الأخبار
بعد تفكيك المصالح الأمنية بكل من بركان وطنجة لشبكات إجرامية متخصصة في المس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية، دخلت مصالح الدرك الملكي على خط المواجهة التي تشنها السلطات المغربية ضد هذه “المافيات المتخصصة”، حيث نجحت في مداهمة إحدى الشقق السكنية بمنطقة حد السوالم وتفكيك عصابة وصفت بالخطيرة كل أفرادها صينيون.
وحسب معطيات حصلت عليها “الأخبار” ترصدت فرقة خاصة من الدرك الملكي تابعة للمركز الترابي بحد السوالم بتنسيق مع المصالح الإقليمية والجهوية والمركزية للدرك للشبكة المذكورة، بناء على شكاية توصلت بها من طرف إحدى شركات الاتصالات بالمغرب، تتعلق بقرصنة المكالمات الهاتفية الدولية وتحويلها إلى مكالمات محلية، مقابل الاستفادة من مبالغ ضخمة بمئات الملايين مستخلص من فرق التعريفتين المرتبطتين بالمكالمات الدولية والوطنية.
التدخل الأمني الذي نفذته مصالح الدرك بالمركز الترابي حد السوالم، مساء السبت الماضي، أطاح بخمسة أشخاص كلهم يحملون الجنسية الصينية، بينهم امرأة، كانوا يقيمون بإحدى الشقق وسط مدينة حد السوالم، ضواحي الدار البيضاء، مستغلين زخم المكالمات الدولية المنجزة بالمدينة الأضخم ديموغرافيا واقتصاديا على الصعيد الوطني، حيث يقومون باختراق هذه المكالمات وتحويلها إلى مكالمات محلية، من أجل الاستفادة من ملايين الدراهم مقابل هذه العملية الإجرامية.
وحسب مصادر “الأخبار”، وضعت عناصر الدرك الملكي المشتبه فيهم الصينيين رهن الحراسة النظرية، في انتظار عرضهم، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بسطات من أجل متابعتهم تهمة المس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية، كما أفادت نفس المصادر أن عناصر الدرك حجزت بعد إجراء عملية تفتيش للشقة المحتضنة للمتهمين الخمسة، مئات الشرائح الهاتفية المتعلقة بشركات الاتصالات بالمغرب، وهواتف نقالة وحواسيب ومعدات لاسلكية تستعمل في جرائم القرصنة التي كبدت شركات الاتصالات المعنية خسائر مالية تقدر بالملايير، حسب نفس المصادر، في انتظار التأكد من تفاصيل أخرى من خلال مجريات التحقيق، تتعلق بمدة ممارسة هذه الجرائم من طرف الشبكة الصينية، وتفاصيل أخرى حول أساليبها الإجرامية المعتمدة.
جدير بالإشارة أن عناصر الأمن الوطني ببركان كانت قد تمكنت، قبل أسبوعين، من تفكيك شبكة مماثلة يتزعمها مواطن لبناني، جرى اعتقاله وإيداعه السجن رفقة متهم مغربي، بعد أن تخصصا في قرصنة المكالمات الهاتفية الدولية وتحويلها إلى مكالمات محلية، مقابل السطو على فرق التعريفة بينها، كما تمكنت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، الثلاثاء الماضي، من توقيف شخص تورط في قضية تتعلق بالمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية، معتمدة على الأسلوب الإجرامي المتمثل في استعمال معدات إلكترونية لتحويل المكالمات الهاتفية الدولية إلى محلية، وتحصيل عائدات مالية من فرق التعريفة بينها.
وقد مكنت عملية الضبط والتفتيش المنجزة بداخل منزل يستغله المشتبه فيه من حجز حاسوب محمول و82 جهازا لاسلكيا للربط بالأنترنت، فضلا عن 2077 شريحة هاتفية و1758 دعامة خاصة بالشرائح الهاتفية، وكذا مجموعة من المعدات الإلكترونية والمعلوماتية المستعملة في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
