شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

لاعب دولي سابق انتحل صفتي وقدم نفسه لمسؤولي بوردو باسمي بغرض الاحتراف فانكشف أمره

غلطة العمر : سعيد غاندي (لاعب دولي سابق)

تلقيت عرضا احترافيا من نادي بوردو الفرنسي، لكن لم يكتب له النجاح..

مقالات ذات صلة

هذه قصة عجيبة سأرويها لأول مرة. رافقت المنتخب المغربي إلى مدينة مارسيليا لخوض مباراة ضد المنتخب التونسي، تعادلنا فيها ميدانيا وفزنا عن طريق القرعة. في تلك المواجهة كان رئيس نادي بوردو الفرنسي ومدرب الفريق يتابعان المباراة وعيونهما على لاعبي المنتخبين، خاصة عناصر المنتخب الوطني التي كانت في قمة العطاء، وقع الاختيار علي وتم الاتصال بأحد لاعبي الفريق الوطني من أجل إخباري بالعرض وحددوا لي موعدا للسفر إلى بوردو، لكن ما حصل أن لاعبا مشهورا في الفريق الوطني التقط إشارة الاحتراف وتوجه بدلا مني إلى بوردو وقدم نفسه للمدرب على أنه سعيد غاندي، هذا في زمن لم تكن فيه وسائل التواصل تطورت، لكنهم فطنوا له وأخبروه أنه ينتحل صفة سعيد ثم أعادوه إلى المغرب، رجاء لا تطلب مني اسم اللاعب حتى لا أحرجه.

 

هل تم تصحيح الوضع وعدت إلى بوردو؟

لا، تم صرف النظر كليا عن العرض.

 

بعض الرجاويين يعاتبونك على خرجاتك الإعلامية التي تشيد بالوداد ويعتبرونها استفزازا لهم..

قلت في سؤالك «بعض الرجاويين»، فعلا هناك فئة غضبت من تصريحاتي الصحفية التي قلت فيها الحقيقة، وهناك فئة حاولت تأويل كلامي كما شاءت. كل ما في الأمر أنني عبرت عن امتعاضي من تصرفات بعض مسيري الرجاء البيضاوي الذين تنكروا للخدمات التي أسديتها كلاعب سابق للفريق الأخضر على امتداد السنوات التي حملت فيها ألوان النادي. وقلت بالحرف إنهم يعاملوننا كقطع أثرية قديمة، وأشرت إلى أنهم لا يمنحونني ولو دعوة لحضور مباراة في ملعب مركب محمد الخامس الذي لا يبعد عن منزلي إلا بخطوات، ولازلت إلى اليوم متمسكا بأقوالي. إنهم يريدون من غاندي أن يشتم الوداد كي يقولوا إنه رجاوي غيور، لا يمكن لعاقل أن يتجرأ على صرح كروي مثل الوداد الذي تجمعني علاقة طيبة بلاعبيه السابقين أمثال با محمد والزغراري والرداني وغيرهم، هؤلاء كانوا مقربين مني وكنا نشكل لمة أخوية. ثم هل قام لاعب ودادي سابق بشتم الرجاء حتى أرد عليه. ومن هذا المنبر أسامح كل من عاتبني أو شتمني بسبب تصريح قلت فيه كلمة حق، صدقني إنهم ارتكبوا غلطة العمر حين تطاولوا على غاندي.

 

يلومك الرجاويون أيضا لأن ابنك إحسان حمل قميص الوداد، وكان بإمكانك أن تضعه رهن إشارة الرجاء.. ما رأيك في هذا العتاب؟ وهل يمكن تصنيفه في خانة خطأ سوء التقدير؟

