
نظمت مجموعة بنك إفريقيا أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء بشراكة مع مجموعة ISCAE والمرصد الإفريقي للمالية المستدامة، النسخة الثالثة من ملتقى المالية المستدامة، وذلك في مقر مدرسة ISCAE بالدار البيضاء، تحت شعار: “المالية ذات الأثر في إفريقيا”. ويأتي هذا الحدث في إطار أنشطة الكرسي البان-إفريقي للاستدامة والمالية ذات الأثر، الذي أحدثه بنك إفريقيا بشراكة مع ست مؤسسات أكاديمية مغربية، ويهدف إلى تعزيز البحث الأكاديمي حول مواضيع تتعلق بالاستدامة والاستثمار المسؤول. وفي هذا الصدد دعا المتصرف المدير العام لبنك إفريقيا، إبراهيم بنجلون التويمي، إلى اعتماد “تمويل هجين ومختلط”، كرافعة للتنمية المستدامة في إفريقيا. وأكد بنجلون التويمي، في كلمة خلال الدورة الثالثة للقاءات التمويل المستدام، على ضرورة اعتماد “تمويل هجين ومختلط يكون ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص تشمل المؤسسات الوطنية والدولية والمتعددة الأطراف، مع دمج معايير (البيئة والمجتمع والحكامة) “ESG”. كما سلط الضوء على الالتزام المبكر لبنك إفريقيا في هذا المجال، خاصة عبر “إحداث مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية للتربية والبيئة في أعقاب خوصصة البنك”، والتوقيع، قبل 25 سنة، على “ميثاق برنامج الأمم المتحدة للبيئة “، مما جعل بنك إفريقيا “المقاولة الأولى في إفريقيا” التي تنخرط في هذه المبادرة. من جهته، قال المدير العام لمجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، طارق المالكي، إن “القارة الإفريقية تسجل معدلات نمو من بين الأعلى في العالم، حيث من المتوقع أن يتجاوز معدل النمو 5 بالمئة في ما يقرب من نصف بلدان القارة خلال سنة 2025”. وذكر المالكي بأنه على الرغم من هذه الدينامية، فإن “إفريقيا تواجه عجزا سنويا يبلغ نحو 200 مليار دولار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030″، مؤكدا على الأهمية الحاسمة للتمويل التأثيري كرافعة للتحول الاقتصادي. وأوضح، في هذا السياق، أن “سوق التمويل التأثيري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حقق عائدات تزيد عن ملياري دولار خلال السنة الماضية، ومن المرتقب أن يبلغ 7 مليارات دولار بحلول سنة 2030، بمعدل نمو مرتفع يناهز 20 في المئة”. من جانبه، حذر كريستيان دو بواسيو، الأستاذ بجامعة باريس-1 بانتيون – سوربون، من السياق الدولي الذي قد يعيق تقدم المبادرات المناخية. وأشار، في هذا الصدد، إلى “الانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس” وخروج بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من شبكة النظام المالي الأخضر (NGFS) Network for Greening Financial System، مما سيكون له تأثير كبير على المبادرات المناخية. وعلى هامش هذا اللقاء، تم التوقيع على اتفاقية ثلاثية الأطراف تهدف إلى تعزيز تقييم أنظمة معايير (البيئة والمجتمع والحكامة) ESG من قبل السادة المالكي وبنجلون التويمي وظافر سعيدان، ممثل شبكة التمويل الإفريقية African Finance Network ( AFN)، مما يمثل مرحلة جديدة في تطوير التمويل التأثيري في القارة. ويروم هذا الحدث، المنظم من طرف مجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، بشراكة مع شبكة التمويل الإفريقية African Finance Network، والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST)، ومرصد التمويل المستدام وبنك أفريقيا (BOA)، تعزيز التفكير حول مقاييس تقييم التمويل المستدام وتأثيره على تنمية القارة الأفريقية. وجمعت الدورة الثالثة للقاءات التمويل المستدام أزيد من 100 ورقة علمية، تم اختيار حوالي ستين منها لتقديمها خلال ورشات. وسيتم نشر أفضلها في مجلة “African Finance for Development Review” ( AFN) .