النعمان اليعلاوي
تواصل أسعار اللحوم الحمراء منحاها التصاعدي في الأسواق، بالرغم من الإجراءات الحكومية الهادفة إلى تعزيز العرض بغية تخفيض الأثمنة، وفي هذا السياق، سلط فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب الضوء على هذا «الارتفاع غير المسبوق»، في أثمنة اللحوم الحمراء، مطالباً الحكومة بالتدخل السريع، خصوصا مع اقتراب فصل الصيف، وذلك في سؤال كتابي وجهته النائبة البرلمانية نادية التهامي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.
وقالت البرلمانية، عضو فريق التقدم والاشتراكية، إن أسعار اللحوم الحمراء تواصل «ارتفاعها في السوق المغربية، في سياق متسم باتخاذ الحكومة تدابير من أجل تسهيل الاستيراد»، مضيفة أن إجراءات الحكومة تهدف إلـى «مواجهة تداعيات تراجع العرض المحلي الناجم عن الجفاف، الناتج عن استمرار نقص العرض من الرؤوس الموجهة إلى الذبح في المجازر الحضرية والقروية». وتابعت أن أسعار لحوم الأغنام قفزت في المجازر بالجملة، إلى «مستوى غير مسبوق، إذ بلغت 120 درهماً للكيلوغرام الواحد، في حين وصلت أسعار لحوم الأبقار إلى 90 درهمًا للكيلو غرام الواحد».
كما نبهت البرلمانية إلى أنه من المستبعد أن «تشهد هذه الأسعار انخفاضاً كبيراً في الفترة المقبلة، خاصة ما يخص لحوم الأغنام، في سياق استعداد المربين لعيد الأضحى، رغم توفير منح للاستيراد من الدولة»، كما أردفت أنه «على الرغم من الإجراءات الحكومية مثل الإعفاء الضريبي والدعم المستمر لتشجيع عمليات الاستيراد، فإننا نتخوف من استمرار هذه الزيادات التصاعدية في الأسعار خلال فترة الصيف التي تشهد تنامي مظاهر الاحتفال لدى المغاربة، مما يتطلب إقرار تدابير فورية تتخذها الحكومة، للحفاظ على استقرار الأسعار، وضمان توفير اللحوم بأسعار معقولة للمستهلكين».
وكان عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم الحمراء بالمغرب، أكد أن «الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء هو أمر متوقع لعدة أسباب، على رأسها ارتفاع الطلب بعد شهر رمضان المبارك»، حسب رامو، الذي أضاف في اتصال هاتفي مع (الأخبار)، أن «الزيادة في أسعار اللحوم كانت متوقعة، ومنتظرة، وقد حذرنا منها في عدة مناسبات، في غياب أي دعم من الدولة والجهات الوصية لاستيراد اللحوم والأبقار الجاهزة للذبح»، موضحا أن «المغرب يستورد في الغالب من السوق الأوروبية وتحديدا من إسبانيا وهولندا وألمانيا، غير أنه قد تم تسجيل ارتفاع الطلب على هذه الأسواق، وبالتالي ارتفاع الأسعار»، مضيفا أن «المشكل الثاني هو أن المغرب لم يعد يستورد منذ دجنبر الماضي الأبقار الجاهزة للذبح، وإنما يتم استيراد الأبقار والأغنام للكسب، وهو الأمر الذي يجعل تأثر السوق بقلة العرض واضحا».
