شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

استنفار بطاطا تحسبا لوصول أسراب الجراد الصحراوي

فرق تقنية متخصصة تراقب الوضع بالمناطق الحدودية شرق الإقليم

طاطا: محمد سليماني

مقالات ذات صلة

 

استنفرت السلطات المحلية بإقليم طاطا عناصرها وأعوانها بمختلف الدوائر والقيادات، وذلك لتتبع الوضع بجل المناطق الحدودية مع الجزائر، تحسبا لوصول أسراب الجراد الصحراوي إلى المنطقة.

كما حلت فرق من المركز الوطني لمكافحة الجراد بالإقليم، وذلك لاستكشاف الوضع، ومراقبة الوصول المحتمل لأسراب الجراد إلى مناطق وادي درعة المتاخم للحدود الجزائرية، وبالتالي التدخل السريع للتصدي لهذه الأسراب، قبل وصولها إلى المناطق المأهولة بالسكان، خصوصا بعد ظهور تجمعات للجراد في مرحلة التزاوج ووضع البيض بمناطق قرب محاميد الغزلان شرق إقليم زاكورة، حيث تجري عمليات التصدي لها، عبر الرش بالمبيدات.

واستنادا إلى المعطيات، فقد سبق أن ظهرت أسراب للجراد بإقليم طاطا في ماي 2023، غير أن التدخلات الاستباقية للسلطات المحلية بطاطا والمركز الوطني لمكافحة الجراد، حينها، أدت إلى القضاء النهائي على أسراب للجراد كانت قد وصلت إلى مناطق بإقليم طاطا من دول مجاورة، حيث تم التصدي لها بوادي درعة، ما مكن من القضاء عليها.

وقد تم خلال هذه العملية التي استمرت لأسابيع، تسخير 23 سيارة رباعية الدفع تحمل آليات رش المبيدات، جابت بشكل يومي مختلف مناطق وادي درعة، حيث تمركزت أسراب الجراد وتكاثرت، إذ تمت معالجة أزيد من 27 ألف هكتار موزعة ما بين نفوذ جماعات طاطا، وأقا، وفم الحصن.

ونظرا إلى وعورة بعض المناطق بوادي درعة، وعدم قدرة سيارات الدفع الرباعي على الوصول إليها، فقد تمت الاستعانة بطائرتين لرش المبيدات، كانتا تنطلقان من مطار طاطا الموجود ما بين طاطا وأقا، وتجوبان سماء الإقليم بشكل متواصل للتصدي للجراد وإيقاف زحفه بعيدا، دون وصوله إلى واحات الإقليم.

واستنادا إلى مصادر رسمية، فإن عمليات محاربة الجراد التي تواصلت آنذاك لأسابيع قد آتت أكلها، حيث إن الأسراب الكثيفة والكبيرة للجراد تمت محاصرتها بالشعاب والأودية التي تصب في وادي درعة، ولم تتمكن من الوصول إلى عمق الإقليم. كما أدت التدخلات المتواصلة إلى بث نوع من الارتياح والطمأنينة في نفوس الفلاحين بالإقليم، بعدما سادت قبل ذلك تخوفات كبيرة من هجوم هذه الأسراب على ما تبقى من المزروعات المعيشية والكلئية، والأشجار المثمرة، وأشجار النخيل التي كانت تمارها قد اقتربت من مرحلة النضج.

وقبل مباشرة عمليات رش الجراد بالمبيدات، سارعت سلطات طاطا حينها إلى توجيه إنذارات إلى الرحل والفلاحين ومربي النحل والماشية الموجودين على طول شريط وادي درعة، بضرورة إخلاء هذه الأماكن، والابتعاد عنها ما أمكن لمسافات بعيدة، وذلك من أجل فسح المجال للمركز الوطني لمحاربة الجراد للقيام بطلعات متواصلة بالمروحيات وجولات بالسيارات رباعية الدفع، لرش الجراد بالمبيدات.

وحسب المعطيات، فقد وصلت أسراب الجراد الصحراوي آنذاك إلى نفوذ إقليم طاطا، قادمة من الجنوب الغربي الجزائري، لأنه لم تتم محاربتها بعين المكان لحظة ظهورها، ما أدى إلى تكاثرها وانتقالها إلى المناطق المجاورة. وهو السيناريو الذي يتكرر الآن، ذلك أن بؤر الجراد التي بدأت تظهر في بعض المناطق الحدودية المغربية، لم يتم التصدي لها في البلدان التي قد أتى أو مر منها، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن الغذائي بالمغرب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى