شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

«السيسبانس» عند جارتنا

 

 

حسن البصري

إخواننا في الجزائر منشغلون بجمع عام وشيك يبشر برئيس جديد لاتحاد كرة القدم، بعد أن اختزلوا نكبة الكرة الجزائرية، في سقوط الرئيس السابق جهيد زفيزف في الاختبار «الموحد» للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وعجزه عن مجاراة جاره الغربي.

قبل أن يجف عرق جهيد ويتجرع مرارة الهزيمة، تلقى مكالمة هاتفية من الجزائر العاصمة توصيه بالتزام الصمت واتباع تعليمات الحكومة، والابتعاد عن التصريحات الصحفية المحشوة بالبكاء على الأطلال كشعر المعلقات الجاهلية.

قضى النظام الجزائري فصل الصيف في البحث عن شخص قادر على خلافة زفيزف الذي هزمه حكم ليبي في انتخابات الاتحاد الإفريقي، وأرداه عليلا.

أعلن عن آجال وضع الترشيحات، فتم تمديدها حتى يتمكن النظام الحاكم من العثور على المرشح المناسب للكرسي المناسب. بعد أن سارع مرشحون يعانون من ضعف التعبئة السياسية إلى وضع طلباتهم فوق طاولة لجنة فرز الترشيحات.

يقال والعهدة على «الضاوي» إن الأسماء التي وقفت عند خط الانطلاق تملك رصيدا كرويا محترما، لكنها تعاني من نقص حاد في فهم دروس النظام الذي يراهن على رئيس جديد يجيد الضرب من تحت الحزام، ويحفظ عن ظهر قلب دروس المؤامرة ويستطيع دخول أنفاق الكواليس دون الحاجة للإضاءة.

حين وضع مزيان إيغيل ترشيحه لرئاسة قطاع الكرة في الجزائر، قال المتحكمون في سير الانتخابات: «إنه مدرب سابق للرجاء ومولودية وجدة، ويمكن لمنصبه أن يوقظ في دواخله نوستالجيا تطفئ حماسنا وتؤجل معاركنا».

نفس الملاحظة تكررت حين وضع عبد الكريم مدوار ترشيحه، حيث لاحت في الأفق بوادر الصلح مع مكونات المنظومة الكروية المغربية. قبل أن يزداد القلق بإعلان مرشح آخر يدعى شريف عبد القادر تبين من خلال صحيفة سوابقه أنه شرب من ماء عين أسردون حين كان لاعبا لرجاء بني ملال.

بحث رجال النظام عن رئيس بمواصفات أخرى، فتعاملوا ببرودة مع ترشيح لاعب دولي سابق اسمه عنتر يحيى، قالوا إن سيفه خشبي وحصانه غبي وعبلته فقدت حسنها فاسترخصها الشعر والشعراء.

وسط حيرة النظام الجزائري وأمام الفراغ التسييري الذي تعرفه الجزائر، ظهر اسم من زمن مضى وشرعت أبواق الحكام في نفض الغبار عنه، إنه محمد روراوة الرئيس السابق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم.

صاح الإعلامي الجزائري حفيظ الدراجي: «يا قوم ويحكم ألا يوجد رئيس رشيد يحكم الكرة في بلادكم»؟ وحين تحلق حوله الحائرون، قال لهم: «تواصلت مع روراوة في وقت سابق لكنه رفض الترشح للرئاسة، وفضل أن يساعد الرئيس المنتظر عن بعد. روراوة  صديقي منذ ثلاثين سنة أتمنى أن لا يعود هذا الصديق لشؤون الاتحادية لأنه تعب. وأتمنى كملاحظ للكرة أن يعود على رأسها واحد من حجم محمد روراوة أن يرجع هو أو أحد مثله وكصديق أتمنى ألا يعود».

كي نفهم مضامين خطبة حفيظ، علينا أن نعود إلى سيرة روراوة المنتظر، ونعرف من هو هذا الرجل الذي قضى عمره في الانتخابات، من هيئات الطلبة والفنانين إلى مجالس الفرق والاتحادات الجهوية والقارية والعربية والدولية والأولمبية، حتى أصبحت صناديق الاقتراع تخشاه.

روراوة هو رجل من الحرس القديم للرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، قال عنه محيي الدين عميمور الناطق الرسمي باسم الرئاسة الجزائرية سابقا، إن روراوة كان مكلفا بمهمة في الرئاسة «وهو الذي ساهم في زواج وردة الجزائرية من بليغ حمدي المصري، بعد تطليقها من زوجها العسكري».

دفن الرجل الماضي وهيأ خليفته لجس النبض قبل تقلد المسؤولية، لكن المسؤولية مقاسات كالألبسة هناك مسؤول «دوبل إكس لارج»، وهناك مقاسات أقل اتساعا وأخرى أكثر ضيقا، فاظفر بالمقاس الذي يجعل «قشابتك» أوسع مما يعتقد مريدوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى