النعمان اليعلاوي
يواجه مشروع إنشاء مواقف السيارات تحت الأرضية بمدينة الرباط موجة من الانتقادات، وسط تساؤلات من سكان العاصمة وزوارها حول أسباب التأخر الكبير في إنجازه، رغم الإعلان عنه منذ سنوات في إطار مخطط تأهيل المدينة وتحسين بنيتها التحتية.
وكانت جماعة الرباط، في إطار ما قالت إنها رؤية لتخفيف ضغط السير وتسهيل عملية الركن، قد أطلقت مشاريع لبناء عدد من المواقف تحت الأرضية في مواقع استراتيجية من المدينة، من بينها ساحة باب الحد، وساحة البريد، وشارع محمد الخامس، إلا أن وتيرة الأشغال ظلت بطيئة في بعضها وإن تم فتح البعض الآخر، ما أثر سلبا على حركة المرور، خاصة في أوقات الذروة.
وفي تصريح لـ«الأخبار»، قال فاعلون في المجتمع المدني إن «تعثر هذه المشاريع يحرم الرباط من بنية ضرورية لتنظيم حركة المرور، وتشجيع السكان على تقليص استخدام السيارات في مراكز المدينة»، مضيفين أن «غياب مواقف تحت أرضية يُفاقم الفوضى، خاصة في المناطق الإدارية والسياحية»، مطالبين بتوضيحات رسمية حول مصير هذه الأوراش، فيما تشير مصادر مطلعة إلى أن الخلافات بين الجماعة وبعض الشركاء المكلفين بالتمويل والإنجاز، بالإضافة إلى تعقيدات إدارية مرتبطة بالتراخيص وتحويل الملكيات العقارية، كلها عوامل ساهمت في تعطيل تقدم المشروع، رغم التزام عدد من المؤسسات بالمساهمة في إنجازه ضمن برنامج «الرباط مدينة الأنوار».
من جانبه، قال مصدر من داخل جماعة الرباط، في حديث مع «الأخبار»، إن المجلس الجماعي «يولي أهمية كبرى لهذا الملف، ويعمل على تسريع وتيرة الأشغال وفق الإمكانيات المتاحة»، مشيرا إلى أن «التأخر له علاقة بظروف موضوعية وتقنية، وأن التنسيق جارٍ مع الشركاء لتجاوز العراقيل وإطلاق استغلال المواقف تدريجيا في غضون الأشهر المقبلة».
في السياق ذاته، أكدت المصادر أنه «على الرغم من كون شركة «رابا إيموبيلي» هي المعنية بوضعية تلك المشاريع، إلا أن مجلس مدينة الرباط معني بدوره بها، على اعتبار أنه ممثل في مجلس إدارة الشركة، ومن الشركاء الموقعين على اتفاقية إنجاز تلك المشاريع، في إطار تنفيذ بنود الاتفاقية الإطار المتعلقة بالبرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط، «الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية»، خاصة المادة السابعة منها التي تهم تعزيز وتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية، والمتضمنة إنجاز مواقف سيارات تحت أرضية، بهدف تحسين حركة السير والجولان، وضمان مراكن إضافية لوقوف العربات.
