الرئيسيةتقاريرسياسية

“تسونامي” الإعفاءات يضرب الوقاية المدنية

بعد «تسونامي» الإعفاءات الذي طال أقطاب الإدارة العامة للوقاية المدنية بالرباط، خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر الماضي، والذي شمل ثلاثة مسؤولين كبار كانوا مكلفين بإدارة أقسام مركزية جد مهمة، تعتبر قطب الرحى بجهاز الوقاية المدنية، خاصة المرتبطة بمجالات التدبير المالي والصفقات والتجهيز والممتلكات والبنيات التحتية الأساسية، واصل الكولونيل ماجور لطفي إحسان، قائد الوقاية المدنية الجديد، معركة تنقية البيت الداخلي ومواجهة ثقافة احتكار المناصب المركزية والتغاضي عن ربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث أقدم، بحر الأسبوع الماضي، على إجراء حركة جزئية شملت مسؤولين مركزيين وجملة من الإعفاءات المهمة، التي همت مسؤولين على مستوى القيادات الجهوية والإقليمية.

وحسب معطيات حصلت عليها «الأخبار»، فقد عصفت القرارات الجديدة للكولونيل ماجور لطفي الذي حظي بثقة الملك على رأس جهاز حيوي، بعد أن تقلد مهام مهمة بالمكتب الثالث بالرباط، وقبله الثانوية العسكرية بالقنيطرة، بمسؤولين كبار على مستوى القيادات الجهوية والإقليمية بكل من الرباط والخميسات وبني ملال ودرعة تافيلالت، يتقدمهم الكولونيل القائد الجهوي للوقاية المدنية بجهة الرباط سلا القنيطرة، الذي تم إعفاؤه من المهمة وإلحاقه بالإدارة العامة للوقاية المدنية بدون مهام، علما أنه كان قد تكلف بقيادة الجهاز على مستوى جهة العاصمة منذ 2016.

وتم تعيين كولونيل شاب قادم من القيادة الإقليمية بتمارة على رأس جهة الرباط سلا القنيطرة، كما تم إعفاء القائد الإقليمي للوقاية المدنية بالخميسات، حيث ألحق بالقيادة الإقليمية بعمالة الصخيرات تمارة بدون مهمة، وقد خلفه بالنيابة في المنصب نفسه كومندار كان يشتغل بالإقليم ذاته.

لائحة الإعفاءات تضمنت أيضا اسم الكولونيل القائد الإقليمي بعمالة الفداء درب السلطان، وتم إلحاقه بالقيادة الجهوية للوقاية المدنية بدرعة تافيلالت بدون مهام، وسيخلفه في المنصب بالنيابة مسؤول آخر من القيادة الإقليمية نفسها. كما شملت أيضا كولونيل رئيس المصلحة الإدارية والتقنية بالقيادة الجهوية بني ملال خنيفرة، وتم تعيين مسؤول آخر بالنيابة على رأس المنصب نفسه.

وبخصوص لائحة التعيينات الرسمية الجديدة، عين الكولونيل ماجور لطفي إحسان، قائد الوقاية المدنية، القائد الإقليمي بعمالة مكناس على رأس مديرية الأعمال الاجتماعية الخاصة بالقطاع، التي يعول عليها بشكل كبير لتقديم مساعدات وخدمات في المستوى تضع حدا لحالة الاحتقان والتجاهل للبعد الاجتماعي في هذا الجهاز دون غيره من القطاعات العسكرية والأمنية الأخرى، كما تم تعيين كولونيل قائد إقليمي للوقاية المدنية بعمالة المحمدية على رأس قسم متخصص في تدبير المخاطر والتخطيط، وسيشغل مهمة قائد إقليمي بالنيابة بالمحمدية مسؤول قادم من القيادة الجهوية بالدار البيضاء.

وارتباطا بدينامية التغييرات التي أقدم عليها الكولونيل ماجور لطفي، تم تدوير كل المناصب المركزية بين عشرات المسؤولين بالإدارة العامة للوقاية المدنية بالرباط، وشملت هذه التعيينات الجديدة كل الأقسام والمصالح المهمة المعنية بتدبير شؤون الموظفين والموارد البشرية، والمنازعات والشؤون القانونية، والتدبير المالي والتقني واللوجستيك والعتاد وغيرها من المسؤوليات الكبيرة على مستوى الإدارة المركزية، في انتظار أن تعقبها تغييرات جذرية تقطع مع أنماط التدبير التقليدية في الجهاز، التي ظلت تعيق بمستويات مختلفة مساعي الحكامة والترشيد والاستهداف وتطوير الأداء والنجاعة.

وفي انتظار التأكد من خلفيات وأسباب الاعفاءات الجديدة التي أعلنت عنها الإدارة العامة للوقاية المدنية، بحر الأسبوع الماضي، خاصة المرتبطة بجهة الرباط والقيادات الإقليمية بالخميسات والفداء درب السلطان وبني ملال، رجحت مصادر متطابقة فرضية توصل المسؤول الأول عن الجهاز بجملة من التقارير السوداء المتعلقة بالتدبير الإداري بهذه المواقع.

وكان الكولونيل ماجور لطفي قد زلزل، في دجنبر الماضي، جهاز الوقاية المدنية، حيث قرر إعفاء ثلاثة مسؤولين كبار كانوا مكلفين بإدارة أقسام جد مهمة، بعد أن استعصى على الجنرال دوديفيزيون بوسيف المعفي من منصبه الاقتراب منهم، حيث ظلت مناصبهم الدسمة خطوطا حمراء لا يطالها التغيير أو المحاسبة، اثنان منهم برتبة كولونيل وثالثهم كومندار، كانوا يعتبرون بمثابة الساعد الأيمن للرجل القوي والنافذ بجهاز الوقاية المدنية الذي تم إعفاؤه، قبل سنة، وإحالته على التقاعد من طرف وزارة الداخلية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى