شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

احتراق سيارة فاخرة يعيد للواجهة ملف الورشات العشوائية بطنجة

ورشات ميكانيكية دون معايير تسببت في حرائق متتالية

طنجة: محمد أبطاش

 

عاش الشارع الرئيسي، قرب غابة ميريكان بطنجة، خلال الأيام الماضية، على وقع حالة استنفار، بعد احتراق سيارة فاخرة في ظروف غامضة، مما أعاد إلى الواجهة ملف الورشات الميكانيكية العشوائية بالمدينة. وحسب بعض المعطيات، فإن السيارة التي تنتمي إلى فئة السيارات الفارهة التهمتها النيران في دقائق معدودة، وسط محاولات يائسة من بعض المواطنين لإطفاء الحريق قبل وصول عناصر الوقاية المدنية، لكن دون جدوى، إذ تحولت السيارة إلى كومة من النار، دون أن يقوى أحد على إطفاء النيران التي اشتعلت بشكل رهيب.

ووفقا لبعض المصادر، يُرجَّح أن يكون الحادث ناتجا عن تماس كهربائي، على غرار العشرات من حوادث احتراق السيارات التي تُسجل سنويا في شوارع طنجة. كما تبين أن انتشار الورشات الميكانيكية العشوائية بالمدينة قد يكون أحد الأسباب وراء هذه الحوادث، وتشير التحقيقات الأمنية التي جرت تحت إشراف النيابة العامة المختصة في وقت سابق، إلى أن العديد من حالات احتراق السيارات في شوارع طنجة تعود إلى الأعطاب الميكانيكية الناجمة عن غياب الخبرة والاحترافية لدى بعض الورشات العشوائية.

وبناء على هذه التحقيقات، أعدت المصالح المركزية لوزارة الداخلية تقارير كشفت أن تكرار هذه الحوادث، التي تبدو أشبه بمشاهد «هوليوودية»، ناتج عن سوء الصيانة وضعف الكفاءة لدى بعض الورشات الميكانيكية المنتشرة في المدينة، في ظل غياب رقابة صارمة من الجهات المختصة.

وأكدت بعض المصادر أنه أصبح من الضروري على الجهات المعنية القيام بجولات تفتيشية دورية داخل الورشات الميكانيكية، سيما المتخصصة في كهرباء السيارات، للوقوف على مدى احترامها لمعايير السلامة، إذ قد يؤدي خطأ بسيط، مثل عدم ربط سلك كهربائي بشكل صحيح، إلى تماس كهربائي يتسبب في كوارث خطيرة.

وباتت مثل هذه الحوادث تثير القلق، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات مشابهة قد تكون أكثر خطورة، خصوصا مع تزايد عدد الورشات غير المهيكلة التي تقدم خدمات الصيانة والإصلاح في ظروف لا تحترم المعايير التقنية المعتمدة، وغالبا ما تشتغل دون ترخيص أو مراقبة من المصالح المختصة، وتتحول بعض هذه الورشات إلى قنابل موقوتة وسط الأحياء السكنية والأسواق والمناطق الصناعية، كما أن الحادثة المذكورة آنفا وقعت قرب إحدى أكبر الغابات بالمدينة، إذ كادت النيران أن تنتقل إليها وتعيد من جديد شبح حرائق الغابات بالبوغاز.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى