شوف تشوف

الرئيسية

عدي بوعرفة / علي لطفي

محمد اليوبي
زلزال تنظيمي قوي ضرب نقابة المنظمة الديمقراطية للشغل المقربة من حزب الأصالة والمعاصرة، بعد قيادة البرلماني المثير للجدل، عدي بوعرفة، لتمرد على علي لطفي، الكاتب العام للنقابة، وعضو المكتب السياسي للحزب في عهد أمينه العام السابق، حكيم بنشماش. وقرر بوعرفة، النائب الأول للكاتب العام، والكاتب الوطني للنقابة الديمقراطية للصحة، التي تتوفر على قاعدة واسعة بقطاع الصحة، في اجتماع عقده المجلس الوطني الاستثنائي يوم السبت الماضي، حل النقابة والالتحاق بالمركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
وأطلق النقابي بوعرفة، المعروف ببرلماني الشعب والمنحدر من المغرب العميق بنواحي الرشيدية، وتدخلاته المثيرة تحت قبة مجلس النواب، رصاصة الرحمة على نقابة «البام»، التي أصبحت «خاوية على عروشها»، بعد التحاق قطاع الصحة بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقبلها نقابة المالية، ونقابة قطاع الشغل ونقابة قطاع النقل، وسيأتي الدور على قطاعات أخرى.
ووجه لطفي اتهامات لبوعرفة بـ«تدمير» النقابة عبر قيامه باتصالات بمسؤولين نقابيين يدعوهم إلى الالتحاق بنقابتي الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
لكن بوعرفة رد على هذه الاتهامات بكون لطفي يريد تحويل النقابة إلى «ذيل» تابع للحزب، من أجل خدمة أجندته، في الوقت الذي تطالب قواعد النقابة بالحفاظ على استقلالية النقابة، التي تأسست سنة 2006، بعد خروج مجموعة من النقابيين من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل رفقة بوزوبع، الذي أسس الحزب الاشتراكي، وكانت النقابة مقربة من هذا الحزب، لكن لطفي قرر تفويتها لحزب الأصالة والمعاصرة، مقابل إلحاقه بالمكتب السياسي للحزب في عهد أمينه العام الأسبق، إلياس العماري، ويريد الآن الحصول على مقعد بالمكتب السياسي إلى جانب الأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي. وبرر بوعرفة تمرده على لطفي بالحفاظ على استقلالية النقابة، وعودة النقابيين إلى بيتهم الكونفدرالي الأصلي.
وخلال دورة المجلس الوطني الاستثنائي لنقابة الصحة، وقف أعضاء النقابة على مكامن الخلل الذي يعتري كل جوانب الممارسة النقابية داخل المنظمة الديمقراطية للشغل، والتي جعلت كل أعضاء المجلس على قناعة راسخة بانعدام شروط العمل وفق الضوابط التنظيمية المعهودة، بل باستحالتها على ضوء المعطيات الحالية للأزمة البنيوية التي تعيشها المنظمة. وسجل أعضاء المجلس أن ارتباط النقابة بحزب «البام» كان ارتباطا سلبيا غابت خلاله مبادئ الممارسة النقابية، والمتمثلة في استقلالية القرار وممارسة الديمقراطية الداخلية، وجعلت التنظيم النقابي مرتهنا للنزوات البراغماتية المتقلبة للفعل السياسي.
وتربع لطفي على قيادة النقابة منذ تأسيسها إلى اليوم، واستفاد من «ريع» التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية في عهد رئيسها المخلوع، عبد المولى عبد المومني، بتوظيف ابنته دينار، مصممة الأزياء، كما استفاد من مساهمة التعاضدية في تغطية مصاريف ممثلي هذه النقابة بمجلسها الإداري قصد المشاركة في المنتدى العالمي الاجتماعي بالبرازيل ما بين 13 و17 مارس 2018. ومقابل «الفتات» الذي حصل عليه من مائدة عبد المولى، حرض لطفي أعضاء نقابته للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام مقر جريدة «الأخبار»، لكون هذه الأخيرة فضحت الاختلالات المالية الخطيرة التي شابت تسيير التعاضدية، وكانت سببا في عزل ولي نعمته بقرار حكومي. وكشف بوعرفة أن لطفي لم يقدم أي تقرير مالي حول كيفية صرف ميزانية النقابة، ولم يكشف عن المبالغ التي حصل عليها من حزب الأصالة والمعاصرة، ورفع التحدي في وجهه لتقديم «الحساب» للمناضلين.
وهناك لبس كبير يحوم حول كيفية تفويت مقعد النقابة «تحت جنح» الظلام للرئيس السابق لفريق «البام» بمجلس المستشارين، عزيز بنعزوز، الذي حصل على مقعد برلماني باسم النقابة في «صفقة» مثيرة للجدل بينه وبين لطفي، قبل أن يختفى بنعزوز عن الأنظار، وتختفي معه الملايين التي سحبها من ميزانية فريق الحزب بمجلس المستشارين، ولم يعد صوت النقابة يسمع تحت قبة البرلمان، وتحول مقعدها إلى «شبح» في تجسيد واقعي للريع النقابي بكل تجلياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى