بمدينة جوبا، جنوبي السودان، تم التوقيع اليوم السبت، على اتفاقية السلام النهائي بين كل من محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بالإنابة عن الحكومة السودانية الانتقالية من جهة، والحركات المسلحة وغير المسلحة المنضوية في الجبهة الثورية، أبرزها حركات العدل والمساواة وجيش تحرير السودان، والشعبية المتحدة، وذلك بحضور دولي وازن.
وركزت بنود اتفاقية السلام بشكل كبير على الترتيبات الأمنية المتعلقة بالصيغ الممكن التوافق عليها بخصوص إدماج الحركات المسلحة وغير النظامية في الجيش النظامي السوداني، وذلك وفق أجندة زمنية معلومة، تحقق غاياتها في أسرع وقت ممكن.
إضافة إلى ذلك، تطرقت مضامين الاتفاق التاريخي لمؤسسات وأجهزة إدارة الدولة مركزيا وجهويا، حيث تم الاتفاق على الصيغ التي سيتم بها تقسيم السلطة في الحكومة الاتحادية والولائية، وكيفية تشكيل المجلس التشريعي، إضافة إلى إعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، مع تمديد الفترة الانتقالية إلى 39 شهرا إضافية.
ومن بين ما يعكس أهميته هذا الاتفاق ولحظته التاريخية بالنسبة للسودان والمنطقة ككل، مشاركة كل من: مصر والإمارات وتشاد وقطر والاتحاد الافريقي، إضافة إلى هيئة الأمم المتحدة، في التوقيع على اتفاق السلام النهائي كشهود.
وعلى إثر ذلك، شارك في الاحتفالات التي أقيمت بالتزامن مع حفل التوقيع، رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان ونائبه الأول محمد حمدان دقلو، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك وعدد من أعضاء مجلسي السيادة والوزراء.
هذا وعاش السودان حربا أهلية لم تضع أوزارها منذ عام 2003 التي انطلقت من إقليم دارفور. وفشلت كل مساعي الحكومة السابقة للسودان في التوصل لأرضية توافق صلبة بين الحكومة والحركات المعارضة لها، إلى أن تم تشكيل حكومة انتقالية في شتنبر من عام 2019، والتي أعلنت عن أولوية تحقيق السلام ووقف الحرب خلال الفترة الانتقالية.
