شوف تشوف

الرئيسيةالملف السياسي

تفاصيل تورط أنصار الأزمي في أعمال بلطجة ضد فعاليات انتقدت حصيلته

 لحسن والنيعام

في الوقت الذي كان العمدة الأزمي يشيد بإنجازات مجلس جماعة فاس، وينعت المستشارين التابعين لحزب العدالة والتنمية بـ”الجيش الذي يسره الله لخدمة المدينة”، مساء أول أمس السبت، بحضور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة وأمين عام حزب “البيجيدي”، كشف محمد الحراك، موظف جماعي وأحد فعاليات المدينة، وهو يتحدث في ساحة محاذية للباب الرئيسي لمركب الحرية، أمام حشد من المعطلين المحتجين، عن قضية دعم وصف بالسخي منحه العمدة الأزمي لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعة، ووصلت قيمته سنة 2018 إلى حوالي 85 مليون سنتيم، وهو نفس المبلغ الذي قرر المجلس منحه من جديد لهذه الجمعية برسم سنة 2019.

ويشير موظفون جماعيون إلى أن من يسير الجمعية موظفون بعضهم وصل مرحلة التقاعد، وجلهم من المقربين للعمدة السابق، حميد شباط. ويضيفون بأنه سبق لها أن كانت موضوعا لتقارير تحدثت عن غموض في تدبير شؤونها. وتحدث الحراك عن هكتارات من الأراضي تابعة للجماعة وممتلكات في مدينة إفران عبارة عن فيلتين، يجهل، لحد الآن طرق تدبيرها.

وقرر العمدة الأزمي، الأسبوع الماضي، تنظيم لقاءات مفتوحة للتواصل مع المواطنين، وقال حزب “البيجيدي” إن هذا التواصل يندرج في سياق “أبواب مفتوحة” جاءت بعد لقاءات مغلقة مثيرة للجدل نظمها العمدة الأزمي مع أعضاء حزبه لتقديم حصيلة ثلاث سنوات من تولي مسؤولية تدبير الشأن العام، لكن العمدة الأزمي اضطر، مساء الجمعة الماضي، إلى الانسحاب من لقاء مفتوح نظمه بمقاطعة “جنان الورد”، وسط “حراس أمن خاصين”، بعدما ووجه بسيل من الانتقادات من قبل فعاليات محلية اشتكت من تعرض بعضها لاعتداءات من قبل أشخاص مكلفين بـ”الأمن الخاص”، فيما فقد العمدة الأزمي أعصابه، وخاطب المنتقدين بالقول إن وسائل التواصل الاجتماعي لن تنفعهم في شيء، في إشارة إلى لجوء عدد من المواطنين إلى هذه المنصات لكشف عيوب التدبير المحلي. واتهم حزب العدالة والتنمية المنتقدين بـ”المشوشين”، وقال إنهم يتقاضون مبالغ مالية محددة في 200 درهم لتوجيه الانتقادات للعمدة الأزمي. ووصف رئيس المجلس الجماعي، في حضور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بصفته أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، اللقاءات التي نظمها بـ”الناجحة” و”الرائعة”. واعتز ادريس الأزمي بوفاء بأداء ديون أحكام قضائية وصلت قيمتها في الـ3 سنوات السابقة إلى 4 ملايير سنتيم. وأكد أنه سيؤدي 15 مليار سنتيم قيمة أحكام قضائية نهائية تنتظر التنفيذ. وسبق له في أول لقاء مفتوح، يوم الأربعاء الماضي، أن أكد أنه سيضع رهن إشارة رئيس المحكمة الإدارية عقارات جماعية لبيعها بغرض توفير السيولة لتنفيذ هذه الأحكام. وتحدث من جديد على مشاريع مستقبلية تندرج في سياق خوصصة قطاعات حيوية منها الإنارة العمومية، مواقف السيارات، قبل أن يعتبر بأن ارتفاع إقبال السياح على زيارة المدينة، في الآونة الأخيرة، يندرج في رزمة إنجازات المجلس الجماعي.

ودافع محمد الكبيري، الكاتب الإقليمي للحزب، عن “الحصيلة المشرفة” للمجلس الجماعي، وقال إن تقديم الحصيلة يرمي إلى التواصل مع المواطنين والاستماع إلى انتظاراتهم، وتكريس ما أسماه بسياسة القرب، لكن اللقاء الذي قدم على أنه مفتوح تحول إلى لقاء مغلق، تقول جريدة “فاس24” الإلكترونية، والتي أدانت منع عبد الله مشواحي الريفي، أحد صحافييها من ولوج قاعة تقديم هذه الحصيلة بدعوى أن هذا الصحافي يخدم “أجندات”. وأدانت جريدة “فاس24″ هذا المنع. وقال الصحافي المشواحي لـ”الأخبار” إن هذا المنع نفذه حراس أمن خاص تابعين لحزب “البيجيدي”، بتعليمات من قيادات جهوية ومحلية كانت حاضرة في عين المكان، ومنها برلماني يتولى منصب نائب العمدة. وأشار إلى أن المثير في هذه القضية أن حزب العدالة والتنمية وجه له دعوة لحضور أشغال اللقاء. وأضاف بأن اللقاء قدم على أنه مفتوح أمام الجميع، وبأنه أشهر بطاقته المهنية وبطاقة التعريف الوطنية أمام هؤلاء الأشخاص، لكنه ووجه بألفاظ نابية وتهديدات. واحتج شاب في باب المركب على تصريحات وصف فيها المنتقدين بالمشوشين وبأنهم يتلقون عمولات تقدر بـ200 درهم. واحتج العشرات من المعطلين أمام الباب ذاته، وقالت اللجنة التحضيرية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب – فرع فاس ـ إن أعضاءها حضروا لهذا النشاط لمساءلة المسؤولين حول ما قدموه لهذه المدينة بشكل عام وللمعطلات والمعطلين بشكل خاص، لكن تم منعهم من ولوج مركب الحرية، “بل وصل الأمر إلى حدود الدفع بالأيادي وتوجيه الكلام الساقط والنابي من طرف “مسؤولي حزب العدالة والتنمية” لمعطلات ومعطلي الجمعية وكل المتواجدين هناك”، يورد بلاغ للمعطلين. وتحدث محمد الكبيري، الكاتب الإقليمي لـ”البيجيدي” عن “حصيلة مشرفة” للمجلس الجماعي، واتهم “المشوشين” بـ”تبخيس” هذا العمل. ووصف سعد الدين العثماني، أمين عام حزب “المصباح” هذه “السياسة التواصلية” بـ”النموذجية”، ودعا إلى تعميمها على المدن التي يترأسها حزب “البيجيدي”، وقال إن حزبه لا يختبئ من النقد ولا يهرب من النصيحة، لكنه انتقد بدوره من أسماهم بالمشوشين، واتهم جزء من وسائل الإعلام بتحريف الحقائق واختلاق الأخبار الزائفة، ودعاها إلى “الإنصاف”، لكنه عندما غادر قاعة الندوات امتطى سيارته الفارهة وأغلق نوافذها بإحكام، ورفض التواصل مع وسائل الإعلام، وأشرف الأمن الخاص لحزب “البيجيدي”، ومعهم مستشارون ورؤساء مقاطعات، على تنظيم حزام بشري لمغادرة العثماني المكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى