شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

أطول حالات الإنعاش قصص مشاهير محبوسين بأجسادهم بين الحياة والموت

يتزايد اهتمام العلماء بحالات الغيبوبة طويلة المدى، ويركز الباحثون على تفاصيل الإقامة الطويلة في أقسام الإنعاش، وما يشعر به الشخص عند دخوله في غيبوبة بعد تعرضه لحادث ما يجعله بين الحياة والموت.

في مثل هذه الحالات تطرح إشكالية التواصل بوعي مع أشخاص خارج الوعي المؤقت، بل إن الباحثين يركزون عن مشاعر المرضى عندما يكونون في حالة غيبوبة.

قد تطول مدة الغيبوبة وقد تقصر، وقد تمتد إلى سنوات طويلة كلها ترقب وانتظار يكون فيها المرضى تحت رحمة التنفس الاصطناعي، خاصة حين يتعرض الدماغ للتلف.

في مثل هذه الحالات، يسعد أهالي الشخص الداخل في غيبوبة طويلة المدى، لمجرد حركة من الأصابع أو أحد أطراف الجسد، خاصة وأن «الحالة الرمادية» أي وجود طرف بين الحياة والموت لا تلغي بصيص الأمل الذي يسكن دواخل أقارب المريض الذين يسكنهم تفاؤل قادر على إعادته إلى الحياة، بفضل الإيمان بالله الذي يحيي ويميت «وهو على كل شيء قدير».

حسب البحوث العلمية، التي أجريت على الأشخاص العائدين من فترة غيبوبة طويلة، فإن غالبيتهم يؤكدون شعورهم بالعطش الشديد دون أن يتمكنوا من طلب الماء من الممرضين والأطباء، كما كشف بعضهم عن الخوف الذي كان ينتابهم من شدة تعدد التجارب التي تخضع لها أجسادهم.

عادة ما تنتهي الغيبوبة المرضية في موعد لا يتجاوز أربعة أسابيع، حيث يبدأ القلق بعد شهر من الانتظار وتتضاءل حظوظ الانفلات من الموت الذي يحلق فوق أسرة مريض بين الحياة والموت.

في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار»، رصد لأبرز حالات الفترة الرمادية، وحجم القلق الذي عاشه أقارب مرضى بين الحياة والموت.

 

حسن البصري

 

المحترف المغربي عبد الحق النوري.. غيبوبة دامت سبع سنوات

لم يكن أشد المتشائمين يعتقد أن مباراة ودية سنة 2017 قد تعتقل المحترف المغربي في صفوف نادي أجاكس الهولندي سنوات طويلة بين غرفة الإنعاش في المصحة أو في غرفة طبية بمنزل والديه.

بين الفينة والأخرى، تتحدث مصادر مقربة من النجم السابق لأكبر فريق هولندي عن تحسن الحالة الصحية للاعب كرة القدم عبد الحق، الذي أصيب بجلطة دماغية في مباراة ودية جمعت فريقه بنادي فيردر بريمن الألماني، وما نتج عنها من مضاعفات جانبية.

يضطر والد عبد الحق النوري، بين الفينة والأخرى، إلى توضيح بعد الخرجات الإعلامية التي تتحدث عن نهاية فترة الغيبوبة، خاصة بعد انتشار صورة قيل إنها لعبد الحق وهو يطل من غرفته ويحيي حشود جماهير «أجاكس»، ما دفع الوالد إلى تكذيب الصورة المركبة مع التأكيد على «تحسن حالة عبد الحق الذهنية، الذي أصبح يستجيب أكثر»، مشيرا إلى أنه في البداية كان يتفاعل مع محيطه ببطء.

وقال محمد النوري، والد اللاعب عبد الحق، في عبور أثيري، إن ابنه يتفاعل مع محيطه بالابتسامة تارة وتحريك حاجبيه، آملا في أن يستعيد عافيته في القريب العاجل.

وأضاف: «لقد فوجئت اليوم بخبر خرج في إحدى الصحف المغربية، واتصل بي العديد من الناس يستفسرون مني عن الحالة الصحية لعبد الحق من داخل البلاد وخارجها، ومن أجل تصحيح ما جرى نشره، فنجلي استفاق من غيبوبته منذ خمس سنوات وأكثر. ذهنيا تحسن، الطريقة التي كان يتجاوب معنا بها في البداية كانت بطيئة، أما الآن فالأمور تجري بسرعة، ونطلب من الله أن يتقبل منا الدعاء».

وبحسب تصريح أخيه للصحف الهولندية في وقت سابق، فإن النوري بدأت حالته الصحية تتحسن منذ أن عاد للعيش مع عائلته في المنزل، وأنه «يدرك الآن ما حدث له وما يجري حوله».

 

بعد غيبوبة طويلة.. الفنان محمد الغاوي يترجل من صهوة الفن والحياة

دشن الفنان محمد الغاوي سنة 2023 في ضيافة غرفة الإنعاش التي قضى فيها قرابة شهر كامل، إثر إصابته بنزيف داخلي على مستوى الدماغ نقل على إثره إلى المستشفى العسكري بالرباط، حيث قضى فترة طويلة في غرفة العناية المركزة.

أجرى الفنان الغاوي عملية جراحية دقيقة على مستوى المخ بحضور أخصائيين، دامت أربع ساعات، وقيل حينها إن وضعه الصحي مستقر، لكن مع مرور الأيام ظل الترقب سيد الموقف من عائلته ومحبيه من الوسط الفني.

قال شقيقه الفنان المغربي عبد العالي الغاوي، في حواراته الصحفية، إنه وعائلته خائفون على أخيه الأكبر الفنان محمد الغاوي، بسبب طول مدة الغيبوبة التي دخلها لأزيد من شهر، جراء تعرضه لنزيف دماغي، مشيرا إن الحالة الصحية لأخيه مازالت مستقرة ولا جديد فيها، حيث يرقد تحت تدابير العناية المركزة، دون تطورات جديدة، الشيء الذي أثار مخاوف عائلته الصغيرة والكبيرة وكذا محبيه من الجمهور المغربي الذين واجهوا الوضع المقلق بابتهالات ودعوات إلى العلي القدير الذي هو على كل شيء قدير.

ذات صباح، ستعلن إدارة المستشفى العسكري عن وفاة الفنان محمد الغاوي، بعد أن عجز الطاقم الطبي عن انتشال الفنان من غيبوبته الطويلة. لكن ما أن ووري جثمانه الثرى، حتى اندلعت في مواقع التواصل الاجتماعي معارك حول هذه الوفاة تسببت في قلق واضطرابات عائلية.

يذكر أن محمد الغاوي من مواليد سلا عام 1956، وهو فنان في رصيده الفني أزيد من ثمانين أغنية وطنية وعاطفية اشتهر بها لدى الجمهور المغربي.

 

الغجدامي.. غيبوبة طويلة ترسل «أسد الصحراء» إلى مقبرة الشجعان

نجا الكولونيل محمد الغجدامي من الموت مرات عديدة، فقد انفجر لغم تحت قدمه لكنه فطن له بدهاء، ونجا مرة أخرى حين ضربت قذيفة رأس جندي يجلس أمامه في سيارة «الجيب»، فطار الرأس ولم يصب الكولونيل.

كان من المحتمل جدا أن يموت الغجدامي في اشتباك حربي عسكري في الصحراء، بعدما خاض كل المعارك والحروب، وواجه الموت والنار سنوات عديدة، لكنه في الأخير لم يمت في ساحة معركة.

مباشرة بعد الحادثة الغامضة للجنرال أحمد الديلمي، تمت إحالة الغجدامي على التقاعد النسبي، إذ أحيل على القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، وإنهاء مقامه في الصحراء.

منذ أن وطأت قدماه مقر عمله الجديد، شعر بالاغتراب وأحس بالاختناق لأنه لا يتنفس إلا هواء الصحراء، وفي نهاية كل أسبوع كان يسافر إلى أصيلا مسقط رأسه ويشرع في مناجاة المحيط.

في أيامه الأخيرة، كان «أسد الصحراء» يضرب كفا بكف كلما التقى جنديا متقاعدا قضى عمره في الجبهات الأمامية، وخاض أكبر المعارك ضد «البوليساريو»، وكان يوصي المسؤولين بالاهتمام بهذه الفئة التي لطالما وجدت نفسها في خط النار، وقيل إن داء السكري قد أصابه حين كان يعيش يوما بعد يوم الاغتراب.

قبل أن يدخل المستشفى العسكري، عانى الرجل من مضاعفات داء السكري، فتراجعت وضعيته الصحية، وفقد الكثير من ملامحه، لكنه كان يجد متعة في الحكي مع بعض رفاقه في مدينة تطوان، من خلال استحضار بطولاته في الصحراء، وهو يردد عبارته الشهيرة: «استفاد الجبناء وعانى الشجعان».

يشده الحنين إلى رمال الصحراء، وظل يمني النفس بزيارة إلى مواقع أشهر المعارك التي خاضها، بل إنه أوصى بدفنه في مقبرة بالعرائش دفن فيها والده العسكري. «ادفنوني إلى جانب الشجعان الذين حموا الثغور».

مات الغجدامي بالمستشفى العسكري في أكدال بالعاصمة الرباط، بعد أزيد من شهر في ظلمة الغيبوبة، إثر دخوله غرفة العناية المركزة بسبب إصابته بسرطان القولون ومرض السكري، حيث نقل من تطوان إلى الرباط بعد غيبوبة مفاجئة وبعدها انتهى الأمر، ونقل التلفزيون والصحافة خبر وفاته دون تعليق أو إضافة. ومن المفارقات العجيبة أن يلفظ أنفاسه يوم 14 ماي 2003، وهو يوم ذكرى أعياد القوات المسلحة الملكية. مات الرجل في صمت ودفن في صمت وانتهت أسطورة «أسد الصحراء».

في معركة «واركزيز» الشهيرة، كتب لهذا العقيد أن ينال تهنئة هاتفية من الملك الحسن الثاني مباشرة، بعد أن أحاطه بأدق تفاصيل المعركة ضد ميليشيات البوليساريو مدعمة من الجيشين الجزائري والليبي وقيادات كوبية وفيتنامية.

 

حين تحالف داء السل وتمرد الابن على بلافريج

أصيب أحمد بلافريج، الوزير الأول الأسبق، بداء السل لأول مرة في صيف 1937 وانتقل إلى سويسرا للعلاج، هناك وجد كل الدعم من الطلبة المغاربة والسوريين في أوربا، ومن بينهم شكيب أرسلان على الخصوص، سيما وأن مقامه في جنيف دام طويلا. وحين عاد إلى كورسيكا منفيا اغتنم الإقامة الجبرية ليكمل علاجه، خاصة وأنه أصبح خصما للسلطات الاستعمارية الفرنسية التي أزعجها وقوفه وراء توقيع وتوزيع وثيقة المطالبة بالاستقلال.

عين الملك محمد الخامس أحمد بلافريج وزيرا للخارجية مباشرة بعد حصول المغرب على الاستقلال، كما تقلد رئاسة الحكومة، أصبح الممثل الشخصي للملك الحسن الثاني، لكن المرض الصدري ظل يتردد عليه بين الفينة والأخرى، وهو ما كان يغيبه عن المشهد السياسي، وحسب شهادة صحافي استقلالي، فإن محمد الخامس قد طلب من طبيبه الخاص الاهتمام بالحالة الصحية لبلافريج، مما مكن هذا الأخير من الاستفادة من الطاقم الطبي للقصر.

عين وزيرا أول، لكن حكومته لم تعمر طويلا، حيث انتهت صلاحيتها السياسية في دجنبر 1958. وعاد إلى وزارة الخارجية في ما بين 1961 و1963. ثم عين ممثلا شخصيا للملك الحسن الثاني إلى عام 1972، لكن مرضه أجبره على مغادرة الساحة السياسية، لكن أيامه الأخيرة عرفت صراعا خفيا مع القصر، بعد أن انتقل ابنه إلى صف المعارضة، حيث عاش رهن الاعتقال مدة طويلة دون أن يتدخل والده أحمد لدى الملك الحسن الثاني، بل اكتفى بالاستقالة من منصبه الحكومي ضد على التعسف الذي طال ابنه. هذا الوضع زاد من مرضه وجعله أسير بيته.

تحولت زوجته فطوم بناني، ابنة المناضل الجيلالي بناني والد محمد بناني وكلاهما كانا من الموقعين على وثيقة الاستقلال عام 1944، إلى ممرضة تسهر على صحة زوجها الذي قرر اعتزال السياسة ودخل في غيبوبة طويلة المدى، حالت دون تمكين أصدقائه من إلقاء النظرة الأخيرة عليه. ومن المفارقات العجيبة أن ثلاث بنات للراحل أصبحن طبيبات.

 

ابن زاكين.. وزير الصحة المغربي في غيبوبة طويلة

كان ليون بن زاكين الطبيب المغربي اليهودي، الأجدر بأن يعين وزيرا للصحة في أول حكومة بعد الاستقلال، نظرا لكفاءته الطبية، لكن ذلك لن يحصل إلا في التعديل الحكومي الذي مس الحكومة المغربية سنة 1956. ليون بن زاكين، يعد ليون واحدا من أشهر الأطباء الذين عرفهم المغرب.

ولد في طنجة في آخر يوم من سنة 1928، حيث كان من مؤسسي الرابطة اليهودية، سينطلق الطبيب إلى داخل دواليب العمل السياسي المغربي، بطريقة رتبتها له الظروف وحدها، حتى يحصل على وضع اعتباري في مغرب الأربعينات وبداية الخمسينات. وعندما حصل المغرب على الاستقلال، تم تعيينه وزيرا للبريد والمواصلات، ثم أصبح وزيرا للصحة، وهو المجال الذي يناسبه، واستمر فيه إلى حدود سنة 1958، كما شغل منصب طبيب الملك محمد الخامس، وقد كان من بين الأطباء المقربين منه ومن عدد من الوزراء والشخصيات العمومية في مغرب الخمسينات.

تقول الروايات إن ابن زاكين، كان واحدا من الوجوه اليهودية المغربية، المطلوبة لتعزيز حضور اليهود في المرحلة الجديدة من بناء المجال السياسي للبلاد بعد الاستقلال. خصوصا أنه كان يهوديا غير عادي، جمع بين الطب والعمل الإنساني باعتباره من مؤسسي الرابطة اليهودية بشمال المملكة.

أصيب ابن زاكين بمرض مفاجئ فتم نقله إلى فرنسا لتلقي العلاج على يد أحد الأطباء اليهود في باريس، هناك تبينت إصابته بالتهاب رئوي مزمن بسبب إدمانه على التدخين، وهو ما تطلب منه غيابا عن المشهد السياسي وعن اجتماعات حكومة البكاي، وحين علم الملك محمد الخامس بالأمر وهو في باريس، قرر عيادته، مما أدخل السرور على ليون، الذي كتب عن هذه الزيارة واعتبرها بلسما لمعاناته الصحية.

بعد تنحيه الاضطراري من السياسة، ظل بن زاكين حاضرا في العمل الجمعوي، وكان وقته موزعا بين أسرته ومبادراته الاجتماعية والمستشفى، إلى غاية سنة 1977 حين رحل عن عمر ناهز 76 سنة. بعد أن قضى مدة طويلة في غرفة الإنعاش بمصحة باريسية، لكنه ترك وصية بالدفن في مدينة الدار البيضاء، وكان لافتا حينها حضور سبعة وزراء في الحكومة المغربية، ومستشار الملك حينها، أحمد بن سودة، جنازة طبيب الملك السابق اليهودي، في إشارة على استمرار قربه من القصر حتى بعد ابتعاده عن الحياة السياسية.

 

الأمير النائم الوليد بن طلال.. عشرون سنة غيبوبة

في سنة 2005 تعرض الأمير السعودي الوليد بن خالد بن طلال لحادث في لندن، خلال دراسته بالكلية العسكرية، وكان يبلغ من العمر 18 عاما، حيث كان يقود سيارته برفقة اثنين من أصدقائه بسرعة عالية وتسبب الحادث الأليم في دخول الأمير الوليد بن خالد في غيبوبة تامة، فدخل في غيبوبة منذ ذلك الحين ليطلق عليه لقب «الأمير النائم». واختلفت التشخيصات الطبية لحالته وتمت دعوة وفد طبي أمريكي وآخر إسباني في محاولة لإيقاف النزيف من رأسه، لكنه ظل في غيبوبة. وفي 2007 تعرض الأمير لتدهور مفاجئ في حالته الصحية إثر إصابته بنريف في الرئة، إلا أن الأطباء نجحوا في السيطرة على النزيف وعادت حالته إلى الاستقرار.

حرص الأمير خالد بن طلال على إبقاء نجله تحت الأجهزة والمتابعة أملا في أن يشفى، وعلق على هذا الأمر قائلا: «إن الله لو شاء أن يتوفاه في الحادث لكان الآن في قبره. إن من حفظ روحه كل هذه السنوات قادر أن يشفيه ويعافيه».

يدخل الأمير النائم دهاليز النسيان قبل أن ينتبه الناس لوجوده، مع كل تفاعل بخصوصه من طرف أهله وأقاربه، خاصة من خلال تدوينات وتغريدات أفراد عائلته. وكانت شقيقته تصر على وضع صورها معه مرفقة بتعليقات تعيده إلى الواجهة، وتتضمن هذه الصور لقطات من طفولة الأمير النائم: «مرت عشرون سنة على وجودك في المستشفى. روحك الجميلة وقلبك الطاهر لم يغيبا عن قلوبنا لحظة. استودعتك حبيبي الوليد بن خالد عند الله الذي لا تضيع ودائعه».

وسبق للأمير النائم تحريك أعضاء من جسمه، حيث كانت الأميرة ريما بنت طلال أخت الأمير والملياردير السعودي، الوليد بن طلال سبق ونشرت مقطع فيديو لتحريك الأمير رأسه من الجهة اليمني إلى اليسرى، قائلة في تعليق عام 2019: «الحافظ القادر الرحمن الرحيم.. الوليد بن خالد يحرك رأسه من الجهتين، يا رب لك الحمد والشكر».

الأمير النائم هو ابن الأمير خالد بن طلال، الابن الثالث للأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، وعمه هو رجل الأعمال والمليونير الشهير الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود.

ويحظى «الأمير النائم» بتعاطف شديد من قبل الشعب السعودي الذي يحرص على متابعة آخر تطورات حالته الصحية، ومشاركة الصور والفيديوهات التي يتم نشرها عنه بين الوقت والآخر، حيث لم تتوقف دعواتهم له بالشفاء منذ الحادث الأليم، ومنذ دخوله في الغبيوية، حتى تحولت المصحة إلى مزار.

 

بوتفليقة يسير الجزائر من غرفة العناية المركزة

في الأيام الأخيرة من حياة الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، خرج شقيقه السعيد عن صمته حين قال إن الرئيس طلب منه إخبار الجزائريين بحقيقة مرضه والتحدث إلى الصحافيين. كان ذلك خلال محاكمة السعيد حيث أوضح للرأي العام أن الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة يوجد رهن الإقامة الجبرية وليس حرا كما يعتقد البعض. وقال السعيد بوتفليقة للقاضي والحاضرين في قاعة المحاكمة إن فخامة الرئيس أطال الله عمره، لا يزال حيا يرزق ويمكن الاستفسار منه.

ولم يظهر السعيد للرأي العام كرجل نافذ وقوي إلا بعد تدهور الوضع الصحي لشقيقه عبد العزيز بوتفليقة بشكل كبير منذ منتصف 2011 إلى غاية إصابته بنوبة شلل نصفي يوم 27 أبريل 2013، أرغمته على الجلوس في كرسي متحرك.

وكشف البروفيسور رشيد بوغربال، الطبيب الخاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في لقاء مع صحيفة «النهار» الجزائرية، حيثيات الحالة الصحية التي تعرض لها رئيس الجمهورية، وقال: «هي عبارة عن إصابة في شريان المخ أو ما يعرف بنوبة إقفارية عابرة أوقفت أجهزة الرئيس بوتفليقة العضوية لمدة تراوحت بين 10 و20 دقيقة، لتعود جميع الأجهزة إلى العمل بطبيعتها الصحية، مضيفا أن الرئيس كان يحرك جميع أعضائه، عكس ما تداول حول تعرضه لشلل نصفي».

وأضاف البروفيسور بوغربال أن الرئيس كان يلح على العلاج بالجزائر، «بوتفليقة طلب مني أن أقوم بكل ما بوسعي قصد العلاج في الجزائر، حيث استشارني حول احتمال أن يعالج في الجزائر، إلا أنني رفضت ذلك، ما جعل الطاقم يتأخر في نقله إلى مستشفى فال دو غراس بفرنسا». مضيفا «لو توفرت هذه التحاليل بالجزائر لكان الرئيس أول من رفض الذهاب إلى الخارج». وعن سر خروجه الإعلامي المتأخر قال الطبيب: «الرئيس بوتفليقة أمرني بالحديث مع الصحافة الجزائرية بكل وضوح حول صحته، كما أوصاني بالحذر في حالة الحديث إلى الصحافة الأجنبية لتفادي التأويلات الخاطئة والتهويل الإعلامي».

في أيامه تحدثت صحف فرنسية عن دخول الرئيس الجزائري في غيبوبة طويلة الأمد مرفوقة بشلل لبعض الأطراف، فيما حاول بيان الرئاسة التخفيف من حدة المرض الذي عطل حركة الرئيس واكتفت بيانها بالقول: «إن الرئيس يتنفس اصطناعيا وأن وضعيته الصحية حرجة».

 

شوماخر.. أسطورة «الفورمولا» في غيبوبة مزمنة بسبب تزحلق جليدي

ما زالت زابينا كيم، مديرة أعمال بطل «فورمولا 1» السابق، تتابع تفاصيل حياة مايكل شوماخر، وتواصل حضورها في حياة هذا البطل العالمي الذي يعد أسطورة سباق السيارات، إذ تحدثت مؤخرا عن عملية إيقاظه من الغيبوبة الاصطناعية.

وقالت زابينا كيم، مديرة أعماله، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أؤكد مجددا أن أي بيان يتعلق بصحة مايكل لا يأتي من الأطباء الذين يعالجونه أو من إدارته، لا بد أن يعد بمثابة تكهن»، في رد مباشر على صحيفة «ليكيب» الفرنسية نقلا عن مصادر طبية، أن بطل سباقات «فورمولا 1» سبع مرات «يتفاعل بشكل إيجابي».

وكان شوماخر قد دخل في حالة غيبوبة اصطناعية في مستشفى «غرينوبل»، منذ أن عانى إصابات شديدة بالرأس في حادث تزلج تعرض له بمنتجع ميريبل في جبال الألب الفرنسية. منتصف شهر دجنبر 2013، في هذا التاريخ ستنتهي أسطورة شوماخر.

في تفاصيل الفاجعة التي بدأت صباحا حين عبر مايكل شوماخر رفقة ابنه ميك وأحد سكان منطقة ميريبيل منطقة وعرة، وبعد حوالي 45 دقيقة، انضموا إلى مجموعة من الأصدقاء. وبحسب مقربين، فإن الحادث وقع بينما كان مايكل شوماخر يتزلج في المركز الأخير في المجموعة.

وكشف جان لوك كريتييه، بطل أولمبي سابق في التزلج على المنحدرات والذي كان يتزلج بالقرب من شوماخر في ذلك اليوم في تصريحات لـ «أر إم سي» الفرنسية، أن المكان الذي سقط فيه شوماخر هو جزء بين منحدرين لم يكن مجهزا وكان خارج المسار المعتاد. وقال: «لقد غامر بالدخول إلى مسافة 100 متر التي تفصل بين المنحدرين.إنه حادث غبي وسيئ الحظ». كان الخطر الرئيسي الذي تمثله هو تواجد الصخور، وتفاقم الخطر بسبب الظروف المناخية في ذلك العام.

بعد عام من اعتزاله الفورمولا 1، سقط بطل العالم سبع مرات وتم نقله إلى مستشفى غرونوبل. ومنذ ذلك اليوم يواصل السائق الألماني تلقي العلاج في منزله ولم يتمكن حتى الآن من استعادة كامل عافيته جسديا أو عقليا.

كافح الأطباء لإنقاذ حياة مايكل شوماخر في أحد مستشفيات غرونوبل، وظل في غيبوبة صناعية لفترة طويلة قبل أن يعود لمنزل العائلة في سويسرا. ولم يظهر علنا منذ الحادث.

 

لكمة قوية تدخل ملاكما مغربيا عتمة غيبوبة طويلة

رغم مرور سنوات على وفاته، ما زالت تداعيات رحيل الملاكم المسفيوي حمزة آيت موسى، الذي دخل في غيبوبة تامة بعد نهاية المقابلة لمدة 20 يوما إلى أن وافته المنية بإحدى مصحات مدينة مراكش مستمرة، خاصة بعد تقرير لجنة تقصي الحقائق التي عينها رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة الذي كشف عن اختلالات عديدة في تنظيم المباريات الاحترافية وحدد مسؤوليات المنظمين في الاستخفاف بأرواح الشباب من ممارسي مل يعرف بـ «الفن النبيل».

خلال آخر اجتماع لمكتب الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، كان تقرير لجنة تقصي الحقائق بخصوص وفاة الملاكم حمزة، على رأس جدول الأعمال، إذ تبين أن اللجنة التي كان يرأسها محمد المحجوبي قد عرت واقع هذا النوع من البطولات من خلال الاستماع إلى أطراف القضية.

وخلص التقرير إلى أن هناك أخطاء جسيمة ارتكبت في البطولة الاحترافية منذ انطلاقها متمثلة في:

إقحامها في برنامج البطولة الوطنية مما أدى إلى التصويت عليها بالإيجاب فقط من طرف الذين لهم غايات من تنظيمها.

عدم إشعار رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة بتنظيم البطولة الاحترافية بعد التصويت، بل لم يشعر بها إلا بعد إجراء الإقصائيات في محطتي القنيطرة والدار البيضاء.

عملية انتقاء الملاكمين المشاركين لم تكن في المستوى المطلوب ولم تعتمد على المعايير التقنية لتنظيم هذا النوع من المسابقات الاحترافية.

تغييب الإدارة التقنية الوطنية عن البرمجة الوطنية.

تغييب اللجنة الطبية بعدم التشاور معها عند برمجة البطولة الوطنية أو البطولة الاحترافية.

مشاركة الملاكمين ببطاقة الملاكم الهاوي في لقاء احترافي مدته ثمان جولات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى