شوف تشوف

خاص

شكاية إلى وزير العدل تبطل قرار براءة «ولد الحوات» وتعيد قضية اغتصاب قاصر إلى الواجهة

أصيب عدد من هواة ملاهي «كورنيش» عين الذئاب، بالذهول وهم يشاهدون صورة عملاقة للفنان الشعبي سعيد جمال الدين، المعروف بـ«ولد الحوات»، عند مدخل فندق كان في ملكية البرلماني السابق امحمد الزهراوي، حيث نشط سعيد إلى جانب عادل الميلودي سهرة رأس السنة الميلادية.
ويرجع مبعث استغراب فئة واسعة من الجمهور إلى صدور حكم في اليوم نفسه عن استئنافية الدار البيضاء، يدين «ولد الحوات» بالحبس ثلاث سنوات وغرامة مالية قدرها 80 ألف درهم، بسبب تهمة التغرير بقاصر واغتصابها.
مرتادو الملهى لاحظوا أن سحنة الغضب كانت تغلف ملامح الفنان الشعبي، الذي حاول إخفاء حزنه الشديد واستغرابه للحكم الاستئنافي، إلا أن تقاسيم وجهه فضحته، حيث اضطر في أكثر من مناسبة إلى ترديد مقاطع يتحدث فيها عن الظلم و«الباطل»، في ما بدا زميله عادل الميلودي مساندا له في ليلة رأس السنة التي دشنها سعيد على إيقاع حكم لم يكن يتوقعه.
أمام سعيد فترة زمنية قدرها عشرة أيام للطعن في الحكم الاستئنافي، وإلى غاية النطق بالحكم في صيغته النهائية، لازال الفنان الشعبي يواصل تقديم عروضه الفنية، خلافا لما تردد حول اعتقاله فور الانتهاء من حفل رأس السنة الميلادية.

مرافعة «ولد الحوات»
في 13 مارس الماضي، برأت المحكمة الابتدائية للدار البيضاء سعيد «ولد الحوات» من تهمة «التغرير بقاصر نتج عنه افتضاض»، وذلك بعد أن قضى شهورا في سجن «عكاشة»، وفي أول تصريح له شكر الفنان الشعبي القضاء على نزاهته، وقال إن السجن مدرسة، مشيرا إلى أنه قضى أوقات الاعتقال في الصلاة وممارسة الرياضة وقراءة القرآن الكريم.
ونشر الفنان الشعبي فور صدور حكم محكمة الاستئناف، تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، ينفي من خلالها ما تم تداوله حول إعادته إلى السجن وقضاء أولى ليالي السنة الجديدة وراء القضبان.
ووجه سعيد، فور انتهاء حفلة رأس السنة الميلادية، مجموعة من التساؤلات، أشبه بمرافعة في قضية متشعبة، وقال «ولد الحوات»:
«أريد معرفة هل هناك تهمة اغتصاب في العالم تم التأكد منها عن طريق مكالمة هاتفية مفبركة بمحل الأنترنيت؟
كيف يعقل أن فتاة تدعي أنها اغتصبت في شهر يناير وتقدمت بشكاية في نفس الشهر ولم يتم استدعاء المتهم قرابة عشرة أشهر؟
كيف يعقل أن الفتاة تدعي أن المتهم اغتصبها بمنزلها دون أن يشاهد الجيران دخوله أو سيارته الفاخرة، ودون أن يشاهد حارس الحي تلك السيارة؟
وأضاف: كيف يعقل أن الفتاة تدعي أن المتهم قام بتخديرها بواسطة قنينة عصير مرة تقول إنها من نوع «عصيري»، ومرة تقول إنها قنينة «سيدي علي» بها عصير ومخدر أحضرها المتهم معه شربت منها ولم يشرب منها المتهم وعند مغادرته تركها بجانبها؟
لماذا لم تقدم تلك القنينة كدليل مع الشكاية التي تقدمت بها؟
عند اغتصاب أية فتاة من الضروري أن ينزل الدم وتبقى آثاره على السرير أو ما يغطي السرير، لأنه حتى ولو تم تصبين ذلك الغطاء هناك وسائل علمية قادرة على إثبات وجود بقايا دم، لماذا لم يتم اللجوء إليها؟
في حالة لم يتم نزول دم على السرير فإنه سينزل في الملابس الداخلية، أين هي من أجل تقديمها كدليل؟
في الشكاية التي تقدمت بها تقول (الفتاة) إنه منذ اغتصابها لم يعد المتهم يجيبها هاتفيا، وفي التصريحات أمام المحكمة تقول إنها كانت تنام معه في السيارة أكثر من 3 مرات بعين الذئاب ولم تعرف المكان ولم تعرف لون كراسي السيارة؟
الخبرة الطبية تؤكد عكس ما هو متواجد بالشكاية، لماذا لم تأخذ المحكمة هذه الخبرة بعين الاعتبار؟
«كيف لشخص متزوج وله شعبية كبيرة أن يدخل مع فتاة قاصر إلى منزلها بحي شعبي؟
كيف يعقل أن الفتاة تعطي تاريخ الاغتصاب متزامنا مع تواجدي خارج أرض الوطن، ولي ما يثبت ذلك ولم يؤخذ كل هذا بعين الاعتبار؟»، يتساءل «ولد الحوات».
رسالة إلى وزير العدل تعيد فتح الملف
قال منير غانم، وكيل أعمال الفنان الشعبي سعيد «ولد الحوات»، إن هذا الأخير «أصيب بإحباط شديد إثر انتشار خبر اعتقاله، بعد الحكم الصادر في حقه من محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وبرر التحول الذي عرفته القضية بكون المشتكية رفعت شكاية إلى وزير العدل والحريات دون أن تضيف أي وثيقة.
«لقد كتبت تظلما إلى وزير العدل وليس لها سوى البكاء والتشكيك في نزاهة القضاة الذين أصدروا الحكم الابتدائي، راسلت الرميد تطلب منه التدخل، كما اتهمت القضاة بتلقي رشوة، وهذا شيء خطير يجب أن تحاسب عليه».
وحسب البيانات التي أعاد المحامي تجميعها، فإن مكونات الملف ستتعزز بوثائق أخرى تؤكد إصرار المشتكية على كسب منافع مالية من القضية، مع التركيز على الوثائق الطبية التي في حوزة محاميه جمال الشمارخ، خاصة الوثيقة التي أكدت فيها مصلحة الطب الشرعي بابن رشد، أن «الفتاة لديها انكماش قديم في غشاء البكارة، وفجوة من حوالي 8 سنتمترات، مما رجح فرضية فقدان الفتاة لعذريتها قبل التاريخ الذي اتهمت فيه «ولد الحوات» باغتصابها».
وأضاف المصدر ذاته أن التباين الحاصل في تصريحات الفتاة ساهم في حصول «ولد الحوات» على البراءة، قبل أن تستأنف المشتكية الحكم الابتدائي الذي ألغته محكمة الاستئناف.
محامي المشتكية ينفي غياب أدلة جديدة، ويصر على أن كسب القضية استئنافيا يرجع لقوة الدفوعات التي رد بها على قرار البراءة الذي صدر في حقه في 13 مارس من السنة الماضية، مبرزا أن الحسم سيكون في محكمة النقض بالرباط.

دم الحيض والنفاس
تعود تفاصيل هذه الواقعة إلى بداية السنة الماضية، حين اتهمت فتاة قاصر «ولد الحوات» باغتصابها، وتلقى المطرب الشعبي دعوة للمثول أمام الضابطة القضائية للحي المحمدي، بعد مرور شهور على النازلة، حيث صرح بأنه يعرف الفتاة كـ«زبونة كانت تحضر بين الفينة والأخرى إلى أغلب حفلاته، وتحجز الطاولة الأمامية، كانت تبتزني من خلال مطالب غريبة وتدعوني لأن أشتري لها شقة لضمان مستقبلها أو منحها 30 مليون سنتيم».
ونشر وكيل أعمال «ولد الحوات» التسجيل الصوتي الذي يوثق للحوار الذي دار بينه والفتاة، وقال إن العلاقة التي كانت تجمعهما لم تكن تتجاوز علاقة فنان بمعجبة، بينما تصر المشتكية على أن علاقتها بسعيد تتجاوز حدود التعلق بمطرب، «تعرفت على «ولد الحوات» في ملهى ليلي، وتبادلنا الأرقام الهاتفية، وفي أحد الأيام اتصل بي وطلب مني أن يحضر لمنزلي فلم أمتنع». وأضافت أنه «جاء وكان يحمل معه العصير وشربناه معا»، مشيرة إلى أنها «شعرت بعد ذلك بالدوار والنعاس فلم تشعر بنفسها سوى لحظة استيقاظها في الصباح حيث اكتشفت أنها تعرضت للاغتصاب». بينما تقول والدة الفتاة إنها تملك تسجيلات تؤرخ لوجود علاقة حميمية بين ابنتها و«ولد الحوات»، عرضتها على قاضي التحقيق في جلسات الاستئناف، وتتضمن مقطع مكالمة يتحدث فيها سعيد مع الفتاة من الخارج، بنبرة حميمية وهو يقول «اشتقت لرائحة دم حيضك»، قبل أن ترد عليه «هذاك دم البكارة اللي خسرتيها». وفي رده على هذا المقطع المثير، قال «ولد الحوات» إن الحوار مجرد مزحة بينه والفتاة، في الوقت الذي طلب محامي الفنان بعرض كل تسجيلات المشتكية على الخبرة العلمية. ومما زاد الملف تعقيدا، التعديلات الأخيرة التي طرأت على القانون الجنائي، وألغت الفقرة التي كانت تنص على تزويج القاصر بمغتصبها ومنعت سقوط العقوبة عن المغتصب.

الفنانون يتضامنون مجددا
عرفت قضية «ولد الحوات» ردود فعل عديدة، وحملة تضامنية من طرف الفنانين الذين يتقاسمون مع سعيد الطرب الشعبي، إذ عبر عبد الله الداودي عن قلقه الشديد من الحكم الذي حول فرحة سعيد بالبراءة الابتدائية إلى فاجعة استئنافية. المشاعر نفسها عبر عنها عادل الميلودي الذي شارك «ولد الحوات» في حفل نهاية رأس السنة الميلادية بملهى ليلي بعين الذئاب وحرص على مواساته. كما دأب فنانون آخرون على مؤازرة زميلهم على امتداد أطوار المحاكمة الابتدائية، مثل سعيد الصنهاجي وحميد المرضي وزينة الداودية، ثم عبد الله الداودي، على الرغم من القلق الذي جثم عليهم حين رفض سعيد قيام الفنانين بزيارته خلال فترة اعتقاله بالسجن، وفضل أن يكون التضامن بحضور جلسات المحاكمة.
للإشارة فإن سعيد «ولد الحوات» غنى بعد الإفراج عنه ابتدائيا أغنية تتضمن محنة الاعتقال، ركز فيها على جزء من محنته في «عكاشة»، قبل أن تصبح كلمات هذه الأغنية لاغية بسبب الحكم الذي اعتبر هدية الرميد للمطرب الشعبي في ليلة رأس السنة الميلادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى