيكا» أول لقاح نُشرت نتائجه بالمجلات العلمية يوم 8 دجنبر 2020، وصادقت عليه مجلة «دي لانسيت» الطبية، مؤكدة في البيانات المنشورة أن اللقاح آمن وأن تأثيراته الجانبية نادرة جدا. ثم تبعتها «فايزر» بنشر دراساتها في مجلة طبية أمريكية في 10 دجنبر 2020، فشركة «موديرنا» في 30 دجنبر 2020.
وأظهرت الدراسات السريرية أن لقاح «أسترازينيكا» يتميز بدرجة عالية من الأمان بحيث لا يسبب سوى آثار جانبية خفيفة كصداع أو حرارة أو آلام واحمرار في موقع أخذ الحقنة.
وأظهرت التجارب السريرية للقاح «أسترازينيكا-أكسفورد» فعالية بلغ معدلها 70 في المائة. لكن أحد البروتوكولات، الذي تم اختباره من قبل المختبر البريطاني على مجموعة من المتطوعين، أظهر فعالية بنسبة 90 في المائة، بعد أن أعطي هؤلاء نصف جرعة في الحقنة الأولى عوض جرعة كاملة، وجرعة كاملة بعد أربعة أسابيع عوض جرعتين كاملتين في الحقنتين.
وأكدت «أسترازينيكا» أن لقاحها يؤمِّن حماية بنسبة 100 في المائة من الأشكال الخطيرة التي يتخذها فيروس «كوفيد-19». وهذه الفعالية مهمة جدا على اعتبار أنه حتى لو لم يحم التلقيح بعض الأشخاص من الإصابة بالمرض، إلا أنه يحميهم تماما من تطور الفيروس إلى حالات خطرة أو التسبب في الوفاة.
يتطلب نقله وتخزينه درجات حرارة بين 2 و8 درجات مئوية، أي داخل ثلاجات عادية مثل باقي اللقاحات التي نستعملها منذ عقود، على عكس لقاحي « فايزر – بيوتينك » و «موديرنا» الأمريكيين اللذين يتطلبان درجات حرارة منخفضة للغاية تصل إلى 70 درجة تحت الصفر بالنسبة لـ«فايزر» و20 درجة تحت الصفر بالنسبة لـ«موديرنا»، وهذا ما يجعل من لقاح «أسترازينيكا» سهل التخزين والنقل والاستعمال في كل الظروف وبدون إمكانيات تخزين وتبريد ضخمة أو مكلفة، مثله مثل لقاح «سينوفارم» الصيني.
وأكدت مختبرات «أسترازينيكا» أن لقاحها قادر على مكافحة السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي تم اكتشافها في بريطانيا، وأنها قادرة على إنتاج لقاحات معدلة لمواجهة سلالات أخرى، إن اقتضى الأمر ذلك، في ظرف أسابيع قليلة.
ويستخدم لقاح «أسترازينيكا-أكسفورد» ما يعرف باسم «الناقل الفيروسي»، وهي طريقة تستعمل فيروسات أخرى معدلة (هناك فيروس الغدي المنتشر بين القرود، تم تعديله)، يتم تحميلها بأجزاء من فيروس كورونا لإيصالها إلى خلايا جسم الإنسان لتحفيز المناعة.
وقد استعملت هذه التقنية من قبل في إنتاج لقاح ضد فيروس «إيبولا» بهدف إنتاج لقاحات بسرعة كبيرة تفوق الطرق التقليدية لإنتاج اللقاحات، والتي تتطلب إنتاج الفيروسات داخل المختبرات وإضعافها أو إماتتها قبل استعمالها مما يأخذ وقتا طويلا. وكانت قد استعملت نفس التقنية خلال التجارب الرامية إلى إنتاج لقاح للتصدي لفيروسي «سارس» سنة 2002 و«ميرس» سنة 2012 قبل أن تتوقف الأبحاث بسبب توقف الوباءين.
وأعلنت «أسترازينيكا» أنها قادرة على إنتاج حوالي ثلاثة ملايير جرعات من لقاحها عبر العالم في سنة 2021. وبالتالي فهو اللقاح الذي سيتم التطعيم بواسطته أكبر عدد من سكان العالم سنة 2021 سواء عن طريق الاقتناء المباشر من طرف الدول أو عبر دعم مبادرة «كوفاكس» الدولية، بتنسيق من منظمة الصحة العالمية، لتأمين تلقيح عادل بين البلدان يعطي الأسبقية للفئات الأكثر عرضة للفيروس كالمهنيين الصحيين، وللفئات الأكثر هشاشة كالمسنين وذوي الأمراض المزمنة.
وثمن لقاح مختبرات «أسترازينيكا» وجامعة «أكسفورد» بسيط، إذ يبلغ أقل من 3 دولارات للجرعة الواحدة. 20 دولارا لجرعة لقاح «فايزر»، وحوالي 30 دولارا لجرعة لقاح «مودرنا»، و18 دولارا نظير لقاح «سبوتنيك» و16 دولارا مقابل لقاح «جونسون» الأمريكي الذي لم يتم اعتماده بعد.

«فايزر- بيوتينك».. فعالية تصل إلى 95 في المائة
نشرت شركة «فايزر- بيوتينك» نتائجها الأولى في نونبر2020
وقد أظهرت فعالية اللقاح بنسبة تصل إلى 95 في المائة. ويعطى اللقاح في جرعتين بفاصل ثلاثة أسابيع بينهما. ويجب أن يُخزّن هذا اللقاح في درجة حرارة نحو 70 درجة مئوية تحت الصفر، إذ سينقل في صندوق معد خصيصاً لهذا الغرض، سيكون معبئا في صناديق ثلج جاف (ثاني أكسيد الكربون في الحالة الصلبة) وتثبت فيها أجهزة تعقب «جي بي إس».
وفي الثاني من دجنبر الماضي، أصبحت المملكة المتحدة أول دولة في العالم تعتمد لقاح «فايزر بيونتيك» للاستخدام على نطاق واسع. ومنذ ذلك الحين، تم تطعيم أكثر من مليون شخص في المملكة المتحدة بهذا اللقاح. وتهدف «فايزر» إلى إنتاج 1,3 مليار جرعة لعام 2021، فيما تخطط «موديرنا» لإنتاج ما بين 500 مليون ومليار جرعة.
وثمن لقاح مختبرات «فايزر» يبلغ 20 دولارا لجرعة لقاح واحدة.

«موديرنا».. تخزين أسهل
«موديرنا» هو نوع لقاح جديد يسمى «ARN» (الحمض النووي الرايبوزي)، ويستخدم جزءاً صغيرا جدا من الشفرة الجينية للفيروس.
ويبدأ هذا في تكوين جزء من الفيروس داخل الجسم، فيتعرف عليه جهاز المناعة لدينا على أنه جسم غريب ويبدأ في مهاجمته. وتقول الشركة إن اللقاح يحمي 94.5 في المائة من الناس.
طلبت بريطانيا مسبقاً 17 مليون جرعة، من المفترض أن تبدأ في استلامها في الربيع المقبل. ويعطى اللقاح على جرعتين بفاصل زمني مدته أربعة أسابيع. وشارك 30 ألف شخص في التجارب، وحصل نصفهم على اللقاح الفعلي والنصف الآخر على حقن وهمية.
ويعتمد لقاح «موديرنا» النهج ذاته المستخدم في لقاح «فايزر»، لكنه يختلف عنه في أن تخزينه أسهل لأنه يظل ثابتاً في مستوى 20 درجة مئوية تحت الصفر ولمدة تصل إلى ستة أشهر.
وثمن لقاح «مودرنا» 18 دولارا للجرعة الواحدة.

«سينوفارم».. تقدم صيني في السباق العالمي
يعمل لقاح «سينوفارم» عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان لصنع أجسام مضادة لفيروس كورونا، والتي ترتبط بالبروتينات الفيروسية، مثل ما يسمى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.
ولإنتاج اللقاح، أحضر الباحثون في معهد بكين 3 أنواع من فيروس كورونا، من المصابين في المستشفيات الصينية، بالإضافة إلى فيروس متحور يستطيع التكاثر، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
ورغم أن فاعلية لقاح «سينوفارم» أقل عن معدلات النجاح التي تجاوزت 90 بالمئة للقاحات منافسة من شركة «فايزر» وشريكتها « بيوتينك» وشركة «مودرنا»، فإنها تشير إلى التقدم الذي أحرزته الصين في السباق العالمي لتطوير لقاحات للوقاية من مرض كوفيد-19. ويخزن في درجة حرارة تتراوح بين 2 إلى 8 درجة مئوية. ويؤخذ على جرعتين.

«سبوتنيكV » الروسي.. سهولة التوزيع
«سبوتنيكV » تم احتساب فعاليته عند مستوى 91.6 في المائة بالاستناد إلى بيانات 19866 متطوعاً تلقوا الحقنتين الأولى والثانية من لقاح «سبوتنيكV « وسعر الجرعة الواحدة من لقاح «سبوتنيك» V بالنسبة للأسواق الخارجية أقل من 10 دولارات وهو لقاح من جرعتين.
ويمكن حفظ اللقاح بشكله المجمد (المجفف) في درجة حرارة تتراوح بين +2 و +8 درجات مئوية، ما يسمح بتوزيعه بسهولة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ضمن المناطق التي يصعب الوصول إليها.

أهمية اللقاح في تكوين المناعة ضد الفيروس
رغم أن اللقاح غير إلزامي في أي مكان حول العالم، ولكن ينصح به بشدة للغالبية العظمى من البالغين باستثناء عدد صغير قد ينصحون بعدم أخذه لأسباب طبية.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن اللقاح يوفر الحماية من الإصابة بكوفيد 19 وكذلك يساعد في حماية الآخرين. كما تعتبر اللقاحات أهم أداة في شق طريق للخروج من هذه الجائحة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 65 و 70 في المائة من الناس سيحتاجون إلى المناعة ضد الفيروس لوقف تفشيه، مما يعني تشجيع الناس على الحصول على اللقاح.
وقد أثار بعض الأشخاص مخاوف بشأن السرعة التي تم بها إنتاج لقاحات ضد فيروس كورونا. وفي حين أنه من الصحيح أن العلماء عادة ما يقضون سنوات في تطوير اللقاحات وتجريبها، فإن الاهتمام العالمي بإيجاد حل قد أدى إلى تسريع الأمور وتعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع العلماء والشركات والهيئات الصحية للقيام بذلك.
والمهم، أنه سيمنع تلقيح المليارات من الناس انتقال فيروس كوفيد 19، وكلما أسرعت الدول في تحقيق ذلك، كانت العودة إلى الحياة الطبيعية أسرع.

من يأخذ اللقاح؟
كل الأشخاص الذي سنهم فوق الـ 16 سنة يمكنهم أن يأخذوا اللقاح ضد كورونا، حتى ولو كان الشخص مصابًا بحالة طبية كامنة، فيمكنه أخذ لقاح كوفيد 19 طالما لم تحدث لديه سابقًا ردة فعل تحسسية تجاه اللقاح أو أي من مكوناته. ولكن المعلومات محدودة بخصوص سلامة لقاحات كوفيد 19 بالنسبة للمصابين بضعف جهاز المناعة أو أمراض المناعة الذاتية.
أما إذا تضمنت سيرة الشخص المرضية ردّات فعل تحسسية غير مرتبطة باللقاحات أو الأدوية المحقونة، فقد يكون بإمكانه أخذ لقاح كوفيد 19. ويجب أن يخضع للمراقبة لمدة 30 دقيقة بعد أخذ اللقاح. وإذا أصيب الشخص سابقًا بردات فعل تحسسية فورية تجاه لقاحات أو أدوية محقونة أخرى فيجب مراجعة الطبيب ما إذا كان ينبغي عليه أخذ لقاح كوفيد 19. وإذا أصيب الشخص سابقًا بأي ردّة فعل تحسسية فورية أو شديدة تجاه أي من المحتويات الموجودة في أحد لقاحات كوفيد 19، فإن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها توصي بأن لا يأخذ اللقاح المحتوي على ذلك العنصر. ويجب على الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه البولي سوربات أن لا يأخذوا لقاح الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) المخصص لكوفيد 19.
وإذا أصيب الشخص بردّة فعل تحسسية فورية أو شديدة بعد أخذ أول جرعة من لقاح كوفيد 19، فلا يأخذ الجرعة الثانية.
وبالنسبة للحوامل فلا توجد بيانات حول سلامة لقاحات كوفيد 19 للحوامل والمرضعات. لكن إذا كانت المرأة حبلى أو مرضعة وكانت أيضا من ضمن الفئات التي يُنصح بأن تتلقى لقاح كوفيد 19، بإمكانها أن تقرر أخذ اللقاح. وينصح باستشارة مزود الرعاية الصحية بخصوص المخاطر والفوائد.
ولا يتوفر حاليا لقاح كوفيد 19 للأطفال ما دون عمر 16 سنة. وقد بدأت عدة شركات بإتاحة المجال للأطفال ممن لا تقل أعمارهم عن 12 سنة للمشاركة في التجارب السريرية للقاحات كوفيد 19. أما بالنسبة للأطفال الأصغر سنا، فستبدأ الدراسات الخاصة بهم قريبًا.
ومن ناحية أخرى، فإن أخذ لقاح كوفيد 19 قد يوفر بعض الحماية الطبيعية أو المناعة من تكرار العدوى بالفيروس المسبب للكوفيد. لكن مدة استمرار هذه الحماية غير معروفة. ولأن تكرار العدوى أمر ممكن، وبما أن كوفيد 19 يمكن أن يسبب مضاعفات طبية خطيرة، فمن الأفضل لمن أصيبوا سابقًا بالكوفيد أن يأخذوا اللقاح المخصص له. وإذا أصيب شخص سابقًا بكوفيد 19، يمكنه أن يؤجل أخذ اللقاح لتسعين يوما بعد تشخيص إصابته. وتكرار العدوى بالفيروس ليس شائعًا خلال التسعين يومًا التالية للعدوى الأولية.
وتتباين استجابة الناس لعملية التحصين (التطعيم باللقاح). ويشير التاريخ إلى أن أي لقاح قد يكون أقل نجاحاً لدى المسنين لأن الجهاز المناعي الذي بات يعاني من الشيخوخة لديهم لا يستجيب للقاح أيضاً، كما يحدث عند تلقيحهم بلقاح الإنفلونزا السنوي. لكن البيانات حتى الآن تشير إلى أن هذا قد لا يمثل مشكلة في بعض لقاحات كوفيد 19.
وقد تتغلب الجرعات المتعددة على أي مشاكل، كما يمكن إعطاؤها جنباً إلى جنب ما يعرف بالعلاج المساعد، وهو عقار يعزز جهاز المناعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى