شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

تحقيقات حول غرق طفل ببحيرة الرهراه بطنجة

مقاولة لجأت لوضع بلاستيك فلاحي منزلق خلال التهيئة

طنجة: محمد أبطاش

لقي طفل، أول أمس السبت، مصرعه ببحيرة الرهراه بطنجة، في حادثة هزت المدينة. وذكرت بعض المصادر أن الطفل كان يلعب كرة القدم، رفقة أطفال آخرين بجوار بحيرة الرهراه التي توجد في قلب تجمع سكني بحي مسنانة، غير أنه حاول إخراج الكرة، بعد أن سقطت في البحيرة، قبل أن يغرق بسبب عمق المياه، في وقت نجا طفل آخر من موت محقق، حيث تم نقله صوب مستعجلات المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات الأولية.

وحلت مختلف المصالح المختصة بعين المكان، من وقاية مدنية وأمنية وسلطات محلية، للتحقيق في ظروف هذه الحادثة، ناهيك عن ترتيب الإجراءات القانونية في حق الشركة الوصية على الأشغال. وحسب المصادر، فإن هذه البحيرة التي توجد أصلا في قلب تحقيقات حول جدية أشغال قامت بها الشركة المتخصصة في المناطق الخضراء بالمدينة، نائلة الصفقة، كشفت عن كون الشركة المعنية لجأت إلى وضع البلاستيك الفلاحي لتغطية حواف هذه البحيرة، رغم خطورة الأمر، خاصة وأن البحيرة هي في الأصل توجد في قلب تجمعي سكاني، وتم تخصيص نحو مليار سنتيم من قبل جماعة طنجة لتأهيل هذه البحيرة، غير أن الحادثة الأخيرة، ناهيك عن تشققات سابقة، كشفت عن كون المشروع برمته بات من الواجب فتح تحقيق موسع حوله.

وأكدت المصادر نفسها أنه لا يعقل أن يتم تحويط متنفس للسكان ببلاستيك فلاحي يستعمل من لدن الفلاحين وكذا مربي الماشية، حيث إنه سهل الانزلاق في الأصل، كما أن العشرات من الأطفال يلعبون بجوار البحيرة بشكل يومي، ويتوجه إليها السكان، نظرا إلى غياب المناطق الخضراء بمنطقة مسنانة. وأوردت المصادر أن المجلس الجماعي لطنجة يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الإطار، نظرا إلى كونه صاحب المشروع، فيما أن الشركة الوصية على الأشغال يربطها عقد آخر مع الجماعة في ملف صيانة المناطق الخضراء بميزانية تقارب 8 ملايير سنتيم.

وكانت هذه البحيرة قد أثارت جدلا أخيرا، بفعل ظهور تشققات بمحيطها، وهو ما أثار الكثير من الاستغراب من ظهور هذه التشققات والتصدعات في أرضية هذا المتنزه، حيث لم تمر بعد سنة على إحداثه، والانتهاء من عملية تجهيزه. وأثارت التشققات الكثير من الاستغراب في صفوف الجهات المختصة، حول جدية المقاولة التي اشتغلت على تبليط وتأثيث هذا المتنزه، إذ لا يعقل تقول المصادر نفسها، إن مثل هذه التشققات تظهر في هذا المشروع بهذه السرعة، مع العلم أن كل المشاريع تسبقها دراسات هندسية، للكشف عن مدى مطابقة مثل هذه الأشغال مع هذه المناطق التي تكون تربتها أصلا رخوة، مما يكشف أن مشاريع عقارية أخرى قريبة من هذه البحيرة لن تصمد أمام الهزات الارتدادية في حال تم تسجيلها.

وسبق أن قالت الجماعة إن المشروع لا يزال في طور الإنجاز، وإنها أوفدت لجنة تقنية مكونة من خبراء إلى عين المكان، فور تداول قضية التشققات، وكلفت مختبرا متخصصا بالقيام بالدراسات والمعاينات اللازمتين، وستعمل على موافاة الرأي العام بالنتائج بكل شفافية فور ظهورها، إلا أنه لحدود اللحظة لم يتم بعد الكشف عن حيثيات هذه التحقيقات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى