
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن محكمة الاستئناف بطنجة حددت 21 أبريل الجاري موعدًا للبحث في قضية ما بات يعرف بـ«مجموعة الخير»، بعد أن توجه الضحايا صوب الأطوار الاستئنافية لطلب تعويضات أكثر، نظرًا لما قالوا من كون التعويضات التي أقرتها المحكمة الابتدائية بطنجة، أخيرًا، لا توازي ما قاموا بدفعه للمتهمين في القضية الذين عرضوهم لعملية نصب هي الأولى من نوعها بالمدينة.
وأصدرت المحكمة الابتدائية، في وقت سابق، أحكامًا تقضي بإقرار تعويضات بالملايين لفائدة الضحايا، وذلك لنحو 700 ضحية في هذا الملف، وبعض من هؤلاء الضحايا فاقت تعويضاتهم 100 مليون سنتيم، بعد إدلائهم بما يفيد كونهم قاموا بإرسال المبالغ المالية لفائدة المتهمة الرئيسية في القضية إلى جانب شركائها. ومن المنتظر أن يتم إصدار أحكام قضائية استئنافية، بعدما توجه العشرات لاستئناف أحكامهم في الملف، بسبب ما قالوا عنها هزالة التعويضات التي أقرتها المحكمة مقابل ما منحوه للمتهمين الرئيسيين في هذا الملف.
للإشارة، فقد كانت المحكمة الابتدائية أصدرت أحكامًا قاسية بحق المتهمين في قضية «مجموعة «الخير»، وصلت لحدود 77 سنة سجنًا، حيث حكمت على «ي.م»، متزعمة الشبكة، بالسجن خمس سنوات نافذة وغرامة مالية قدرها 5000 درهم، وكذلك على «ك.ر» المديرة، وزوجها «م.ف» بخمس سنوات سجنًا نافذة وغرامة 5000 درهم لكل منهما، والحكم على «م.ط»، شقيق المتهمة الرئيسية وزوجها بالعقوبة نفسها، في حين تم الحكم على «س.ك»، الملقبة بـ«أدمينة»، وباقي الأدمينات، بأربع سنوات سجنًا نافذة وغرامة 5000 درهم لكل منهن، والحكم على أربع متهمات أخريات ومتهم ضمن المجموعة ذاتها بثلاث سنوات سجنًا نافذة لكل واحد منهم، في حين تم الحكم على متهمتين بسنة واحدة نافذة، وثلاثة أشهر لصديق متزعمة الشبكة، في حين تم الحكم على بائع هواتف في سوق «كاسباراطا» بثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ.
وكانت المصالح الأمنية أطاحت بالمشتبه بها الرئيسية في القضية، الملقبة بـ«يسرى»، والتي تترأس هذه الشبكة، وذلك حين حاولت السفر إلى مدينة الدار البيضاء انطلاقًا من محطة القطار بطنجة. وظلت المشتبه بها لأسابيع متوارية عن الأنظار، رغم تفجر هذا الملف وما تبعه من قلاقل ومشاكل وصلت درجة انتحار إحدى المشرفات بهذه المجموعة، التي انطلقت في بداية الأمر من «فيسبوك» وتطبيق التراسل الفوري «واتساب»، قبل أن تصل تداعياتها إلى المستوى الدولي بفعل انخراط العشرات من المهاجرين المغاربة في هذه العملية التي أدت إلى أكبر عملية نصب بالبوغاز.