الرئيسيةسياسية

ما بين دعوته إلى تشجيع السياحة الداخلية ومنعه السفر . . العثماني يبهر المغاربة بتناقضاته

سيرا على ذات النهج الذي التزم به، وتأكيدا لكل التوقعات التي ترافق خرجاته الاعلامية، استطاع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إبهار المغاربة بشدة تناقض قراراته وقدراته الاستثنائية على إتيان الأمر ونقيضه في نفس الوقت ودون أن يفكر في إمكانية أن يجعله ذلك محط جدل وسخرية أيضا.

وللتأكيد على هذا التناقض المبالغ فيه، حرص رئيس الحكومة على الجمع بين إلزامه لأعضاء الحكومة وكبار المسؤولين على قضاء عطلهم السنوية داخل المغرب وعدم السفر إلى الخارج، وذلك في وقت لا تزال فيه الاجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة سارية المفعول وتمنع السفر إلى الخارج بشكل عام. وهو ما وجد فيه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا لهم، فراحوا يبدعون في أشكال السخرية من منع رئيس الحكومة للمسؤولن الحكوميين وكبار الموظفين من السفر في وقت لا حق لهم ذلك بقوة قانون الطوارئ.

وبعكس فترات سابقة كان فيها العثماني شديد الحرص على التقليل من خرجاته الاعلامية، يبدو أنه أعجب مؤخرا بالوقوف أمام عدسات الكامرات وإطلاق الكلام على عواهنه تحت ذريعة تقديم تصريحات وشروحات للتصورات والمواقف والقرارات الحكومية. وفي هذا السياق، لقيت تصرحات رئيس الحكومة التي طالب فيها المغاربة بعدم السفر خلال فترة العيد الأضحى إلا للضرورة القصوى، استهجانا كبيرا كونها ستحرم آلاف الأسر من لم شملها وتحقيق اللقاء بين أفرادها، خصوصا بعد أشهر طويلة من الحجر الصحي ومنع السفر بين المدن.

ولأنه سعد الدين الثماني الذي يشغل مسؤولية تسيير الحكومة المشرفة على شؤون المغاربة في الداخل والخارج، فقد سارع، بالتزامن مع هذه التصريحات والقرارات المانعة للسفر إلى الخارج كما في الداخل، ما فتئ العثماني خلال الفترة الاخيرة يدو إلى تشجيع السياحة الداخلية، حيث عقد لهذا الغرض مجموعة من الاجتماعات وصفت بالرفيعة المستوى واتخاذ مجموعة من القرارات التي من شأنها تشجيع السياحة الداخلية وإنقاذ موسم سياحي أنهكته جائحة كورنا، ناهيك عن عمده التعريف بمنشئة سياحية بالجارة الشمالية، من خلال إعادة تقاسمه لمنشور على حسابه الرسمي بالتويتر يدعو إلى زيارة تلك المعلمة التاريخية. ليتجدد بذلك السؤال الكبير، هل يعي رئيس الحكومة أبعاد ومرامي ما يُقدم عليه من مواقف وقرارارت وإجراءات متناقضة، وهل فعلا يستحق المغاربة رئيس حكومة يأتي الامر ونقيضه دون أن يرف له جفن؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى