أكادیر: محمد سلیماني
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن المكتب الصحي الجماعي التابع لجماعة أكادیر، استقبل 70 ضحیة لعضات كلاب ضالة بشوارع أكادیر، خلال یوم
واحد فقط.
وحسب المصادر، فإن الضحایا حلوا بالمكتب الصحي الجماعي، یوم الاثنین الماضي، بعدما تعرضوا لعضات كلاب ضالة بشوارع المدینة، وذلك من أجل الحصول على أمصال مضادة لداء السعار.
ویكشف ھذا العدد من الضحایا الذین استقبلھم المكتب الصحي الجماعي خلال یوم واحد فقط، عن مستوى المخاطر الكبیرة التي باتت تشكلھا الكلاب الضالة المنتشرة بشكل كبیر بعدد من أحیاء عاصمة سوس، الأمر الذي أضحى یزید من المخاوف لدى السكان والمارة، خوفا على حیاتھم وعلى حیاة أبنائھم، عند ذھابھم إلى المؤسسات التعلیمیة أو العودة منھا.
وقبل أیام قلیلة فقط، تعرض مسن لعضات بالغة من كلب ضال بكورنیش أكادیر، ما تطلب نقله إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجھوي الحسن الثاني لتلقي العلاجات الضروریة. وقد كان المسن یسیر بالشریط الساحلي، فإذا بكلب ضال یباغته وینھشه، قبل أن یتدخل بعض المارة، لإنقاذه من مخالب الكلب الضال.
وتعرف أكادیر خلال السنوات الأخیرة انتشارا كبیرا للكلاب الضالة، والتي غزت جل أحیاء المدینة، كما أنھا في تكاثر مستمر، خصوصا وأن ھذه الكلاب
تصل إلى عمق المدینة قادمة من جماعات ترابیة مجاورة، ما یتطلب تدخلات منظمة، بتنسیق بین مختلف جماعات أكادیر الكبیر.
وكان المجلس الجماعي لأكادیر قد صادق في دورته العادیة لشھر أكتوبر 2024 على اتفاقیة شراكة مع الجمعیة المغربیة لحمایة الحیوانات، للحد من ظاھرة
انتشار الحیوانات الضالة التي أصبحت تشكل تھدیدا للصحة العامة وسلامة السكان، وتؤثر سلبا على المظھر الحضري للمدینة. وتھدف الاتفاقیة إلى توفیر
الغذاء والرعایة للحیوانات الضالة، خاصة الكلاب المنتشرة في الشوارع، من خلال تمویل جزء من احتیاجات تغذیتھا لتحسین ظروف معیشتھا وتقلیل المخاطر المحتملة. كما تتضمن الاتفاقیة تنظیم عملیات التعقیم والتلقیح للكلاب للحد من
تكاثرھا بشكل فعال وتقلیل أعدادھا تدریجیا. وبموجب ھذه الاتفاقیة، ستقوم الجمعیة المغربیة لحمایة الحیوانات، بالتنسیق مع جمعیات الرفق بالحیوانات، بتنفیذ العملیات المیدانیة والإشراف على رعایة الحیوانات.
كما تم البدء في بناء مركز تجمیع وتعقیم الكلاب الضالة قرب حي أنزا، إلا أن هذا المشروع لم تنته أشغاله بعد، حيث إن الأشغال تسیر بشكل بطيء جدا، في وقت تثیر فیه الكلاب الضالة المنتشرة بعموم المدینة مخاوف، ذلك أنه سبق أن سجلت حوادث خطیرة تسببت فیھا ھذه الكلاب.
وسبق للجماعات الترابیة لأكادیر الكبیر والسلطات الولائیة والمجلس الجھوي وقطاعات وزاریة أخرى أن اتفقوا على إنشاء مركز لتجمیع الكلاب الضالة
والقطط الشاردة وتعقیمها وإیوائھا بمنطقة أنزا شمال مدینة أكادیر، إذ تم تخصیص مبلغ یصل إلى 26 ملیون درھم لإنشاء ھذا المركز. وستساھم وزارة
الداخلیة بمبلغ 10 ملایین درھم، ووزارة الفلاحة والصید البحري والتنمیة القرویة والمیاه والغابات بـ3 ملایین درھم، ومجلس جھة سوس ماسة سیساھم
في المشروع بمبلغ 5 ملایین درھم، وجماعة أكادیر ستساھم بمبلغ 3 ملایین درھم، فیما المبلغ المتبقي ستساھم به باقي الجماعات الترابیة لأكادیر الكبیر، إلا أن ھذا المركز لم یر النور بعد، فیما تواصل الكلاب الضالة انتشارھا وتكاثرھا بجل أحیاء مدینة أكادیر والجماعات المحیطة بھا.
