شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف التاريخ

أمثلة وحكم منقرضة سخر بها أجدادنا من حياتهم اليومية

جمعتها دراسة بريطانية مثيرة نُشرت سنة 1930

«2013 حكمة ومثلا شعبيا مغربيا تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، جمعها الباحث إدوارد ويسترمارك»، بمعية مساعده المغربي عبد الله البقالي.

هذا الباحث تخصص في القضية المغربية منذ سنة 1914 واشتغل على تقاليد الزواج عند المغاربة، قبل أن يعكف على مغامرة جمع الأمثلة الشعبية المغربية، التي تجمع بين الوقار والحكمة والعلم، وبين السخرية اللاذعة حد توظيف الجنس، لتخلص إلى حكم تداولها أجدادنا عن الغلاء وانتشار الأمراض ونصحوا بعضهم البعض بالقوافي من مخاطر التعامل مع الأجانب.

هذا الباحث أيضا راكم تجربة ثلاثين سنة من التعامل مع الثقافة المغربية، رغم أنه لم يقم في المغرب إلا تسع سنوات متفرقة، إذ كانت موزعة على ثلاثة عقود، بدأت ما قبل الحماية، وخُتمت سنة 1930.

أجدادنا كانوا يخافون من العين والحسد ويحبون التعدد في الزواج، ولم يجدوا أي حرج في وصف مقومات الزوجة الصالحة للزواج، وحذروا بعضهم البعض من عواقب سوء الاختيار.

مغامرة جمع هذه الأمثال المغربية التي انقرض أغلبها اليوم ولم تعد توظف في حياتنا اليومية، قد تكون الأولى من نوعها التي نُقلت فيها الأمثال العامية المغربية إلى الإنجليزية.

 

يونس جنوحي

++++++++++++

 

قصة الباحث الذي ترجم «لمْعاني» المغربية إلى الإنجليزية سنة 1928

«إن هذا الكتاب يكمل بحثي الثلاثي عن عادات وأفكار المغاربة. وهذا البحث ينبني على خبرة وتجربة تسع سنوات بينهم، على مدار ثلاثة عقود. الجزء الأول خصصته لطقوس الزواج في المغرب سنة 1914، وطقوس الاعتقاد في المغرب سنة 1926. هذه الأعمال نُشرت من طرف شركة ماكميلان».

الكلام هنا للسيد إدوارد ويسترمارك، وكتب هذه الفقرة بالضبط يوم 3 يوليوز 1930، في قرية صغيرة خارج مدينة طنجة، وهو ينهي بحثه الميداني في جمع الأمثال الشعبية المغربية.

هذا الباحث اشتغل على كتاب «Wit and Wisdom In Morocco»، والذي يعد دراسة عن الحكم والمقولات الشعبية لسكان المغرب. ونُشِرَ هذا الكتاب سنة 1930.

وطبعا، عمل كهذا لم يكن ليكتمل لولا التعاون الذي استفاد منه السيد إدوارد، خصوصا على يد المغربي الشريف عبد الله البقالي.

إذ إن الاشتغال على بحث من هذا النوع، يتطلب طبعا دراية كبيرة جدا بالثقافة المحلية، سيما وأن جميع الأمثال والحكم الواردة هنا، وعددها بالضبط 2013 مثلا شعبيا مغربيا أغلبها بلهجة أهل طنجة وجبالة والنواحي، جرت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.

يقول الكاتب في تقديم هذا الكتاب، إن الاشتغال على جمع الأمثال تم أواخر العشرينيات، في زيارات متفرقة قام بها هذا الباحث في المغرب، وهو ما يعني أنه على الأقل جمع ثقافة المغاربة لمائة سنة قبل ذلك التاريخ. وعندما انتهى من جمعها لكتابه، أقام سنة 1928 أمسية في مقر الجمعية البريطانية في طنجة، واختار لبحثه عنوان «دراسة للأمثال الشعبية».

هذه المحاضرة قُسمت إلى أمسيتين، حيث إن جلسة واحدة فقط لم تكن كافية لسرد لائحة الأمثال الشعبية، التي جمعها طيلة هذه السنوات.

الملاحظ أن أغلب هذه الأمثال الشعبية بلهجة الشمال، وهو ما يعني أن البحث انحصر فقط في شمال المغرب، لكن يبدو أن مساعده المغربي، عبد الله البقالي، قد ألهمه أيضا إلى أمثلة أكثر شيوعا في كل المغرب، وبعضها يمزج بين الفصحى والدارجة المغربية المشتركة.

هذه الأمثال تجمع بين الحكمة والموعظة، والسخرية والتنكيت، وتتجاوز المرغوب إلى الممنوع والمحرم، وكلها جمعها هذا الباحث البريطاني على لسان الأهالي، وقسمها إلى محاور.

ورغم أن بعض هذه الأمثلة تتداخل في ما بينها، وأحيانا تنسخ بعضها أخرى، إلا أن تقسيمها إلى عشرين محورا كان تقسيما دقيقا، توخى منه صاحبه إبهار البريطانيين بمدى عمق الثقافة المغربية.

 

 

هكذا سخر المغاربة من مآسي عشرينيات القرن الماضي

وأنت تطالع اللائحة الطويلة للأمثال الشعبية التي جمعتها هذه الدراسة الأجنبية، لا تملك إلا أن تخلص إلى أن أجدادنا عاشوا فعلا أزمنة صعبة، كلفتهم غاليا للوصول إلى «الحكمة».

خلال عشرينيات القرن الماضي، كانت الحماية الفرنسية والاستعمار الإسباني في منطقة الشمال واقعا يعيشه المغاربة. وهذا كله وَلَّدَ حكما وأمثالا شعبية مستقاة من الإرث الشفهي القديم، وبعض الأمثلة التي وردت في هذا البحث كشفت إلى أي حد كانت لغة المغاربة اليومية، في الشمال خصوصا، محافظة جدا على نسقها وإيقاعها القديم، ولم ينل منها الاستعمار أي شيء.

تحدث المغاربة عن أفضال التعلم، رغم أن الأمية كانت مستشرية بشكل واسع في البلاد، وتحدثوا عن آفات التعامل مع النصارى، رغم أن الأعيان المغاربة والحكماء أيضا تسابقوا على الفوز بصداقات الأجانب، ونالوا «الباسبور» الأجنبي لكي يصبحوا محميين.

ورغم المحن والأزمات، إلا أن المغاربة أبدعوا أيضا في السخرية من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار في الأسواق.

بالإضافة إلى ترديد بعض العبارات القدحية والأخرى التي لا تُقال في المجالس الموقرة، رغم أن المغاربة عرفوا بأنهم محافظون جدا.

على امتداد أزيد من ثلاثمائة صفحة، نشرت ترجمة الأمثال المغربية إلى الإنجليزية، لتكون بذلك ربما أول محاولة لنقل الحكم المغربية إلى العالمية.

+++++++++++++++

أجدادنا كرهوا القَسم في الأسواق وهكذا سخروا من الطبقية

«ما يتكلم فالگرگاع غير الخاوي»، هكذا أشار أجدادنا إلى حكمة الصمت في أسواقهم ومعاملاتهم اليومية، خلال عشرينيات القرن الماضي.

وقالوا أيضا: «ما يشكر روحو غير من أقل الناس».

لكن أكثر ما كان أجدادنا يكرهونه في أسواقهم، أداء القسم خلال عمليات البيع، وهو ما يظهر جليا في الأمثال المتداولة في الأسواق وقتها. من قبيل: «علامات الكذاب كثير الحلف فيه»، وأيضا: «الله ينجينا من الحالف والمحلف واللي قاعد يشوف». وهناك أيضا حكمة أخرى أكثر وضوحا: «لا تحلف لا تحلف لا تحضر على من يحلف».

ونضيف إليها: «اللي حلف على الصفا وكأنه زار»، في إشارة إلى تعظيم من يحلف صادقا.

كان الغش في الأسواق أكثر ما انتبه إليه الأجانب في مذكراتهم عن المغرب. بعض هؤلاء الأجانب كانوا قساة، بل ومبالغين أحيانا في وصف الحياة اليومية للمغاربة، خصوصا في طنجة وفاس، وهما المدينتان اللتان وصل إليهما الرحالة والصحافيون والباحثون الأوروبيون وكتبوا عنهما قبل المدن الأخرى، بحكم أن الأولى كانت منطقة دولية، والثانية كانت عاصمة للمغرب.

أما الطبقية بين المغاربة، فقد رصدت لها أمثلة وحكم كثيرة في هذه الدراسة. إذ كان المغاربة يقولون: «اللي يدعي بالقوة يموت بالضعف». وقالوا أيضا: «رجل قتل أسد في القفار ورجل قتله الفار في الدار»، في إشارة إلى أنواع الرجال في الحياة اليومية لمغاربة عشرينيات القرن الماضي. لكن أقوى ما قيل عن الصراع الطبقي بين المغاربة: «الرجل إذا طغى كيجيب له الله اللي يهلكه في ساعة».

وقالوا أيضا: «قال له آش كان باباك قال له نفار. قال له الحمد لله رمضان تقاضى».

ولأن الأسواق كانت معقل حياة المغاربة ونبض معيشهم اليومي، فقد أفردوا للسوق معاني وحكما بليغة، فقد قالوا عنه: «كل ما سمعت في السوق صحيح».

الأسواق المغربية كانت دائما مكانا يجذب فضول الأجانب، حيث انتبهوا سريعا إلى أن حياة جميع المغاربة كانت تلتقي في الأسواق.

ولأن سلاطين المغرب كثيرا ما حاربوا المظاهر السلبية في حياة المغاربة بدءا من الأسواق، فإن هذه الأخيرة كانت أكبر من مجرد تجمع أسبوعي للتبضع، بل كانت موعدا راسخا لتداول القضايا والفصل في النزاعات. حتى أن أجدادنا قالوا عن قضاة الأسواق: «اللي خلا حرف من الشرع لازم يتعذب عليه».

هذا المثل ورد في شق رفض المغاربة للكذب وتغنيهم بالحق: «الحق عليه النور»، وقالوا أيضا: «عينين الكذاب كيصغرو ولو يكون في داره».

ورغم أن المغاربة انتقصوا من الكذب ونظموا حكما بالقافية في هجاء الكذابين، إلا أن التاريخ الجماعي يذكر حالات كثيرة لشخصيات بعضها أسطورية، اشتهرت بالغش والمكر والخداع، وكانت في كل مرة تفلت من العقاب.

بالعودة إلى الأمثلة الشعبية في الأسواق. نورد هنا حكمة مغربية بليغة: «يا الطامع في التجارة بزز، الناس يضحكو عليك ويزيدوك حتى الدبز».

ويبقى أطرف ما قاله أجدادنا عن غموض شخصية الانسان واختلاط المكر بطباعه: «قالها السبع.. بنادم كولو يابس لا تفزگه».

 

 

هل كان المغاربة محافظين؟

من بين المواضيع التي وثقت لها هذه الأمثلة الشعبية القديمة، تلك التي تحذر من سوء الأخلاق. إذ إن المغاربة أبدعوا في صياغة كلام موزون مضمونه وصايا تدخل في إطار الثقافة الجنسية. ورغم أن الباحث «إدوارد ويسترمارك» بذل مجهودا كبيرا في ترجمتها إلى الإنجليزية، إلا أنه لم يشر إلى أن تداول بعضها في المجالس العامة كان محرما. إذ المعروف أن أجدادنا لم يكونوا ليرددوا أمثلة بها إيحاءات جنسية، أو نصائح في معاشرة الزوجات أمام أبنائهم. لذلك كانت الغاية من صياغة أمثلة شعبية يرددها الشباب في ما بينهم، بعيدا عن آذان الآباء. ولا بد أن هذه الأمثلة شكلت نواة «التربية الجنسية» للمغاربة القدامى.

هذه الأمثلة تضم نصائح من قبيل ما يجب مراعاته أثناء اختيار الزوجات، والأخطاء التي يرتكبها الشباب، الذين لا خبرة لهم في الحياة، أثناء اختيار زوجاتهم، أو المعايير التي يبحثون عنها في الزوجة.

بعض تلك الأمثال الشعبية قدحية، بل وبعضها الآخر مناف تماما لتعاليم الدين الإسلامي، وهو ما يكشف أنها كانت تُردد في أوساط العامة. إذ لم يكن العلماء والفقهاء ليروجوا لها، خصوصا وأن بعضها يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.

أجدادنا كانوا محافظين للغاية، وهو ما اتضح في أمثلة أخرى شملتها هذه الدراسة، لكن هذا كله لم يمنع من أن يخصصوا حيزا للجلسات «السرية»، رددوا فيها ما لم يكن يقال في الجلسات العامة.

 

هكذا سخر أجدادنا من غلاء الأسعار

«الرخا محبوب والغلا مذموم». مدح أجدادنا الأسعار المعقولة في الأسواق، وربطوا بينها وبين السعادة في الدنيا. إذ قيل في مديح الرخاء: «إذا كان الرخا فالعام، يكونوا الناس فالفرح والإدام».

لكن هذا كله لم يمنع المغاربة، قبل أزيد من قرن، من هجاء غلاء الأسعار وتأليف الحكم في كراهيته: «الغلا أعور والناس فيه كتتكور». وقالوا أيضا:

– «سبب الغلا في الدنيا الظلم والحسد وقلة النية».

– «الغلا ظلمة كحلا والناس فيها بحال الحوت فالمقلة».

– «إذا رايت الغلا قوا اعرف الناس في الهم سوا».

-«إذا رايت الغلا فالعام اعرف ما بقى نفع لا في أخ ولا في عم».

وفي حالات انتشار الغلاء، نسج المغاربة حكما ظرفية تعكس مدى أهمية المال في حياتهم اليومية: «الفلوس كيعملو الطريق فالبحر قال له الفلوس عملو الطريق في الهم ديمّاه».

وقيل أيضا:

– «فلوسك يغسلو كفوسك».

– «اللي ما عندو درهم الناس كلهم يقولو فيه الهم».

– «مول الذهب ينحب، ولو يكون كلب من الكلاب».

– «اللي عنده السميد، كل يوم عيد».

– «إذا رجعو ناس الريال شرفا، فالشريف والفقيه يمشو يرفدو القفة».

– «قد ما تلبس فالكسوة تسوى».

 

الخوف من الحسد والعين

«ما بقات بركة لا في نهار قصير ولا في ليل طويل من كثرة الحسد والويل».

هكذا علق أجدادنا قديما على انتشار الحسد بين الناس، وربطوا بينه وبين العداوة. إذ قيل: «موتة وحدة ولا شفيت الاعدا».

لكن أقوى ما قيل عن العداوة: «لا تصحب اللي عينه زرقا صحبته دايم ملعوقة»، في إشارة إلى العداوة بين المسلمين المغاربة والنصارى الأوائل الذين حلوا بالمغرب. إذ إن هؤلاء نالوا نصيبهم من العداء الذي ناصبهم إياهم المغاربة، حيث بادلوهم عنصريتهم بكراهية بدت واضحة في الأمثلة الشعبية، لفترة عشرينيات القرن الماضي.

ودائما في باب أمثلة العداوة: «أصل العداوة مزاح». وقيل أيضا: «حلفت الملاغة حتى ترجع عداوة».

لكن أكثر ما كان يؤرق المغاربة، الخوف من العين والحسد. إذ إن «العين» كانت دائما في المخيال الشعبي للمغاربة مقترنة بالقوى الخارقة واللعنات. حتى أن الحكم القديمة كانت أغلبها تدعو إلى ضرورة تجنب الإصابة بالعين والدعوة إلى كتمان الأمر، وقيل فيها قديما: «العين تخلي الديور وتعمر القبور».

«العين عندها ثلثين في المقابر»، وأيضا: «الغرب إلى كثر فيه الحسد اجمع متاعك وسير للهند»، في إشارة إلى ضرورة الرحيل والابتعاد عن البلاد التي يكثر فيها الحسد.

لكن دعوات أخرى ترفض الاستسلام للعين، من بينها: «إذا عطاك الله آش عند العبد ما يعمل».

لكن أمثلة أخرى دعت المغربي القديم إلى الالتزام بحكمة إغلاق فمه، اتقاء لشر الأقارب: «إذا خسرت اكتم سرك ما يسمعو الاعدا بخبرك».

 

أقوى ما قاله المغاربة الأقدمون في الزواج والتعدد

بعض ما صاغه أجدادنا في الحكم الشعبية غارق في الانتقاص من النساء، وبعضه مفرط في مديح المرأة. لم يكن هناك موقف وسط، إما تطرف أو انحياز للمرأة.

سجلت هذه الدراسة التي بين أيدينا مقولات كثيرة لا يصح ذكرها، لأنها تقارن النساء بالبهائم، وتتضمن أيضا كلمات خادشة للحياء. حتى أن بعضها يبدو وكأنه جُمع من دور الرذيلة. لكن بعضها الآخر، سُجل على لسان العقلاء، وعكس مدى إيمان الفقهاء بضرورة احترام النساء وتقدير مكانتهن ودورهن في تربية العائلات الشريفة.

إذ قال أجدادنا قديما: «اللسان الحلو ترضعه اللبيبة»، أي أن المرأة العاقلة تقف وراء تربية الرجال العقلاء، وأن أصحاب القول الطيب يرضعونه من أثداء أمهاتهم.

المغاربة دعوا أيضا إلى نبذ الخصومة مع زوجاتهم، وقالوا: «اللي عاند خيمتو خلاها» وطبعا، الخيمة هنا ترمز إلى المرأة. وهكذا يصبح كل معاند لزوجته، ساعيا في طريق هدم أسرته.

هناك أيضا حكم أخرى تتعلق بضرورة اختيار الزوجة بعناية وحكمة:

– «لا تزوج المرأة الطويلة تحيرك في الكسوة والتسرويلة».

-«إذا تزوجت تزوج القصير، إذا فصلت لها ما تحير».

-«لا تزوج المرأة عينها زرقا ولو تكون عندها الدراهم في صندوقها».

-«يكذب الشيب وما يكذبشي التكماش».

لكن هذا لم يمنع المغاربة من الدعوة إلى تعدد الزوجات. إذ قيل في هذا الباب:

– «ذل المرأة بأخرى».

– «طامو صندوق المال وعويشة مفتاحو».

– «إذا تزوجت حوض الملح ترتاح».

الأكثر من هذا، أن المغاربة تغنوا بالحب وعبروا عنه:

– «الرجل بيماه إذا تزوج مشى الهم كيندرج».

-«عروق المحبة في القلب».

– «بعيني شفت الزين كيعمي العينين».

– «الربطة صعيبة هي تحمق أو تقتل».

– «الزين حبو الله».

– «نظرة في المليح تحيي القلب وترجع صحيح».

– «الخطيف البحري رخا جناحو للما، ذاك العيون الكوحل فرقوني على يما».

– «الطبيب يعرف داي».

– «إذا بغاوك لا تشقى وإذا كرهوك لا تكثر النفقة».

– «قدام داركم نبكي ونفطر بدموعي».

 

المغاربة أحبوا بلادهم

«البحر كله مالح»، هكذا كان ينظر أجدادنا إلى الهجرة والاغتراب.

ورغم أن أقدم رحالة في العالم مغربي، وهو ابن بطوطة الطنجي، الذي بدأ رحلته قبل سبعة قرون خلت، إلا أن المغاربة لم يكونوا في العموم يفضلون الاغتراب.

إذ قيل في هذا الباب:

– الغريب فبلاد الناس ما يستاهل زغاريت.

– من يوم ما خرجت من بلادي ما ضحكت بسناني.

– اللي ما عمل خير فبلادو ما يعملو في بلاد الناس.

– المعمش في بلاد العميان يتسمى أكحل العيون.

– آش من صولة للغريب في بلاد الناس.

– الغايب غريب.

– ما يبقى في القبر إلا مولاه ولا الغريب إلا وحده.

– لا تامن في بلاد الامان.

– البلاد اللي يعرفوك حجارها أحسن من اللي يعرفوك ناسها.

– قطران بلادي ولا عسل البلدان.

– بلادي بلادي ولو جارت عليا.

– من كلام الحية قالت الحريق بالنار ولا الخروج من الغار.

– إلى غاب غاب حقه.

– الزرع يدور يدور ويرجع للثقبة دالرحا.

– كل غازي يرجع لبلادو.

– البحر اللي كيدخلو مفقود والخارج منو بحال اللي مولود.

– كل مبدي متموم.

– طول غيبته جا بالخيبة. لكن هذا لم يمنع المغاربة من تعداد منافع السفر، إذ قيل قديما: «الرجال كتظهر فالسفر»، وأيضا: «يا بني مسرارة العدو مدور بيكم». وفي هذا المثل دعوة صريحة إلى الهجرة وتغيير الأماكن. حتى أن أجدادنا قالوا أيضا: «طريق السلامة ولو دارت».

لكن أطرف ما قيل في السفر وضرورة التأقلم مع الأوضاع:

– «إذا جبرتهم كيعبدوا الحمار جيب لهم الربيع».

 

هل حارب أجدادنا الأمية؟

«صغير ومأدب أحسن من الكبير ما هو فاهم»، وقيل أيضا: «السيد بلا قراية بحال الكلب بلا دراية».

وعن فضل العلم والتعلم، أبدع أجدادنا في نظم قواف بليغة، رغم انتشار الأمية بشكل كبير في المغرب:

– العقل إذا جال ما يكفيه رقاص.

– العارف شوفتو كفاتو.

– ظن العاقل أحسن من يقين الجاهل.

– نظرة في الكتوب كتزول من القلب الهموم.

– العلم غير من المال.

– صبي فاهم ولا رجال بهايم.

– العلم في الكبر كيف النقش فالغبار.

– على وجه الكتاب كتنحب الجلدة.

– اللي حبه الله عطاه عقلو.

– العقل مخلوق والتملعيقة من الشيطان.

– التعب كيعمل العقل.

– ما يرجع فارس حتى يتهرس.

– الطلبا عزهم الله وسقاهم الرحمن.

– اللي ساعده الله كمل لو عقلو.

 

 

أمثلة قبل زمن «النشرات الإنذارية»..

التجربة وحدها جعلت أجدادنا يتعاملون باحتياط، وخبرة، مع أحوال الطقس وتقلبات السنة.

إذ قيل في تعاقب الفصول والأيام:

– إذا تكلم الرعد في الصيف يكون فيه المرض والهيف.

– الصيف مسعود إذا كان فيه الريح محدود.

– إذا دخلت السمايم بالعبوس، يفرح مولى الرخلة وينكد مولى الكرموس.

– الرعد ذالسمايم يطرح البهايم.

– الشتوة شتوة إذا كانوا الناس بالفلوس والكسوة.

– الشتوة المحسونة إذا كانوا المنازل فيها مأمونة.

– إذا دخلت الشتا اللولة البس الصوف ولو تكون مدربلة.

– إذا شفت الغمام في السما احمد الله على الخبز والما.

– الشتا دالليالي يضمن بها العام يا خالي.

– إذا دخل يناير بالاثنين تفرح الأرض والمسكين.

– شهر مارس مسعود ما يخرج حتى يزهر العود.

– مايو، كل يتيم برايو.

– المْنازل ثمنية وعشرين اطلب الله يحفظك منهم يا مسكين.

– كل ما جا من القبلة مليح، غير المرض والريح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى