شوف تشوف

الرئيسية

مولاي الحسن (خليفة سلطاني) عينه الحسن الثاني واليا لبنك المغرب مدى الحياة

حسن البصري

 

تشكلت الحكومة الخليفية في شمال المغرب بعد توقيع اتفاقية الحماية، وتقسيم المغرب بين قوتين استعماريتين، وتكونت من وزراء وكتاب عامين وخاصة منصب الصدر الأعظم، فهي حكومة مصغرة في ما يشبه الحكم الفيدرالي، مع اختلاف جوهري يكمن في وجود السلطة الخليفية تحت مظلة الحماية الاستعمارية.

صحيح أن مهام هذا الجهاز السلطاني كان صوريا في كثير من القضايا الهامة، وفق منطوق معاهدة الحماية لـ30 مارس 1912، والاتفاقية المبرمة بين إسبانيا وفرنسا في 27 نونبر من السنة نفسها.

توفي الخليفة المهدي سنة 1923 في مدينة سبتة، ولأن المعاهدة تنص على إسناد مهام الخليفة السلطاني مؤقتا إلى باشا تطوان، فقد تم تعيين الباشا محمد الحاج خليفة بالنيابة من تاريخ وفاة مولاي المهدي إلى حين تنصيب ابنه مولاي الحسن في 8 نونبر 1925.

ولد الأمير مولاي الحسن بلمهدي العلوي سنة 1911 في فاس، وانتقل رفقة والده إلى تطوان وهو لا يزال رضيعا، وفي تطوان نشأ وتعلم في مدارسها العربية والإسبانية. وفي الرابعة عشرة من عمره، أعلن مولاي الحسن خليفة للسلطان في المنطقة الخليفية الإسبانية، وكان خليفة، ليس فقط في منطقة الشمال، بل أيضا لكل الأقاليم الواقعة تحت الإدارة الإسبانية كسيدي إفني وأيت باعمران وطرفاية والأقاليم الصحراوية، لمدة 31 سنة، إلى حين حصول المغرب على استقلاله، سنة 1956.

وعرف عن الخليفة السلطاني دعمه للحركة الوطنية بالمنطقة، كما ساند حزب الإصلاح وزعيمه عبد الخالق الطريس. وفي سنة 1947، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس إلى طنجة، حل الحسن بن المهدي بأصيلة واستقبله، مجددا له عبارات الولاء والإخلاص، معربا عن تشبثه بشخصه وبالعرش العلوي. وبقي من يومئذ على اتصال مستمر مع العاهل بواسطة مراسلات سرية، بل إنه عبر علانية عن رفضه نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى كورسيكا ومنها إلى مدغشقر، “مؤكدا تشبثه بالسلطان الشرعي للمملكة ووفاءه للعرش العلوي”.

كبرت نوايا السلطان التحررية حين تصدى لمخطط الحماية الإسبانية يوم 21 يناير 1954، والذي كان يرمي إلى إعطاء شرعية لاستقلال المنطقة الشمالية عن الوطن الأم، منددا بنفي ملك البلاد والأسرة الملكية وبمحاولة المستعمر تقسيم المغرب، وهو ما جعل من تطوان قاعدة خلفية للمقاومة.

وغداة انتهاء الاحتلال الاجنبي لشمال المغرب، تقدم الأمير مولاي الحسن بن المهدي إلى محمد الخامس قائلا: “بكل نكران ذات وروح وطنية صادقة، أخبر جلالتكم أن مهمتي انتهت وإنني أعتبر نفسي مواطنا عاديا في خدمة جلالتكم ورهن إشارتكم”.

عين الأمير سفيرا للمغرب بلندن من1957 إلى 1965 ثم سفيرا بروما من 1965 إلى1967، وبعد ذلك عين مديرا عاما للبنك الوطني للتنمية الاقتصادية، قبل أن يعينه الحسن الثاني واليا لبنك المغرب، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى حين وفاته في فاتح نونبر 1984.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى