شوف تشوف

الرأي

اطلبوا الحقنة ولو في الصين

حسن البصري
بسبب فيروس كورونا يعيش كثير من اللاعبين المغاربة، الذين قدرت لهم المشاركة في المنافسات الرياضية الآسيوية رفقة أنديتهم الخليجية، حالة قلق قصوى، خاصة بعدما أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية، أول أمس، نقل التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020 في رياضة الملاكمة إلى الأردن، بعدما كانت مقررة بمدينة ووهان الصينية، وذلك بسبب الفيروس اللعين.
لكن نقل التظاهرة من مدينة منكوبة إلى بلد عربي لن يحل المشكلة، لأن العديد من الصينيين سيرحلون إلى حيث تقام التظاهرة حاملين أعراض الوباء، لذا يبدو أن الحل يكمن في تأجيل المنافسات الرياضية بسبب ما يعرف بـ«القوة القاهرة»، علما أن بعض الجامعات الرياضية تعلن موافقتها على استضافة دورة رياضية دون الرجوع إلى وزارة الصحة العمومية.
كثير من المغاربة استجابوا لنداء «اطلبوا العلم ولو في الصين» وعدد من اللاعبين طلبوا الاحتراف في بلد التنين، منهم من تألق ومنهم من نفخ جيبه وعاد إلى بلده باحتراف «شينوا»، ومنهم من رمت به الأقدار إلى هذا البلد لترويض التنين الصغير.
أول من خاض تجربة احترافية في الصين، هو الحارس الرجاوي السابق مخلص وزميله جواد، وذلك في بداية الثمانينات، حيث لعبا في فريق ينتمي لهونغ كونغ، لكنه يخوض مبارياته في الصين. هناك تعرف الصينيون على حفيدي ابن بطوطة، واكتشفوا أن في المغرب مواهب كروية، فيما كان اللاعبان يبحثان في المدرجات عن بروسلي، أسطورة الكونغ فو، دون أن يعثرا له على أثر.
وخاض حجي، لاعب الفتح السابق، تجربة قصيرة في الصين، لكنه عاد من حيث أتى وفي رصيده ذكريات من زمن الكرة والسياحة، وتبقى تجربة حمد الله جيدة بانتقاله إلى فريق «غوانغزهو»، حيث بصم على أداء جيد، ما شجع الصينيين على استقطاب لاعب مغربي آخر اسمه الكعبي، إلا أن مساره كان «كعبيا» مع ناديه هيبي تشاينا فورتشن، الذي قرر إعارته إلى الوداد في إطار ما يعرف في الصين بـ«إعارة القرب».
ووجد المدرب المغربي مصطفى عيزان نفسه مدربا لناشئين صينيين في ولاية بالشمال الشرقي للصين، مستقطعة من «كشمير» الشمس فيها تطل بخجل والباقي كله صقيع، فاختار العودة إلى وطنه، مستجيبا للمثل القائل «مجمر بلادي ولا ثلج الشينوا».
لكن علينا ألا ننسى فضل الصينيين علينا، فهم الذين بنوا ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وأصبح جاهزا في زمن قياسي لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1983، وقيل إن الصينيين نالوا مقابل ذلك معدن المنغنيز، والعهدة على الراوي.
نعود إلى وباء كورونا، لنقف مستغربين من عجز الأدمغة الصينية التي روضت التكنولوجيا وابتكرت هاتف «هواوي» الذكي، عن الفتك بهذا الداء وتحريض أدمغتها على التصدي لوباء يبدو أنه بصدد تقليص عدد الصينيين حفاظا على التوازن المجالي في البلد.
نستغرب لعجز الصين التي تغزو العالم عن اعتقال فيروس ينتشر بلا فرامل، وعدم قدرة أنظمتها الطبية على وضع الوباء تحت الحراسة النظرية، علما أن بكين لم تجد عناء في القبض على رئيس الشرطة الدولية الإنتربول، بالرغم من إشكالية الشبه التي تواجه المحققين.
ستزداد مخاوفنا حين نعلم أن المغرب ألغى العمل بنظام التأشيرة بالنسبة إلى الرعايا الصينيين، الذين أعلنوا سيطرتهم على التجارة في كثير من المدن المغربية، وسيرتفع مؤشر القلق حين نعلم أن لاعب المنتخب الكعبي غير وجهته صوب السعودية هروبا من الوباء، وأن الكثير من الرعايا المغاربة قد جمعوا حقائبهم وأغلقوا نوافذ بيوتهم وسماعات هواتفهم خوفا من كورونا الزائر الفتاك، خاصة بعدما تبين لهم أن سور الصين العظيم لا يحمي من الأوبئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى