طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن مصالح القيادة الجهوية بطنجة استنفرت مختلف المراكز التابعة لها بإقليم الفحص أنجرة، للتحقيق في ظروف قيام أباطرة المخدرات، خلال الأسبوع الماضي، بتهريب كميات كبيرة من المخدرات باستعمال طائرة عمودية من الحجم الصغير، حيث تم شحن المخدرات انطلاقا من أحد المداشر بمنطقة القصر الصغير، لتقلع هذه الطائرة في أمان، وتم رصدها من لدن مصالح القوات المسلحة الملكية حين عبرت أجواء مضيق جبل طارق باتجاه منطقة مجهولة بإسبانيا، حيث اختفت عن الرادارات المحلية.
وأوردت المصادر أنه جرى تعقب مكان إقلاع هذه الطائرة، ليتضح أنها أقلعت من منطقة بالقصر الصغير، وبعد تتبع الدرك الملكي للكاميرات في التاريخ المحدد، خاصة الموجودة على طول الشريط بين القصر الصغير وطنجة، تبين أن شاحنة من الحجم الصغير ترددت على هذه المنطقة وقتها، وبعد تعقب معطياتها، تبدى أن مالكها يقطن بمنطقة البرانص بطنجة، لتتم مداهمة منزله حيث تم إيقافه كمشتبه به رئيسي، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث التي تجريها هذه المصالح حول الظروف الكاملة لهذه الواقعة، التي كشفت مجددا عن تطور ملحوظ في أساليب مافيا المخدرات لاختراق الأجواء الوطنية، رغم جميع التدابير المتخذة في هذا الإطار، بعد تسجيل نحو ثلاث حوادث في ظرف أربع سنوات بين طنجة وأصيلة والقصر الكبير.
للإشارة، فإنه تم، في وقت سابق، اعتقال مهرب إسباني على مستوى دار الشاوي القريبة من حجر النحل، بسبب سقوط طائرة مماثلة للمخدرات، وأدين على إثرها بأربع سنوات حبسا نافذا، وسبق أن سقطت طائرته، بسبب الثقل الزائد من المخدرات، مما كشف عن وجود أماكن شحن للمخدرات في المكان نفسه.
مع العلم أن العشرات من المعامل الخاصة بالدواجن و«الياجور» وغيرهما نمت كالفطر بالقرب من طرقات المقطع الطرقي المشار إليه، وهي الأمور التي تم تعميق الأبحاث بشأنها لمعرفة امتدادات ما يجري بإقليم طنجة أصيلة، خصوصا وأن طائرة مماثلة، وهذه المرة من نوع هليكوبتر صغيرة الحجم، سقطت بضواحي أصيلة خلال السنتين الماضيتين، بينما سقطت طائرة أخرى بالقرب من القصر الكبير، مما يكشف عن وجود أماكن وخريطة شاملة لشحن المخدرات على مستوى هذه الأقاليم.