هذا غلط، سأحكي لكم القصة وأترك لكم الحكم. في سنة 1982 شاركت في دورة تكوينية للمدربين في فيشي الفرنسية، كنت مبعوثا من طرف وزارة الشباب والرياضة في عهد عبد اللطيف السملالي، وهو التدريب الذي شارك فيه هنري ميشال وتألقت فيه بشكل لافت مع كبار المدربين الذين سيشرفون لاحقا على فرق عالمية. فالشواهد التي في حوزة هنري أملكها بدوري. حين انتهى التدريب عدت إلى المغرب وفور وصولي للمطار كانت زوجتي وأمي في استقبالي، لكنني لاحظت غياب ابني وحين سألت عنه بحثوا عن مبررات لم تقنعني. وحين عدنا إلى البيت سألت عنه من جديد، فقالوا لي إن عبد الرزاق مكوار، رئيس الوداد، كان يتبضع من متجر مجاور لنا ولمح إحسان وهو يداعب الكرة في الحي رفقة بعض الفتيان فانبهر به فسأل حارس سيارات عن عنوانه فدله على البيت، حينها طرق مكوار باب بيتي وسأل زوجتي رحمها الله عن إحسان قالت له إنه ابن سعيد غاندي، لهذا أخذوه إلى ملعب الوداد. حين علمت بهذه القصة قمت على الفور وركبت سيارتي وتوجهت إلى ملعب الوداد وكان يحتضن تظاهرة عالمية «كأس العالم للصغار» أو ما كان يعرف بـ«الموندياليتو».

 

هل شارك ابنك في هذا «الموندياليتو»؟

 دعني أكمل القصة، حين دخلت الملعب استقبلني أبوبكر اجضاهيم وهو من رؤساء الوداد السابقين وكان صديقا لي، وقال لي بالحرف: «أنت هربتي لينا وحنا دينا ليك ولدك»، أجبته على الفور قائلا إن حمل قميص الرجاء والوداد شرف، علما أن عائلة زوجتي ودادية. تابعت الدوري العالمي مع مسيري الوداد وكان بعض المسيرين الرجاويين حاضرين أيضا، ومن محاسن الصدف أن يحصل ابني إحسان على جائزة الهداف وجائزة أحسن لاعب. قال لي مكوار وأنا أهم بمغادرة الملعب رفقة ابني: «لو كان عندي سعيد غاندي في الوداد لوضعت له تمثالا من الجبس». صدقني أنا مظلوم من طرف كل من يتهمني بانتقاد الرجاء لأنني أعطيت للرجاء أكثر من هؤلاء، لكن بفضل الرجاء أصبح لي اسم في المشهد الكروي.

 

في اعتقادي أنك أخطأت حين قضيت سنوات طويلة في الملاعب مع الرجاء والمنتخب، وعجزت عن فرض ذاتك مدربا، علما أنك تتوفر على شهادة التدريب نفسها التي يملكها هنري ميشال كما جاء في جوابك، لماذا اقتصرت على تدريب فئة الأمل بنادي الرجاء؟

سأروي لك القصة الحقيقية للحصار الذي ضرب علي، قبل السفر إلى مدينة فيشي للمشاركة في دورة تكوين المدربين، كان فريق الأمل أو الفريق الرديف للرجاء الذي كنت أشرف على تدريبه مؤهلا لنهائي كأس فلسطين، حضرت المباراة النهائية بملعب الوداد وفزنا باللقب. لابد من الإشارة هنا إلى أن قرار إرسالي إلى فيشي كان بغاية تكويني حتى أشرف أنا وبتي عمار على تدريب كبار الرجاء خلفا للمدرب الهنغاري أوروتز. بتي عمار لم يتمكن من السفر إلى المعسكر الفرنسي نظرا لالتزاماته الدراسية في الجامعة، بل إننا كنا نتردد على بيت أوروتز بين الفينة والأخرى لنتعلم مبادئ التدريب. وحتى يفهم الناس كفاءتي في مجال التدريب أحيلهم على اللاعب عبد الرحيم حمراوي الذي أخذ مكانتي في الرجاء وكان امتدادا لي، هذا الشاب أنا من أشرف على تدريبه وكنت أخصص له حصصا تدريبية استثنائية لتقوية قدراته، اسألوه ستجدون عنده الخبر اليقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى