شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

فرار أطفال من مركز حماية الطفولة ببنسليمان

ينامون في الشوارع ويحترفون التسول والسرقة 

تعرف مدينة بنسليمان تدهورا في الخدمات الصحية والنفسية، الموجهة إلى المرضى النفسيين والقاصرين المغادرين طواعية لمركز حماية الطفولة، والذين ينتهي بهم المطاف بالتسول في الأرصفة والسرقة. يأتي الحديث عن هذا الوضع في أعقاب تحقيقات معمقة أمر بها الوكيل العام للملك، بشأن وفاة طفل في مركز حماية الطفولة بالمدينة. المندوبية الإقليمية للشباب والرياضة ببنسليمان تشير من جهتها إلى وجود اهتمام كبير بالمركز، مؤكدة على انتقالهم بعد إكمال دراستهم إلى مراكز جديدة يتابعون فيها التكوين المهني.

 

حمزة سعود

 

 

تشهد بنسليمان تدهورا مقلقا في الأوضاع الاجتماعية للمرضى النفسيين، بسبب انتشارهم في المدينة، وتزايد أعداد القاصرين الهاربين من مركز حماية الطفولة، الذين يتخذون من التسول والسرقة وسيلة للعيش، بحيث تتفاقم الظاهرتان لتشوهان الوجه الحضاري للمدينة.

وتثير ظاهرة فرار القاصرين من مركز حماية الطفولة ببنسليمان وانتشارهم في شوارع المدينة، قلقا بالغا، بحيث من المفترض أن يجدوا في المركز ملاذا آمنا وبيئة تحميهم وتوفر لهم فرص إعادة التأهيل، فيما ينتهي بهم المطاف للمبيت في أرصفة الشوارع مجبَرين على التسول، كما يتورطون في أعمال السرقة لتأمين قوت يومهم، فضلا عن تعرضهم لمخاطر الاستغلال والعنف، ويدفعهم نحو عالم الجريمة.

وأفاد عبد الكبير العكري، المندوب الإقليمي للشباب والرياضة ببنسليمان، في تصريح لجريدة «الأخبار»، بأن مركز حماية الطفولة بالمدينة حريص على تجويد الخدمات الموجهة إلى الأطفال، بشراكة مع مجموعة من المتدخلين، من ضمنهم وزارة العدل، مشيرا إلى اهتمام المركز الكبير بالجوانب الدراسية للأطفال.

وأضاف المتحدث نفسه أن مركز حماية الطفولة يشهد زيارات تفتيشية بانتظام، للوقوف على نقاط الضعف المسجلة في الخدمات، إن وُجدت، كما يعرف المركز مواكبة لقاضي الأحداث بشكل أسبوعي.

وأوضح المندوب الإقليمي للشباب والرياضة أن بعض الأطفال المفترض انتقالهم إلى مراكز أخرى للتكوين المهني، لمتابعة مساراتهم المهنية بعد إكمال دراستهم، يجدون صعوبات في الاندماج في المراكز الجديدة التي ينتقلون إليها، وهو ما يدفعهم إلى العودة من جديد إلى مركز الطفولة ببنسليمان، في حين تكون مسطرة تنقيلهم إلى مراكز جديدة سارية ولا مجال لعودتهم إلى مركز رعاية الطفولة بالمدينة بعد تجاوزهم السن القانونية المسموح بها، وهو ما يسجله السكان بالمدينة على أنه فرار من المركز، والحال أن هذه الحالات، وفق المتحدث نفسه، تبقى قليلة ومعزولة.

وفي اتصال مع “الأخبار”، أفاد زكرياء بندالي، مدير مركز حماية الطفولة بابن سليمان، بأن المركز ليس مؤسسة سجنية، ولا يتم تقييد الأطفال فيه بتعليمات في هذا الصدد، مشيرا إلى أن ظاهرة فرار الأطفال من المؤسسة تعود بالأساس إلى كون العديد منهم في حالة إدمان على تناول المخدرات.

وأوضح المتحدث أن المركز في حاجة إلى تدعيم إدارته بأطر بشرية جديدة وتخصيص المزيد من الدعم المادي، لتحسين جودة الخدمات الموجهة للأطفال، بحيث تتنوع الحالات الوافدة على المؤسسة بين أطفال ضحايا الطلاق ووضعية الشارع، وهم الأطفال الذين تسجل حالات فرار في صفوفهم.

وسبق لتحقيق أمر به وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ببنسليمان، عقب تسجيل حالة وفاة قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، أن كشف عن وجود اختلالات وتجاوزات عديدة داخل مركز حماية الطفولة ببنسليمان، من بينها الاكتظاظ، من خلال تكديس 20 طفلا في غرفة واحدة بدلا من أربعة أطفال لكل غرفة، وخلط الأعمار، بتجميع الأطفال الصغار مع الكبار في الغرف ذاتها، ما يزيد من مخاطر التحرش.

ويطالب المركز المغربي لحقوق الإنسان، فرع بنسليمان، بإرسال لجنة تفتيش مركزية من وزارة الشباب، وقضاة المجلس الأعلى للحسابات، للتحقيق في سوء التسيير، وسوء المعاملة، والتلاعب في الهبات، والعنف اللفظي والجسدي، وغياب المقاربة السوسيو- تربوية، بمركز الرعاية، بناء على متابعته المستمرة لظروف إقامة الأطفال داخل المؤسسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى