شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقاريرسياسية

أكذوبة الوساطات

كل مرة يصر رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، في حواراته المخدومة، على إقحام موضوع الوساطة بين المغرب والجزائر، ويعلن دون أن يطلب منه أحد عن عدم قبول بلاده وساطة مختلقة لحل الخلاف الوهمي مع المغرب، حول نزاع مفتعل بخصوص قضية الصحراء المغربية.

تبون بخرجاته المتكررة يحاول الإيهام بأن المغرب هو الدولة المتضررة من الأزمة بين البلدين، وأنه لا شغل للرباط سوى طلب الوساطات من الدول العربية، والحال أننا لم نطلب وساطة، ولا علم لنا بأي وساطة ولا نهرول لفتح الحدود ولا نستعطف لتشغيل أنبوب الغاز، فالمغرب دولة قادرة على تدبير شؤونها بنفسها، وما يتم تداوله بين الفينة والأخرى من طرف تبون بهذا الشأن، مجرد خبر زائف وإشاعات عارية من الصحة جملة وتفصيلا.

فهذه الوساطات الكثيرة التي يخترعها النظام الجزائري كل يوم انتهت به إلى تصديق أكاذيبه، فيخرج كل مرة يشعر فيها بالعزلة الدولية لتكذيب أكاذيبه، فشعار نظام تبون اكذب اكذب حتى تصدق نفسك وتعتقد أن العالم يصدقك، لكن المغرب يقول لهم إن حبل الكذب قصير، والحقيقة الساطعة مثل الشمس هي أن العالم بات يعرف من حشرنا الله معهم في الجوار، والدليل أن الهزائم الدبلوماسية المتتالية تفند أكاذيب نظام قصر المرادية يوما بعد يوم.

ما ينبغي أن يفهمه جيدا حكام قصر المرادية أن المغرب لا يستحي من كل ما من شأنه التقارب بين الشعوب والدول، وهو متمسك بموقفه الثابت بسياسة اليد الممدودة والحوار المباشر بدون وساطات مع الجزائر، على قاعدة مرجعية خطابي العرش لعامي 2021 و2022، حيث أكد الملك على تجديد «الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار». وبعد مرور عام، وبمناسبة عيد العرش دائما، مد الملك يده مرة أخرى إلى الجزائر قائلا: «إننا نتطلع، للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك».

ومع أن المغرب مؤمن بقيم الحوار المباشر دون حاجة إلى وساطات مع دولة فرضها القدر جارة لنا، ومقتنع بالتفاوض على إيجاد حل دون أن توضع سيادتنا على طاولة النقاش، لكنه في الوقت نفسه لن يقبل بأي تقارب على حساب وحدته الترابية وسيادته الوطنية، ولن يقبل بأي شكل من التقارب مع نظام همه اليومي، هو دعم تجار الانفصال وتشجيع حركات التقسيم في المنطقة. والواقع يقول بالملموس إن النظام الجزائري الحالي لا يمكن الاطمئنان له، بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية وقيم حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأنه نظام يستنشق ويتنفس الكذب الدبلوماسي والإعلامي، ويحترف تحريف الحقائق.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى