الأخبار
أكدت مصادر «الأخبار» أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، التي استقرت خلال بداية الأسبوع الجاري بمقر المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بمدينة سيدي قاسم، ما زالت تعكف على مباشرة كافة الأبحاث والتحقيقات المتعلقة بما باتت تعرف وطنيا بفضيحة تحويل مركب اجتماعي منجز من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبارة عن مركز للاستقبال والتكوين المستمر وحماية الطفولة، إلى فندق خاص، بناء على عملية كراء بثمن «بخس»، وهي التحقيقات التي يتابع مجرياتها بشكل دقيق المسؤولون الترابيون والمنتخبون النافذون بالمجلسين الإقليمي والجماعي، المعنيون بالفضيحة، دون إغفال المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، وتم لأجل ذلك تسخير موظف جماعي ينتحل صفة صحافي، يعمل بجماعة سيدي قاسم (مستفيد من أموال المبادرة)، من أجل التأثير على سير الأبحاث، والتورط في تسريب بعض الوثائق التي لها علاقة بملف البحث القضائي الذي تباشره الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعليمات من النيابة العامة المختصة، ناهيك عن إفشائه السر المهني والضرب عرض الحائط بواجب التحفظ المفروض في أي موظف عمومي، وهو الذي كان إلى وقت قريب مكلفا بمهمة «قتل القطط والكلاب».
وكشفت المصادر أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استمعت، منتصف الأسبوع الجاري، إلى أحد الموظفين «النافذين» بعمالة سيدي قاسم، الذي يعتبر الآمر الناهي في تدبير مرفق منصة الشباب والمرافق التابعة له، حيث كان يتقلد منصبا ضمن مكتب الجمعية التي احتكرت تسيير مرفق منصة الشباب، قبل أن يتم تأسيس جمعية جديدة، ويتم «تبليص» شقيقته مكانه بالجمعية، بعدما حرص المعني بالأمر لأسباب يعلمها، وعلى بعد أسابيع قليلة من عملية الإعداد لكراء المركب الاجتماعي بكل مرافقه لفائدة شركة «بناصا سنتر»، وتحويله إلى فندق خاص، (حرص) على تغيير الجمعية السابقة التي كانت تشرف عل تدبير شؤون منصة الشباب.
وأضافت المصادر نفسها أن تحقيقات عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء شملت أيضا الوثائق المحاسباتية للجمعيات المسيرة لمنصة الشباب، كما شمل البحث المستحقات المالية التي ما زالت في ذمة الجمعية التي كانت تسير المرفق العمومي المذكور، خاصة ما تعلق بمستحقات المكتب الوطني للكهرباء، وسط «مخاوف» أن تكون عدادات الكهرباء والماء الصالح للشرب قد تم الاستمرار في استغلالها في تدبير شؤون الفندق الخاص والمطعم وكافة مرافق المركب الاجتماعي الذي تم كراؤه للخواص، على نفقة الجمعية التي كانت تسير منصة الشباب، حيث كانت الجمعيات المعنية بالقضية تؤدي مستحقات مكتب الكهرباء والماء من الدعم المالي الذي تتوصل به سنويا من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار اتفاقية شراكة يؤشر عليها عامل الإقليم، بصفته رئيسا للجنة الإقليمية للتنمية البشرية.
في السياق ذاته، ما زالت السلطات الإقليمية ومسؤولو المجلسين الإقليمي والجماعي بسيدي قاسم يسابقون الزمن من أجل إيجاد إجابات مقنعة بخصوص القيام بمجموعة من أشغال البناء التي شهدها المركب الاجتماعي المذكور، سيما أن العضو الجماعي الذي وضع شكايته لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، أكد في شكايته أن البناية موضوع التحقيقات أنجزت بدون ترخيص، وبدون الحصول على الرأي الملزم للوكالة الحضرية، وأن ملف مشروع التهيئة المقدم إلى لجنة الشباك الوحيد، لا يتوفر على التصاميم والتراخيص المتعلقة بالبنايات القائمة، وسط اتهامات بوجود شبهة بالتزوير في الوثائق الرسمية، في إشارة إلى رخصة البناء وشهادة المطابقة، بدليل أن رخصة البناء «الأحادية» عدد 8 سلمت بتاريخ 11 ماي 2023، بينما سلمت شهادة المطابقة التي تفيد بانتهاء أشغال البناء ومطابقتها للتصميم، عدد 37 بتاريخ 23 ماي 2023، بمعنى أن عملية بناء المشروع الضخم استغرقت أقل من 12 يوما، وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام، بات معها المشتكى بهم ملزمين بتبرير ذلك، سيما أن الأمر لا يتعلق بطلب رخصة تسوية بناية قائمة.
جدير بالذكر أن المركب الاجتماعي المنجز من مالية المبادرة الوطنية والذي تم تفويته للخواص، يقع على مساحة تفوق هكتارا ونصف الهكتار، عبارة عن مركز للاستقبال والتكوين المستمر وحماية الطفولة، من جناحين للإيواء وقاعة للندوات مجهزة مع تهيئة خارجية تشتمل على ممرات ومساحات خضراء وحائط سياج، حيث يضم الجناح الأول في طابقه الأسفل فضاء مجهزا للاستقبال، ومكتبا ومقصفا مجهزا ومطبخا ومرافق صحية ومسبحا وثلاث غرف لشخص أو شخصين مجهزة. في حين يضم الطابق الأول ثماني غرف للنوم لشخص أو شخصين مجهزة، والطابق الثاني يضم تسع غرف للنوم لشخصين. أما الجناح الثاني في طابقه الأسفل فيحتوي على مصبنة مجهزة ومطبخ وقاعة للأكل، ويحتوي طابقه الأول على عشر غرف للنوم لشخص واحد مجهزة وبهو ومرافق صحية وقاعة للندوات تتضمن فضاء للعرض، وفضاء للاستقبال، ومرافق صحية، وفضاء تقنيا، وقاعة للندوات والمؤتمرات مجهزة بالصوتيات، ومسلاطا ضوئيا، و210 مقاعد، ومسرحا صغيرا مجهزا بطاولة الإلقاء، وصالونا أوروبيا.
