شوف تشوف

الرئيسيةوطنية

90 مليون درهم لإنشاء 500 مسكن في جماعة «شبه مهجورة» بإقليم أوسرد

 محمد سليماني

أعطيت، أول أمس الاثنين، انطلاقة إحداث تجزئة سكنية تضم 500 سكن اجتماعي مساحته 80 مترا مربعا بمقر جماعة بئر كندوز التابعة إداريا لإقليم أوسرد. ويبلغ الاعتماد المالي الإجمالي لهذا المشروع مبلغ 90 مليون درهم، من تمويل مجلس جهة الداخلة- وادي الذهب ضمن برنامج التنمية الجهوية. ومن المقرر أن تنطلق أشغال الشطر الأول الخاص بهذه الوحدات السكنية مطلع سنة 2019. وبحسب المعطيات، فإن هذه التجزئة ستمتد على مساحة 12 هكتارا، ويشمل شطرها الأول تهيئة التجزئة عبر إنجاز شبكة الماء الصالح للشرب وإنجاز شبكة الكهرباء، وبناء الطرق داخل التجزئة وإنجاز شبكة الصرف الصحي.

واستنادا إلى بعض المعطيات، فإن تخصيص هذا المبلغ الضخم لإنشاء 500 مسكن يعتبر مغامرة كبيرة، خصوصا أن المنطقة التي ستتم فيها أشغال البناء هي منطقة «شبه خالية» من السكان، إذ إن سكانها البالغ تعدداهم 4625 نسمة، حسب إحصاء 2014، يقطنون بمركز مدينة الداخلة ولا يربطهم بمركز بئر كندوز الذي ينتمون إليه سوى لوائح الانتخابات، وبالتالي فإن بناء هذه المساكن بعد مدة 24 شهرا المقررة في برنامج الأشغال، سيفتح باب التسابق بين السكان غير القاطنين للظفر بمنازل بعين المكان، وبعد ذلك إقفالها والعودة إلى مركز الداخلة، كما وقع خلال تجارب سابقة، إذ إن مركز بئر كندوز، الذي يعتبر مركز عمالة إقليم أوسرد، يحتوي على مساكن تم تشييدها منذ سنوات من أجل إعمار المنطقة بعد إحداث هذه الجماعة سنة 1998، إلا أن أغلبها بات مقفلا بعدما رحل أصحابها صوب مدينة الداخلة..، بل إن الأكثر من ذلك أنه تم تشييد مقر لعمالة إقليم أوسرد بالمنطقة، إلا أن البناية ظلت خالية شأنها في ذلك شأن عدد من الإدارات والمصالح الخارجية التي بنيت منذ سنوات وظلت مغلقة وخاوية تذروها الرياح، بينما بقي المسؤولون المعينون بها بمركز مدينة الداخلة يديرون شؤونها عن بعد.

ورغم أن السلطات تعول كثيرا على إحداث مجموعة من المراكز الصاعدة، فإن الرهان مطروح على مركز بئر كندوز، ليشكل قطبا حضاريا، خصوصا وأن موقعه الجغرافي استراتيجي بين مدينة الداخلة والنقطة الحدودية الكركرات، كأول منطقة تستقبل أي قادم من العمق الإفريقي، إلا أن عملية إعمار المنطقة وترحيل كل الإدارات والمصالح الخارجية القابعة وسط الداخلة نحو بئر كندوز تعتبر أولوية في الوقت الراهن. ومن شأن ترحيل هذه المؤسسات تخفيف الضغط أيضا على مدينة الداخلة، وذلك عبر ترحيل مقر عمالة أوسرد، وكل إدارات الجماعات القروية التابعة لإقليم أوسرد جماعات «أغوينيت»، «الزوك»، «الكويرة»، «بئر كندوز» و«تشلا»، إلى مناطقهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى