شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

تقرير أسود حول التدبير المالي بجماعة مكناس

تلاعبات وخروقات خطيرة في الصفقات وسندات الطلب

محمد اليويي

مقالات ذات صلة

 

حصلت «الأخبار» على نسخة من التقرير، الذي أنجزته لجنة افتحاص من المفتشية العامة للإدارة الترابية التابعة لوزارة الداخلية، حول تدقيق العمليات المالية والمحاسباتية لجماعة مكناس، برسم سنتي 2021 و2022، ورصد خروقات واختلالات مالية خطيرة وتلاعبات في الصفقات وسندات الطلب في عهد الرئيس السابق، جواد باحجي، الذي قدم استقالته من رئاسة المجلس الجماعي.

وسجل التقرير أن لجان طلب العروض تم تشكيلها بطريقة تخالف قرار وزير الداخلية رقم 672.18، بتاريخ 7 مارس 2018، بتحديد لجان طلب العروض الخاصة بالجماعات الترابية ومجموعاتها، حيث تبين غياب المدير العام للمصالح عن أشغال لجان طلب العروض الخاصة بجميع صفقات الجماعة، التي افتحصتها لجنة التدقيق (باستثناء طلب العروض 2022/0 الخاص بأشغال إعادة تهيئة بناية قصر البلدية)، في مخالفة للقرار المذكور آنفا الذي يعتبر حضور المدير العام للمصالح، أو من ينوب عنه إجباريا.

ورصد التقرير برمجة وإنجاز صفقات أشغال الطرق والأرصفة (2022/6 و1/ 2023 و2021/38)، دون إبرام إطار تعاقدي مع مصالح الدولة، أخذا بعين الاعتبار أن بناء وصيانة الطرق لا يندرج ضمن الاختصاصات الذاتية للجماعة، بل ضمن الاختصاصات المشتركة المنصوص عليها في المادة 87 من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات، بالإضافة إلى مخالفة المساطر القانونية المنظمة لإسناد الصفقات العمومية، مما ينطوي على خطر توجيه إسناد الصفقات لمقاولة بعينها، وبالتالي المساس بحرية الولوج إلى الطلبيات العمومية والمساواة في التعامل مع المتنافسين.

ومن بين الاختلالات المسجلة عدم المساواة في التعامل مع المتنافسين في ما يخص فحص الوثائق الوصفية والبيانات التقنية المقدمة (الصفقة 2022/13 المتعلقة بالصيانة الاعتيادية للإنارة العمومية بمبلغ 4674.792,00 درهما)، حيث تم قبول عرض شركة، بالرغم من عدم استجابة الوثائق التقنية للشروط المطلوبة. في مقابل ذلك، تم إقصاء الشركة المنافسة الوحيدة، بداعي عدم مطابقة ملفها في ما يخص المواد نفسها.

ورصدت لجنة التفتيش إدخال تعديلات على المواصفات التقنية المطلوبة بتاريخ 18 دجنبر 2022، دون موافاة المتنافسين الذين سحبوا أو حملوا ملف طلب العروض بهذه التعديلات، ودون نشر إعلان تصحيحي، حيث تبين أن هذه التغييرات كانت سببا في إقصاء المتنافس الوحيد الذي اعتمد في تحضير عرضه على المعطيات التقنية الأولية، مع إقصاء غير مبرر المتنافسين الثلاثة في إطار الصفقة 2023/1 المتعلقة بأشغال تأهيل الشبكة الطرقية (حصة الإنارة العمومية بمبلغ 9.923280 درهما)، بداعي عدم التوقيع الإلكتروني على وثائق الملف الإداري والتقني والإضافي، مما يتنافى مع مقتضيات الدورية الصادرة بتاريخ 2 أبريل 2020، المتعلقة بتبسيط بعض المساطر الخاصة بالصفقات العمومية والمطبقة خلال فترة الطوارئ الصحية، مما أدى إلى إقصاء ثلاثة متنافسين من بين الأربعة المشاركين، والإبقاء على العرض الوحيد لإحدى الشركات المحظوظة.

وحسب التقرير، فقد قامت الجماعة بإبرام غير مبرر للصفقة 2022/13 المتعلقة بالصيانة الاعتيادية للإنارة العمومية بمبلغ 4.674.792,00 درهما، من أجل اقتناء معدات ولوازم الصيانة الاعتيادية، بالرغم من تفويض الجماعة أشغال صيانة الإدارة العمومية لفائدة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس، بمقتضى بنود اتفاقية الإعانة الفنية والصيانة لشبكة الإنارة العمومية، حيث تلتزم هذه الأخيرة باقتناء المعدات اللازمة للصيانة الاعتيادية للإنارة العمومية طيلة مدة الاتفاقية (سنوات 2021-2022-2023)، في مقابل الاستفادة من مبلغ سنوي تدفعه الجماعة قدره 7.300.000 درهم.

وسجلت اللجنة عددا مهما من حالات تتعلق بإلغاء طلبات العروض (10 حالات)، وبعدم جدوى طلبات العروض (10 حالات) خلال السنتين 2021 و2022، نتيجة اكتشاف عيوب مسطرية، أو بناء على شكايات صادرة عن شركات متنافسة، مما يبين محدودية القدرات التدبيرية للجماعة، ومن شأنه إهدار المجهود الاستثماري المبذول، أخذا بعين الاعتبار طول فترة التحضير للصفقات، فضلا عن خطر تعريض الجماعة للمتابعات القضائية من طرف الشركات المتنافسة.

ووقفت اللجنة على وجود ضعف في التتبع التقني لأشغال الصيانة الاعتيادية لمختلف المناطق الخضراء (الصفقة 2021/3 بمبلغ سنوي 3.202.522,56 درهما)، ويتجلى ذلك في عدم تعيين ممثل المقاولة وقبوله من طرف صاحب المشروع قبل الشروع في الخدمة، مما يعد مخالفة لمقتضيات المادة 14 من دفتر الشروط الخاصة، التي تستلزم وجود ممثل صاحب الصفقة بصفة دائمة في أماكن إنجاز الأشغال، وكذا توفير العمال بالعدد الكافي، كما أن هذه الوضعية لا تضمن عدم لجوء المقاولة إلى التعاقد من الباطن لإنجاز أشغال الصفقة، علما أن دفتر الشروط الخاصة يمنع اللجوء إلى هذه الوسيلة، بالإضافة إلى غياب ما يفيد إلزام المقاولة بتطبيق الالتزامات التعاقدية والمتعلقة بتوفير الوسائل المادية من معدات وآليات، ناهيك عن الوسائل البشرية من مهندس زراعي وتقني متخصص بصفة دائمة وعمال مؤهلين لصيانة المناطق الخضراء، مما لا يتيح تطبيق الغرامات المالية المحددة بالمادة 46 من دفتر الشروط الخاصة في حالة المخالفة.

كما رصد التقرير وجود اختلالات على مستوى تسيير واستغلال ملاعب القرب في رياضة كرة القدم، تتمثل في إبرام الجماعة لعقود تدبير وتسيير الملاعب الرياضية للقرب في كرة القدم (8 ملاعب) من طرف جمعيات الأحياء في غياب مقرر لمجلس الجماعة، إضافة إلى عدم استخلاص واجبات الاستغلال، بالرغم من تضمينها بالقرار الجبائي، ويترتب على هذه الوضعية حرمان الجماعة من الموارد المالية الضرورية لصيانها وتجديدها، مما يهدد ديمومة هذه المرافق.

وسجل التقرير وجود تبريرات غير كافية لنفقات المأكل والتنشيط الفني والثقافي المنجزة بواسطة عقدي القانون العادي رقمي /20221011- بمبلغ إجمالي قدره 1.075.520 درهما، في غياب الوثائق الإثباتية نظير لوائح المستفيدين، وأمكنة الأنشطة المنظمة من طرف الجماعة.

وتضمن التقرير اختلالات بخصوص تفويت سندات الطلب، حيث تمت استشارة وإبرام سندات طلب (2021/21-2022/5-2021/21-2022/12-2022/17-2022/4 -2022/25) مع شركات غير متخصصة في مجال الأشغال أو التوريدات، بالإضافة إلى إدراج بيانات أثمنة خاصة بشركات مشطب عليها، أو غير موجودة ضمن ملفات المتنافسين على سندات الطلب، مما يشكل مسا بالمنافسة والمساواة في الولوج إلى الطلبيات العمومية وبصدقية الاستشارة القبلية، وينطوي على خطر حرمان الجماعة من الاستفادة من مزايا المنافسة، كما يؤدي إلى تطبيق أسعار مفرطة مقارنة مع الأثمنة المتداولة في السوق.

كما تم إسناد سند الطلب رقم 2022/18 المتعلق بإعداد برنامج العمل (2022-2023) بمبلغ 198.399,99 درهما لمكتب دراسات غير مختص في مجال الخدمات المطلوبة (منظم تظاهرات)، ودون توفره على مراجع تقنية بالنظر إلى كون الشركة حديثة الإنشاء بتاريخ  10 ماي 2022، أي قبل 25 يوما فقط قبل استشارته من طرف صاحب المشروع لأجل إبرام سند الطلب بتاريخ 15 يونيو 2022، إضافة إلى الاعتماد من أجل تبرير المنافسة على بيانين للأثمان بمبالغ تتجاوز السقف المحدد لإبرام سندات الطلب، مما ينافي المبادئ القانونية المنظمة لإبرام سندات الطلب والمتعلقة بحرية المنافسة والشفافية في اختيار الممونين ومقدمي الخدمات.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى