الرئيسيةتقاريروطنية

إلغاء محاضرة للداعية العمري بمدرسة عليا بأكادير يثير جدلا واسعا

أثارت برمجة محاضرة للداعية ياسين العمري بالمدرسة العليا للتربية والتكوين بمدينة أكادير، بعنوان «القيم في مهنة التدريس»، جدلا واسعا قبل موعدها، ما بين مرحب بها ورافض لها. وقد أدى هذا الجدل الواسع إلى إلغاء المحاضرة في النهاية والاعتذار للمحاضر.

مقالات ذات صلة

واستنادا إلى المعطيات، فإن ناديا طلابيا للثقافة والإعلام، بالمدرسة العليا للتربية والتكوين، قد برمج ضمن أنشطته الطلابية محاضرة حول القيم في مهنة التدريس من إلقاء الداعية المعروف على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد زوال يوم السبت المنصرم. وقد تعالت أصوات عديدة رافضة لحضور هذا الداعية إلى الجامعة، فيما رحبت أطراف أخرى به، غير أنه في النهاية تم إلغاء النشاط لدواع مختلفة.

وقد ربطت الأصوات الرافضة لحضور المعني بالأمر إلى المدرسة العليا موقفها بأن المؤسسات الجامعية يجب أن تظل محصنة ضد «الدخلاء»، حيث إن هذه المؤسسات هي فضاءات للعلم والمعرفة المؤطرة علميا. ومن بين هذه الأصوات الرافضة، الأستاذ بالمدرسة العليا للتربية والتكوين هشام الخليفي، الذي كشف أن المحاضرة لم تحظ بعد بالترخيص من إدارة المؤسسة حتى يتم الإعلان عنها للرأي العام.

وأضاف الأستاذ الخليفي في توضيحات نشرها على حسابه الشخصي إنه «إذا كانت دعوة المحاضر باعتباره «مؤثرا اجتماعيا» فأظن أن مكانها منصات التواصل الاجتماعي وليس مدرجات الجامعات، فالجامعة للعلم فقط، أما إذا كانت دعوة المحاضر باعتباره داعية متطوعا فهنا أيضا مكانها بالمساجد أو الجمعيات المعنية».

وأبرز المتحدث أن «المحاضرات والندوات في محراب الجامعة تؤطر من طرف الباحثين المشهود لهم بالكفاءة في مجالهم عبر مقالات محكمة تنشر في مجلات محكمة، والتابعين للبنيات البحثية المعترف بها في المجتمع الجامعي وأخص بالذكر المختبرات العلمية، إضافة إلى أن موضوع المحاضرة «القيم في مهنة التدريس» هو تيمة مجزوءة مهنية هامة من 50 ساعة بالسنة الأخيرة لجميع مسالك الإجازة في التربية تدعى أخلاقيات مهنة التدريس والتربية على القيم ومحتواها محدد ودقيق وينهل من روح دستور المملكة والقوانين والمعايير الوطنية والكونية والتشريعات المنظمة لمهنة التدريس. وعليه فطلبة الإجازة في التربية يخضعون لتكوين علمي دقيق في الموضوع، حسب رؤية ومرجعية علمية متضمنة في الملف الوصفي لكل مسلك. وحسب رأيي الشخصي المسألة لا تحتاج إلى مؤثر ما لكي يحاضر في الموضوع»، حسب الأستاذ بالمؤسسة.

في المقابل، عبّرت أطراف متعددة عن تذمرها من إلغاء أو تأجيل محاضرة الداعية الديني، مبررة موقفها بأن الجامعة هي منارة للفكر والاختلاف والتعددية والتنوع، وليست فضاء للفكر الأحادي والإقصاء. فالجامعة من خلال اسمها (جامعة) فهي تجمع كل أطراف المجتمع المختلفين فكريا وإيديولوجيا. وهي بحسب هذا الطرف ليست حكرا فقط على الباحثين وناشري المقالات المحكمة وأعضاء المختبرات والبنيات البحثية، كما أن للطلبة الحرية في الاطلاع على كل تيارات الرأي والفكر الموجودة داخل المجتمع في إطار يقوم على احترام الحق في الاختلاف.

أكادير: محمد سليماني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى