ثقافة وفنخاص

هكذا تفصح إفريقيا عن نفسها

لطيفة الكندوز: لا بد من توحيد رؤية إفريقية لإشكالات القارة السمراء

 

فاطمة الزهراء طاموح تسلط الضوء على العلاقة بين المغرب وإفريقيا

 

احتضنت قاعة «رباط الفتح» بفضاء المعرض، مائدة مستديرة لتقديم المؤَلَّف الجماعي «إفريقيا تفصح عن نفسها»، بمشاركة الأساتذة: فاطمة الزهراء طاموح، أحمد الشكري، ناعمي مصطفى، وتسيير لطيفة الكندوز. ويأتي الكتاب ليجيب عن سؤال: هل كتب الأفارقة تاريخهم وتمكنوا من رسم صورة متكاملة عن ذواتهم، حتى يمكنهم إعادة النظر فيه؟ ومعظم مقالات الكتاب تدور حول إفريقيا خلال فترات تاريخية مختلفة، ألقت الضوء على قضايا وموضوعات جديدة همت الجانب الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي والديني للقارة السمراء.

في البداية قدمت لطيفة الكندوز السياق الذي تم فيه إدراج كتاب «إفريقيا تفصح عن نفسها»، وهو سياق ارتبط بتاريخ المغرب الذي يرتبط بإفريقيا، ويعمل على توحيد رؤيتها والعمل على تقديم حلول لإشكالاتها. وأضافت أن الكتاب يرصد المراحل التي عرفتها القارة الإفريقية ثقافيا وسياسيا وعمرانيا. كما أن مجموعة من الدراسات والمقالات في الكتاب تتناول الروابط الروحية (الزوايا)، التي كان لها امتداد في القارة الإفريقية.

وأكدت الأستاذة فاطمة الزهراء طاموح على أن كتاب «إفريقيا تفصح عن نفسها»، هو اعترافٌ وشهادة بمساهمة الأساتذة المشاركين في تأليفه ضمن الجهود المبذولة لتطوير البحث التاريخي. وكما قدمت الأستاذة طموح الكتاب، فهو من الحجم الكبير، يقع في 400 صفحة، يضم مقالات باللغة الفرنسية، وفيه ثلاثة أجيال من الباحثين، وهو بذلك يعبّر عن نوع من الاستمرارية. وأغلب الباحثين المشاركين فيه هم من المغرب وموريتانيا، ومعظم مواضيعه تتناول العلاقات بين المغرب وإفريقيا. ويتناول العلم، التصوف، الاقتصاد، الثقافة والعمران، إلى جانب القسم المكتوب باللغة الفرنسية والذي يتطرق إلى المحاور نفسها.

وأضافت المتدخلة أن المقارنة في الكتاب ترتكز على الإرث التاريخي بعيدا عن الجانب السياسي، إضافة إلى مواضيع حول: الظهير البربري، النظرة الاستشراقية، موقف الفقهاء المغاربة من القضايا النسائية. هذا إضافة إلى كون الكتاب يتميز بالدقة في التوثيق، ونزعته التفكيكية من أجل إعادة بناء منطلقات جديدة في قراءة التاريخ. وقدمت المتدخلة، في النهاية، عدة مقترحات يمكن إجمالها في: العمل على جمع الرسائل ونشرها في أقرب وقت، لأنها لبنات في بناء الفكر التاريخي والإفريقي. وأيضا طرح تنظيم ندوة على أكاديمية المملكة المغربية، في موضوع «الصحراء الكبرى كأفق للتفكير». وتدخل مصطفى ناعمي ليؤكد أن الكتاب هو مساهمة علمية جدية، ومساهمة في ربط الماضي بالحاضر والمستقبل. وركز على أهمية التوثيق في الكتاب.

رواق جامعة الرباط ينظم ندوة حول الوعي بثقافة الولوجيات

 

الحنصالي: الدمج من منظور شمولي نواة مركزية لبناء العيش المشترك

 

أحمياني: الولوجيات رافعة قوية ومؤشر من مؤشرات تطور المجتمع

 

نظمت جامعة محمد الخامس بالرباط، ضمن سلسلة أنشطتها العلمية في المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط، صباح أول أمس الأحد، ندوة في موضوع «الوعي بثقافة الولوجيات من أجل جامعة دامجة»، وساهم فيها الأستاذ الباحث والمترجم المغربي سعيد الحنصالي، وأستاذ اللسانيات بكلية الآداب بالرباط عثمان أحمياني، فيما أوكلت مهمة التسيير لأستاذة اللسانيات، حكيمة الخمار.

افتتح سعيد الحنصالي مداخلته بالسؤال: كيف يفهم المجتمع الدمج؟ ثم ما هو الدمج وكيف ينبغي أن يترسخ الدمج من منظور مجتمعي؟ ذلك أنه من أجل تقديم تفسير وجيه وملائم لكيفية فهم المجتمع للدمج، لا بد من تحديد الدلالة الحقيقية والعميقة للمفهوم.

وأجاب المتدخل قائلا إن الدمج من منظور شمولي، هو نواة مركزية لبناء وتشييد العيش المشترك. كما أنه مسار تحويلي في الرؤى والقيم والأحكام الجاهزة والمسبقة، إنه مسار نسقي ومنظم بموجبه يستوعب كل مجتمع بشري الاختلاف بكل أطيافه وألوانه. والأمر هنا، يضيف الحنصالي، لا يخص الإعاقة حصرا، بل يخص كل أنماط الاختلاف في الدين والعرق والثقافة والإدراك. فأن يكون المجتمع دامجا بهذا المعنى معناه أن يهيئ ويغير ويعدل ويشذب رؤاه وفضاءاته وتصوراته وأحكامه ومواقفه وانفعالاته من أجل استقبال الاختلاف، استقبالٌ واعٍ ومنصف لاستقبال جدير بدلالة الحفظ. فالمجتمع يجمع ولا يفرّق، إنه اجتماع وجمعٌ. فبهذه الطريقة يتمّ دمج كل إنسان مختلف كي يحقق له الانسجام الذي هو أصل الحياة.

وقدم الأستاذ عثمان أحمياني عرضا تحت عنوان «إذكاء الوعي بثقافة الولوجيات وطرق تنظيمها لبنة أساسية لتحقيق الجامعة الدامجة»، وتناول فيه منظورات المجتمع لفئة اجتماعية عريضة، بات تمكينها من الحق في الاستفادة من ممارسة المواطنة الكاملة، على قدم المساواة مع جميع المواطنين. وذلك يشكّل رافعة قوية ومؤشراً من مؤشرات تطور المجتمع وتقدّمه.

بعد ذلك قدّم المتدخّل تحديدا لمفهوم الأشخاص في وضعية إعاقة، ونسبة حضورهم في المجتمع. وتحدث عن ضرورة حضور الولوجيات وتوفرها في المجال الحضري والمؤسسات الجامعية، التي تطمح إلى أن تكون جامعة دامجة في مجتمع دامج. وقام المتدخل بتقديم مجموعة من النصوص في الاتفاقيات الدولية، التي تضمن حق الشخص المعاق في الولوج إلى فضاءات المجتمع بكل سلاسة وسهولة.

 

 

 

ندوات

اللغة العربية في المغرب الأقصى

في رواق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، نُظمت مائدة مستديرة لتقديم كتاب «اللغة العربية في المغرب الأقصى»، لمؤلفه نور الدين دنياجي، بمساهمة محمود عبد الغني ومحمد جودات. وقد تناول المتدخلان الكتاب من خلال النماذج المختلفة التي قدمها واعتمد عليها، والنصوص التي قدمها وعمل على تحليلها. وذلك لإعطاء صورة عن وضع العربية في المغرب خلال العصور القديمة والحالية. معتمدا على دراسة اللهجات السائدة في إطار ما يسمى بـ«علم اللهجات»، الذي يعمل على دراسة اللهجة، وفق المنهج الذي تدرسه أي لغة من ناحية الخصائص الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، مع وضع معجم يبين حدودها في أطالس لغوية، إضافة إلى دراسة الصلة بين اللهجة والمجتمع، وبينها وبين البيئة الطبيعية.

الثقافة الإفريقية في مواجهة التغيرات الجيوسياسية

احتضن الجناح الخاص بإفريقيا، كضيف شرف ندوة في موضوع «الثقافة الإفريقية في مواجهة التغيرات الجيوسياسية القارية»، شارك فيها إريك جويل إيدوارد من الغابون، وأوجين إيبودي من الكاميرون، ومابيتي سومه من غينيا كوناكري، ونور الدين بوصفيحة. وتناولت الندوة العلاقات بين الثقافات الإفريقية المتعددة، وهي علاقات مهمة من أجل التفكير من جديد في اقتراح سبل مستعجلة، لتجاوز العقبات والعراقيل من أجل انخراط ثقافي إفريقي في العالم.

هانس كوكلر وحميد لشهب يناقشان فلسفة التعايش والحوار

احتضنت قاعة شالة بفضاء المعرض ندوة في موضوع «فلسفة التعايش والحوار»، بمشاركة: هانس كوكلر من النمسا، وحميد لشهب من المغرب/النمسا، وتسيير محمد مزيان. أكد المتدخلون على أنه لم يعد الحوار الثقافي والتعايش بين الشعوب مطلباً أخلاقياً فقط، بل ضرورة ملحة تُمليها الوضعية العالمية الحالية. ويعتبر الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر أحد الرواد المخلصين للحوار والتعايش في العالم، وأحد مؤسسي حوار فلسفي عميق قائم على استجلاء عوائق هذا الحوار في القانون الدولي، وهيمنة القوى العظمى على اتخاذ القرار.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى