
يحتفل الشعب المغربي، غدا الأحد، بالذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء. وتأتي احتفالات هذه السنة بالذكرى المجيدة، في ظل تطورات مهمة يعرفها ملف الصحراء المغربية، ونتائج إيجابية حققتها الدبلوماسية المغربية في قضية الوحدة الترابية، وبعيد أيام قليلة من قرار مجلس الأمن الدولي، الذي أكد على سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، كما قرر تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2023 بتصويت 13 دولة لصالحه، في مقابل امتناع اثنتين عن التصويت، مجددا دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمها المغرب في سنة 2007، كأساس يتسم بالجدية والمصداقية، كفيل بإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن.
كما تأتي الاحتفالات بهذه الذكرى بعيد أيام على إعلان المملكة البلجيكية عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، حيث صرحت وزيرة الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الفيدرالية لمملكة بلجيكا، حجة لحبيب، بأن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007، يمثل «أساسا جيدا لحل مقبول من لدن الأطراف» المعنية بقضية الصحراء، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بالرباط ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مع نظيرته البلجيكية، التي شددت على أن مخطط الحكم الذاتي، «يمثل مجهودا جادا وذا مصداقية للمغرب، وأساسا جيدا لحل مقبول من لدن الأطراف».
كما تأتي احتفالات هذه السنة في ظل تسجيل الدبلوماسية المغربية لنقاط مهمة في الملف، تمثلت في الاعتراف الإسباني بواقعية وجدية مخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، وهو الموقف الإسباني الذي كان ثمرة جهود للمصالح الدبلوماسية المغربية وتفاعلا مع الخطاب الملكي، للملك محمد السادس، الذي دعا فيه إلى بناء علاقات ثنائية بين المغرب وإسبانيا، على أسس متينة. وقد أعلنت مدريد، في مارس الماضي، وللمرة الأولى دعمها لموقف المغرب في قضية الصحراء المغربية، معتبرة أن «مبادرة الحكم الذاتي المقَدمة في سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع»، بين الرباط وجبهة البوليساريو، التي عبرت في وقت لاحق عن «استغرابها» من موقف الحكومة الإسبانية.
وأثارت الانتصارات الدبلوماسية للمغرب في ملف الصحراء المغربية حنقا في صفوف أعداء الوحدة الترابية، حيث أعلنت الجارة الشرقية، الجزائر، حليفة البوليساريو، مباشرة استدعاء سفيرها في مدريد للتشاور، عقب الموقف الإسباني الإيجابي من الملف، والذي وصفته سلطات قصر المرادية بأنه «انقلاب مفاجئ».
يذكر أن مناسبة المسيرة الخضراء تحتل مكانة متميزة ومشرقة في نفوس ووجدان المغاربة، لكونها ملحمة وطنية سطر فيها المغاربة تاريخا جديدا، عبروا من خلاله عن حبهم وولائهم لوطنهم وإيمانهم الصادق به. إذ لم تكن هذه المسيرة حدثا عابرا، بل شكلت محطة تاريخية ومفصلية مهمة ستبقى منقوشة في سجل تاريخ المغرب، بما يجعلها إحدى دعائم الهوية المغربية، إذ كانت لهذا الحدث التاريخي المتميز آثار إيجابية في تعميق الهوية الوطنية المغربية.
النعمان اليعلاوي