شوف تشوف

ليس الوقت وقت عتاب

ليس هناك شخص ظل منذ 16 سنة وإلى اليوم، وبشكل يومي، حريصا على تتبع أخطاء وعثرات وتجاوزات السلطة ورجالها ونشرها في عموده مثلي.
صنعت ذلك لأن واجبي المهني كصحافي يفرض علي مراقبة كل ذي سلطة وكل مسؤول يتصرف في مال دافعي الضرائب ويسير شؤونهم ويشرع قوانينهم.
اليوم في هذه الظروف العصيبة حيث الجميع يعول على الدولة ومؤسساتها لضبط الوضع والتحكم في الجائحة وضمان تموين ومد الأسواق بالغذاء والدواء والطاقة أعتقد أن الجميع يجب أن يكف عن الانتقاد المجاني لرجال السلطة والسخرية منهم ومهاجمتهم وكيل التهم لهم.
ونحن هنا لا ندعو إلى تكميم الأفواه، بل إلى وقف كل ما يخفض معنويات رجال السلطة، والاكتفاء بالنقد البناء الذي يهدي الأخطاء لمرتكبيها بأدب ولياقة، لا بتجريح وشتم وتقريع.
نحن نرى أن رجال السلطة كلهم اليوم مجندون في الساحة لحماية المصلحة العليا للوطن. يضحون بسلامتهم وصحتهم ووقتهم الذي يجب أن يقضوه بين أفراد عائلاتهم. يصلون الليل بالنهار لكي يظل البلد آمنا مستقرا إلى أن تمر هذه العاصفة بسلام. وستمر بإذن الله، هذه قناعتي الخاصة.
اليوم هناك دماء جديدة بالإدارة العامة للأمن الوطني وداخل جهاز القوات المساعدة والدرك والجيش، وهناك شباب حاصل على شهادات جامعية عليا اختار الانضمام إلى هذه الأجهزة الأمنية والعسكرية.
أما القياد الذين تعهد إليهم وزارة الداخلية مهمة إنفاذ القانون فحكاياتهم في المغرب كثيرة ومثيرة، فقد ارتبط اسم القائد بفترة كان فيها هؤلاء الموظفون يصنعون الصحو والمطر في المغرب.
فقد كانوا يكلفون بكل المهام التي تريد وزارة الداخلية تطبيقها في مدنها وأقاليمها وقراها البعيدة، بما في ذلك حلق شعر “شيخة” متمردة في الأطلس رفضت أن ترقص في مناسبة وطنية أمام سعادة القايد. كان هذا في زمن آخر.
اليوم دخل جيل جديد من القياد إلى أسلاك وزارة الداخلية، جيل “قاري” ولديه مستويات جامعية محترمة، يشتغل اليوم سبعة أيام على سبعة.
طبعًا هناك تجاوزات تحدث، وستحدث دائما، فوحده من لا يشتغل لا يخطئ. هناك أخطاء بسيطة وأخرى جسيمة يرتكبها بعض رجال السلطة. لكن عندما نرى ماذا يحدث اليوم في أعتى الديمقراطيات من تجاوزات للسلطة المكلفة بحفظ الأمن وإنفاذ القانون يخيل إلينا أننا في المغرب جنة ديمقراطية. انظروا كيف يتصرف الأمن والجيش في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا مع مخالفي الأوامر. انظروا كيف يتصرف الحرس الجمهوري في ميامي مع الأمريكيين الذين رفضوا إخلاء الشواطئ.
هناك أشياء إيجابية كثيرة بخصوص المغرب تتحدث عنها الصحف العالمية لا ننتبه إليها هنا في الداخل. المغرب مصنف عالميًا رابعًا في ترتيب الدول التي تبرعت شعوبها لمكافحة كورونا. المغرب مصنف ضمن الدول الأولى عالميًا التي طبقت بصرامة شروط الحجر الصحي للتحكم في انتشار الفيروس.
لذلك علينا أن نكف عن تبخيس مجهودات الدولة المبذولة لمكافحة هذه الجائحة. وأقل ما يمكن أن نفعله هو كف الأذى عن من يحاولون بالإمكانيات المتوفرة إنقاذ حياتنا وحياة أبنائنا حتى ولو كان ذلك على حساب راحتهم وسلامتهم الذاتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى