شوف تشوف

اقتصادالرئيسيةتقاريرخاص

المكتب الشريف للفوسفاط يسرع انتقاله نحو حلول تغذية النباتات المشخصة

سندات بملياري دولار لتمويل خطته للتحول الأخضر

لمياء جباري

 

قام المكتب الشريف للفوسفاط، الرائد العالمي لحلول تغذية التربة والنباتات، بإطلاق فرعه الجديد «OCP Nutricrops» من أجل تسريع انتقال المجموعة نحو حلول تغذية النباتات المشخصة، وهو ما سيساهم في التحول الفلاحي العادل. وقامت المجموعة بجمع ملياري دولار في طرح سندات «يوروبوند» على شريحتين لتمويل خطتها للتحول الأخضر.

 

إحداث فرع جديد للمجموعة

ذكر بلاغ لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أن «OCP Nutricrops» سيستفيد من قدرات المجموعة المتطورة في مجال إنتاج وتوزيع المواد المغذية للنباتات باستخدام الفوسفاط من أجل تزويد الفلاحين بالحلول المشخصة التي يحتاجون إليها لحماية صحة التربة والرفع من المردودية الفلاحية بطريقة مستدامة، ومكافحة التغيرات المناخية وحماية البيئة الطبيعية. وأوضح المصدر ذاته أن الهدف الأساسي لـ «OCP Nutricrops» يتمثل في مساعدة الفلاحين على الولوج إلى حلول صحة التربة وتغذية النباتات الأكثر فاعلية واستدامة، بالإضافة إلى أحدث الخبرات في مجال التطبيقات أينما كانوا في العالم.

ويسمح نظام إنتاج «OCP Nutricrops» المرن، أيضا، بتطوير حلول للتغذية النباتية ملائمة لمختلف أنواع المحاصيل، والمناخ والتربة.

بالإضافة إلى ذلك، يقترح هذا الفرع الجديد للمجموعة تكوينات في تقنيات التدبير الدقيق للمغذيات التي تضمن حصول الزراعات على العناصر الغذائية الملائمة، بالكمية المناسبة، في المكان المناسب والوقت الملائم، مع تقليص التكاليف بالنسبة للفلاحين. وتم تصميم منتجات «OCP Nutricrops» لتمكين الفلاحين من حماية وتحسين صحة التربة مع الرفع من المردودية والمداخيل. وسيعتمد هذا الفرع، الذي يهدف، أيضا، إلى توفير منتجات وحلول مشخصة بنسبة 100 بالمئة وبدون بصمة كربونية، مع السعي إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول سنة 2040، على الشراكات الدولية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مع الحكومات والباحثين، والمهندسين الزراعيين والموزعين لتزويد الفلاحين بالحلول المشخصة التي يحتاجونها لمواجهة التحديات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي والاستدامة.

ونقل البلاغ عن الرئيس المدير العام لـ «OCP Nutricrops»، سفيان الكاسي، قوله إن الفرع الجديد سيكون في طليعة التوجه الجديد من أجل توفير حلول فعالة لصحة التربة وتغذية النباتات. ووحدها حلول التربة وتغذية النباتات المشخصة هي التي ستسمح لنا بتحسين الأمن الغذائي العالمي مع مكافحة التغيرات المناخية وحماية البيئة الطبيعية». وأضاف الكاسي أن «OCP Nutricrops» ملتزم بالعمل بتعاون مع الفلاحين وكافة الأطراف المشاركة لتسريع المرور إلى حلول مشخصة ترتكز على الفلاح، والتي تبقى ضرورية للقيام بتحول فلاحي عادل». وبالإضافة إلى الفرق الداخلية للمهندسين الزراعيين، يعتمد «OCP Nutricrops» على خبرة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وشركائها الدوليين، من خلال الاستفادة من أحدث التطورات التكنولوجية والمعطيات الفلاحية الأكثر دقة. ويعمل «OCP Nutricrops»، عبر خرائط التربة المتقدمة وإحداث منتجات مشخصة، على توفير صحة مثالية للتربة بهدف تمكين الفلاحين من رفع مردودية محاصيلهم إلى جانب حماية البيئة ومكافحة التغيرات المناخية.

 

سندات بملياري دولار

كشفت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، يوم الجمعة الماضي، أنها جمعت ملياري دولار في طرح سندات «يوروبوند» على شريحتين لتمويل خطتها للتحول الأخضر. وأخبرت الشركة «رويترز» أن السندات مقسمة إلى شريحتين بقيمة 1.25 مليار دولار و750 مليون دولار لأجل عشر سنوات و30 سنة بمعدل فائدة 6.75 بالمئة و7.5 بالمئة على الترتيب. وأشارت الشركة إلى أن طلبات الاكتتاب بلغت 6.2 مليار دولار أي بتغطية 3.1 مرة لقيمة الطرح. وستكون السندات هي الأولى منذ أن أعلنت «أو.سي.بي» في عام 2022 عن استراتيجية بقيمة 13 مليار دولار للتحول الكامل إلى الطاقة المتجددة لتشغيل عملياتها الصناعية. وتخطط الشركة، أيضا، للاستثمار في الهيدروجين الأخضر لإنتاج الأمونيا وتستثمر في تحلية المياه. وكان آخر طرح للسندات الدولية يصدر عن المجموعة عبارة عن إصدار على شريحتين بقيمة 1.5 مليار دولار في عام 2021. وأدى الطلب الكبير من المستثمرين الدوليين إلى توليد دفتر طلبات بقيمة 6.2 مليار دولار أمريكي، أي أكثر من 3.1 أضعاف الحجم النهائي للعملية. ويوضح هذا الطلب القوي، أيضًا، جاذبية توقيع OCP في السوق الدولية.

وستساعد هذه العملية، التي تؤكد الولوج إلى مصادر تمويل متنوعة لمجموعة OCP، على تمويل الدورة التطويرية الجديدة للمجموعة، تتمحور حول تنفيذ برنامج الاستثمار الأخضر 2023-2027. وكان المكتب الشريف للفوسفاط بدأ حملة ترويجية للمستثمرين بغية إصدار سندات دولية تصل قيمتها لملياري دولار أمريكي. وحسب ما أكده مقال صادر عن وكالة «رويترز» البريطانية، فإن الهدف من هذه الخطوة هو تمويل الخطة المتعلقة بتطوير وتنمية المؤسسة. وأوضح المصدر ذاته أن المكتب عين كلا من بنك باريس «BNP Paribas» ومجموعة سيتي «Citi»، وجي بي مورغان «JP Morgan» من أجل إدارة السندات. ؤتعد هذه السندات الأولى منذ أن أعلنت «OCP» عام 2022 عن استراتيجية بقيمة 13 مليار دولار للتحول الكامل إلى الطاقة المتجددة لتشغيل عملياتها الصناعية.

 

أهداف في مجالات مختلفة

يهدف هذا البرنامج إلى تحقيق أهداف طموحة في مجالات مختلفة. وفي ما يتعلق بإنتاج الأسمدة، تهدف الشركة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للسماد الأخضر إلى 20 مليون طن سنويا بحلول عام 2027، من الطاقة الحالية البالغة 15 مليون طن. وفي مجال المياه والطاقات المتجددة تتخذ الشركة موقعا استراتيجيا. وتهدف إلى تحقيق قدرة إنتاجية تبلغ 5 جيجاوات من الطاقة الكهربائية المتجددة بحلول عام 2027 (عبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) لتلبية احتياجاتها من الطاقة مع خفض تكاليفها. في الوقت نفسه، تخطط مجموعة OCP أيضًا لاستخدام المياه غير التقليدية بنسبة 100٪ في عام 2024 (لضمان استقلاليتها الكاملة)، وقدرة على تحلية مياه البحر تبلغ 560 مليون متر مكعب سنويًا بحلول عام 2026. (تقوم المجموعة بالفعل بتزويد مدينتي آسفي والجديدة بالمياه المحلاة اليوم من أجل المساعدة في التخفيف من آثار الجفاف المتكرر في المغرب)، واستخدام الطاقة النظيفة بنسبة 100٪ بحلول عام 2027، والحياد الكربوني بحلول عام 2040 (النطاقان 1 و2 لعام 2030 والنطاق 3 لعام 2040). وفي ما يتعلق بإنتاج الأمونيا الخضراء، وضعت الشركة لنفسها هدف إنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا بحلول عام 2027، مع طموحها باستبدال كل الأمونيا المستوردة، التي تبلغ حاليا حوالي مليوني طن سنويا. ولتقليل المخاطر، تستخدم الشركة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية لخفض التكاليف وضمان إنتاج مستقر. ويركز، أيضًا، على البحث والتطوير في تكنولوجيا التحليل الكهربائي لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر. وأخيرا تستكشف الشركة فرصا جديدة لتنويع محفظة منتجاتها، خاصة في مجال بطاريات ليثيوم فوسفاط الحديد. وتخطط الشركة للاستثمار في مجال الطاقات الخضراء وعلى رأسها مجال الهيدروجين الأخضر لإنتاج الأمونيا، علاوة على الاستثمار في مجال تحلية المياه.

 

خطة للتحول الأخضر

تُغطي خطة «OCP» للتحول الأخضر الفترة بين عامي 2023 و2027، وتُعدّ هذه الخطة جزءًا من استراتيجية أوسع للمجموعة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040. وتهدف هذه الاستراتيجية المعلن عنها، بالأساس، إلى استخدام الطاقة المتجددة لتشغيل مصانع تحلية مياه البحر الجديدة لتلبية احتياجات «OCP» وتزويد المناطق المجاورة بمياه الشرب والري. وتسعى، كذلك، إلى إنهاء اعتماد «OCP» على واردات الأمونيا، عن طريق بناء مصنع للأمونيا الخضراء بمدينة طرفاية يعمل على تسخير الهيدروجين الأخضر المنتج من مصادر الطاقة المتجددة. وتروم الخطة المعلن عنها، أيضا، إنتاج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2026، مع الوصول إلى هدف طموح يتمثل في إنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء على مدى الأربع سنوات المقبلة. ومن أجل استخدام الأمونيا الخضراء داخل منتجاتها بنسبة 100%، فإن المكتب سيعمل على زيادة الإنتاج ليصل إلى 3 ملايين طن بحلول عام 2023. وفي ما يتعلق بأهم دوافع اعتماد هذه الخطة، يمكن ذكر ارتفاع فاتورة استيراد الأمونيا إلى ملياري دولار في عام 2022، وتعرُّض سلسلة التوريد العالمية لصدمات عالمية، التزام «OCP» بالاستدامة البيئية.

 

مشروع مشترك في مجال الطاقة الخضراء

للتذكير فمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أعلنت، بداية الشهر الجاري، عن مشروع مشترك يجمعها بشركة «Fortescue Energy» المختصة في مجال الطاقة الخضراء والمعادن والتكنولوجيا، بهدف تطوير الطاقة الخضراء في المغرب. وتهدف هذه الشراكة، بنسب متساوية، إلى توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء بالمغرب وأوروبا والأسواق الدولية، حسب ما أكده بلاغ للمكتب الشريف للفوسفاط، وتشمل التطوير المحتمل لتجهيزات التصنيع ومركزا للبحث والتطوير للنهوض بصناعة الطاقة المتجددة التي تعرف نموا سريعا بالمغرب. وقدم الشريكان مخططا لأربعة مشاريع رئيسية في المغرب، تتمثل في قدرة إنتاج متكاملة واسعة النطاق للأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء، بما في ذلك الطاقة المتجددة، توليد الطاقة، التحليل الكهربائي، تحرير الأمونياك وإنتاج الأسمدة، وتصنيع التكنولوجيا والتجهيزات الخضراء. ويتمثل المشروع الثالث في إحداث مركز للبحث والتطوير والتكنولوجيا، يقع بالقرب من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بالقرب من مراكش، لتعزيز المشروع المشترك المنظومة البيئية وفاعلين آخرين من خلال البحث في الطاقات المتجددة، الهيدروجين الأخضر ومعالجة المعادن. أما المشروع الرابع فيتعلق بالتعاون بين صناديق رؤوس الأموال الاستثمارية للمقاولات من أجل تحفيز الاستثمار في التطورات التكنولوجية الرئيسية.

جدير بالذكر أن هذه الشراكة تهدف إلى توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء لاستخدامهما على حد سواء كمصدر للطاقة الخضراء وفي تصنيع الأسمدة المحايدة من الكربون والمشخصة لتوفيرها بتكلفة مناسبة لجميع الفلاحين عبر العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى