شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

أئمة بروح رياضية

 

 

حسن البصري

ينفض كثير من الأئمة غبار النسيان عن سحناتهم، ويصبحون أشهر من نار على علم، يطاردهم الصحافيون ويركض خلفهم المصلون ابتغاء «سيلفي» يؤرخ لدخولهم دائرة المشاهير.

لصلاة التراويح نجومها الذين سحبوا بساط النجومية من لاعبي كرة القدم، يطاردهم المعجبون بعد انتهاء الصلوات، وتحتل صورهم منصات التواصل الاجتماعي، ويتعقب حركاتهم وسكونهم الراكضون وراء إعلام الإثارة.

لم يكن عمر القزابري والعيون الكوشي وعبد العزيز الكرعاني وعبد الهادي الكنوني ومحمد الإيراوي وزكريا الراقبي ومحمد أدلال ومصطفى الغربي وعبد الرحيم النابلوسي وحجاج العلمي والمصطفى البويحياوي وبوسكسو والحديدي وغيرهم من الأسماء، لتسلط عليهم الأضواء لولا جاذبية أصواتهم وقدرتها على النفاذ إلى الأفئدة، ما مكنهم من منافسة نجوم الكرة والسياسة في استقطاب معجبين جدد.

يقبل عمر لقزابري، كبير أئمة المملكة، على ممارسة كرة القدم ويرتبط بعلاقات وطيدة مع عدد من نجوم الوداد والرجاء، رغم أنه عاشق للكوكب المراكشي، وغالبا ما يخوض الخطيب مباريات ودية، لكن لقزابري نادرا ما يتردد على ملاعب الكرة متفرجا لأنه يفضل أن يكون معشوقا لا عاشقا.

غالبا ما يخوض الخطيب مباريات ودية بملاعب الدار البيضاء رفقة لاعبين دوليين سابقين، جمعته بهم مساجد الألفة والنسيم والحسن الثاني، أمثال محمد بنشريفة ورضوان الحيمر وصلاح الدين بصير ورشيد الداودي وعبد اللطيف جريندو وهشام مصباح وعزيز بودربالة وطارق الجرموني وهشام اللويسي، وغيرهم من الوجوه الرياضية، كما يرتبط الإمام بوجوه فنية عديدة.

لا يختلف نجم التراويح عن نجوم الكرة، إلا في المنح، فقد شاءت الأقدار أن يخوض عمر تجربة في مسجد بمكة على سبيل الإعارة، قبل أن يعود إلى المغرب بعد تنصيبه إماما لمسجد الحسن الثاني بظهير شريف.

كثير من اللاعبين المغاربة مارسوا الإمامة في المساجد، أبرزهم زكرياء أبو خلال لاعب المنتخب الوطني المغربي. كان الفتى إماما في أحد مساجد هولندا، بل أنشأ جمعية خيرية كانت وراء إنشاء ملعب لكرة القدم المصغرة في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالدار البيضاء.

ليس زكرياء الوحيد الذي دخل تجربة الإمامة والخطابة من اللاعبين الدوليين، بل إن اللاعب السابق للرجاء والماص والفتح شمس الدين الشطيبي نال هذا الشرف في أحد مساجد القنيطرة. وهناك أسماء عديدة مارست القيادة في الملاعب وفي المساجد فجمعت حب جماهير الكرة والمصلين. وقبلهما نال أبيل، حارس الراك السابق، صفة إمام وخطيب في مساجد المدينة القديمة بالدار البيضاء..

في دول أخرى يعيش كثير من اللاعبين الدوليين هذه الثنائية الكروية والروحية، أغلبهم اختاروا الإمامة بعد اعتزالهم الكرة، وفضلوا، بعد «تعليق الحذاء»، خوض أشواط أخرى في بطولة روحانية، على غرار موسى التعمري، المحترف الأردني في نادي مونبوليي الفرنسي، الذي أصبح خطيبا بل عميد الخطباء، السبيل نفسه نهجه إسماعيل عبد العاطي الذي لم يتخيل يوما من الأيام أن يصبح واعظا وداعية إسلاميا، خاصة أن بدايته الأولى كانت كلها في ملاعب كرة القدم، بعد أن عشق الساحرة المستديرة في نادي الترسانة والمنتخب المصري، بل كان وراء اكتشاف اللاعب محمد أبو تريكة.

عرفت الإمامة في شهر رمضان تحولا كبيرا، وأصبحنا أمام ظاهرة «الأئمة الأطفال» الذين باتوا نجوم التراويح في المغرب، إذ تصلي خلفهم أعداد وفيرة من الناس ورواد المساجد خلال هذا الشهر الفضيل، في ما يشبه تشبيب الكفاءات المؤطرة للمشهد الروحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى