بعد مرور حوالي أربعة أشهر على اعتقال أشهر بارونات مخدرات بالمغرب (ر.و)، الملقب بالتمسماني، والذي ظل في وضعية فرار بالخارج منذ سنة 2016، وإيداعه سجن العرجات من أجل متابعته بتهم ثقيلة، وفق مسطرة مرجعية يتابع فيها بارونات مخدرات وعشرات المسؤولين بأجهزة الدرك الملكي والأمن الوطني والجمارك، وسبق أن صدرت في حقهم ابتدائيا واستئنافيا عقوبات سجنية نافذة كبيرة، بلغت في مجموعها حوالي قرنين و50 سنة تقريبا، انضاف، أول أمس الاثنين، بارون آخر لا يقل خطورة عن البارون التمسماني، إلى لائحة الموقوفين في هذا الملف، الذي يعتبر من أخطر ملفات المخدرات التي راجت بمحكمة جرائم الأموال بالرباط خلال العقدين الأخيرين.
وأكدت مصادر وثيقة الاطلاع لـ«الأخبار» أن البارون المغربي الحامل للجنسية الإسبانية والمزداد سنة 1974 بمنطقة الزغنغان بإقليم الناظور، والمقيم ببلجيكا حيث يسير شركات واستثمارات تجارية مهمة، جرى اعتقاله، نهاية الأسبوع الماضي، بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، من طرف عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حيث تم وضعه رهن الحراسة النظرية لمدة 72 ساعة، من أجل البحث التمهيدي الذي أشرف عليه الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قبل إحالته على هذا الأخير، صباح أول أمس الاثنين، ليقرر إحالته على القاضي المكلف بالتحقيق التفصيلي بغرفة جرائم الأموال، ملتمسا متابعته في وضعية اعتقال من أجل إخضاعه للتحقيقات التفصيلية حول التهمة المنسوبة إليه.
وأفادت المصادر «الأخبار» بأن قاضي التحقيق أمر، مساء اليوم نفسه، بإيداع البارون سجن العرجات ومتابعته بتهم المشاركة في الارتشاء وجرائم مسك المخدرات ونقلها وتهريبها.
وأفادت مصادر خاصة «الأخبار» بأن اعتقال البارون، الحامل للجنسية الإسبانية، يعكس اليقظة الكبيرة لمصالح المكتب المركزي للأبحاث القضائية في تتبع كل الخيوط المرتبطة بملف المخدرات المثير الذي تفجر منذ سنة 2016، وصدرت بشأنه أحكام قضائية ناهزت 250 سنة في حق 72 متهما بينهم بارونات ومسؤولون كبار في الأمن والدرك، حيث تواصل دينامية تعقب كل المتورطين في هذه القضية بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط و«الأنتربول»، وهو ما أسفر عن تسلم البارون (م.م) من طرف الشرطة الدولية وعرضه على النيابة العامة بمحكمة جرائم الأموال بالرباط، قبل إيداعه سجن العرجات، أول أمس الاثنين، من طرف قاضي التحقيق، حيث ينتظر أن تمتد التحقيقات لكل الارتباطات المحتملة مع المتورطين في الملف الأصلي الذي يتابع فيه بارونات ومسؤولون بأجهزة الدرك والأمن والجمارك والسجون وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن قاضية التحقيق بمحكمة جرائم الأموال كانت قد قررت، في وقت سابق، إيداع البارون التمسماني، المزداد سنة 1958 والذي تسلمه المكتب المركزي للأبحاث القضائية من السلطات البلجيكية بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، المركب السجني العرجات، حيث تقرر متابعته في حالة اعتقال بتهم تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات، والتزوير واستعماله، وتزوير أختام الدولة والمؤسسات والإرشاء والمشاركة، وحيازة سلاح ناري بدون رخصة، وقد التحق به البارون الثاني الذي كان مطاردا بنشرات حمراء دولية من طرف العديد من الدول الأوروبية والمملكة المغربية بالدرجة الأولى.
وكانت غرفتا جرائم الأموال الابتدائية والاستئنافية لدى استئنافية الرباط، قد حسمتا الملف المرتبط بالمسطرة المرجعية التي سيحاكم بها البارونان المذكوران، بأحكام ثقيلة بلغت أكثر من 250 سنة سجنا نافذا. وتتوقع المصادر أن ترجع التحقيقات التفصيلية التي سيباشرها قاضي التحقيق مع البارون المعتقل، عداد المحاكمة إلى نقطة الصفر، بالنظر لخطورة التهم الموجهة إليه وعلاقته بكل المتورطين بسبب تهم الارتشاء ومسك ونقل وتهريب أطنان من المخدرات إلى أوروبا.