شوف تشوف

الافتتاحيةالدوليةالرئيسيةسياسية

العالم فوق صفيح ساخن

افتتاحية

لم يكن العالم يوما ما أقرب إلى حرب كونية مثل السياق الذي نعيشه اليوم، وسط حالة من التوتر في ظل قضايا كثيرة مفتوحة وملتهبة في بقاع مختلفة، جعلت العالم على صفيح ساخن.

فالحرب تقرع طبولها في قلب القارة العجوز بسبب تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية المستعرة منذ مارس 2022 والتي باتت تؤرّق قارة أوروبا التي قضت 77 عاما في سلام لا يعرف الحروب عابرة الحدود.

وما نراه اليوم من تصريحات متشنجة لرؤساء فرنسا أو ألمانيا أو بولونيا باللجوء إلى المواجهة العسكرية وكذلك التصعيد الذي يعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللجوء لاستخدام الأسلحة النووية لا يدخل في باب المزح بل هي مقدمات لنشوب حرب قد تقود لنهاية العالم.

إذا أضفنا إلى ذلك الحرب القائمة في الشرق الأوسط والعدوان على غزة وما تخفيه من اصطفافات حادة، ثم الانقلابات في الدول الإفريقية والصراعات البينية بين عدد من دول العالم، فلا شك أنها تشكل فتائل لنار حرب غير مسبوقة.

إن اشتعال كل هذه الصراعات والتوترات في وقت واحد ليس وليد الصدفة، فهو نتيجة طبيعية لسياسة التقاطبات الكبرى التي تغذي النزاعات وتضخمها وتحولها من نزاع متحكم فيه بين دولتين إلى نزاع جيوستراتيجي غير مضمون العواقب والدليل على ذلك ما يقع في الحرب الروسية الأوكرانية التي جعلت قارة بأكملها فوق لهيب الحرب .

والحقيقة نحن أمام مشهد غير مطمئن لصراع الهيمنة والسيطرة العالميتين، وما يشهده العالم اليوم من عدم استقرار سياسي واقتصادي ومالي سيكون لا محالة نهاية النظام العالمي لما بعد انهيار جدار برلين وبداية نظام جديد بقواعد وفاعلين جدد خارج السيطرة الأمريكية والأحادية القطبية.

وبلا شك فإن بلادنا معنية جدا بما يقع في العالم من توترات جيواستراتيجية، بل هي طرف فيه بسبب النزاع المفتعل على حدودنا الجنوبية، لذلك من اللازم أن نكون على استعداد لكل السيناريوهات المحتملة، فلا أحد يعلم متى سيدخل العالم نفق الحرب التي أصبحت قدرا محتوما ينتظر العمل المجنون الذي سيعلنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى