شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

جدل يلاحق تصميم التهيئة بجماعتي عامر وأبي القنادل

إخراجه بعد عقدين من مخاوف السكان من نزع الملكية

النعمان اليعلاوي

بعد أكثر من عقدين من الانتظار، تمت المصادقة على مشروع تصميم التهيئة الخاص بجماعتي عامر وأبي القنادل نواحي سلا، وهو الحدث الذي شكّل محور نقاش رئيسي خلال دورة فبراير لمجلس جماعة عامر القروية، بحضور ممثل عن مديرية الوكالة الحضرية للرباط سلا. وتأتي هذه المصادقة بعد تعثر ثلاث نسخ سابقة من التصاميم، ما خلّف ارتياحاً واسعاً لدى الساكنة والمجالس المنتخبة، التي ترى فيه انطلاقة فعلية لأوراش التعمير والتأهيل، خصوصاً في ما يتعلق بتنزيل اتفاقيات التنمية المحلية، وفي مقدمتها أشطر تأهيل البراهمة التي ظلت حبيسة الورق لسنوات.

ويُنتظر أن يُسهم التصميم الجديد في تنظيم المجال العمراني، وتحديد المرافق العمومية المبرمجة وتسهيل إجراءات الرخص والتهيئة، مما سيفتح الباب أمام الاستثمار وتحسين ظروف العيش، وتعزيز ثقة الفاعلين الاقتصاديين والسكان على حد سواء، كما يُعوّل عليه لحل إشكالات ذات طابع اجتماعي، في مقدمتها أزمة مقابر الدفن، إذ تعيش مقبرة سيدي عبد الله بجماعة عامر، ومقبرة سيدي بلعباس بجماعة سلا، ضغطاً خانقاً نتيجة ارتفاع عدد الطلبات، فيما توفر منطقة عامر اليوم، بفضل التصميم الجديد، وعاءً عقارياً مؤهلاً من شأنه أن يُعالج هذه الأزمة ويُلبّي حاجيات الساكنة في هذا الجانب الإنساني الحساس.

وطالبت الساكنة ومعها ممثلوها في المجالس المنتخبة، على مدى أكثر من عقدين، بإخراج تصميم التهيئة، خاصة بعد فشل ثلاث نسخ سابقة لمشاريع التصاميم في الوصول إلى مرحلة المصادقة والتنزيل، وهو ما عرقل بشكل كبير عمليات التأهيل الحضري، ومنع إخراج عدد من المشاريع المهيكلة إلى حيز الوجود، وفي مقدمتها مشاريع إعادة هيكلة دواوير ومناطق سكنية كحي البراهمة الذي استفاد من اتفاقية تأهيل منذ سنوات دون أن تعرف طريقها للتنفيذ.

وبحسب عدد من المنتخبين المحليين، فإن هذا التصميم الجديد سيشكل مرجعية قانونية وإجرائية لتسوية عدد من الملفات العالقة، وسيفتح الباب أمام منح الرخص، وتنفيذ المشاريع التنموية وتحسين الخدمات الأساسية، سيما في ما يتعلق بالبنيات التحتية، والتجهيزات العمومية والربط الطرقي، ما سيشجع أيضاً المستثمرين على الدخول إلى المنطقة بثقة أكبر. ويشمل التصميم، كذلك، مجموعة من التنطيقات التي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات البيئية، والديمغرافية والاجتماعية للمنطقة، حيث رُوعي في إعدادها التوازن بين حاجيات التوسع العمراني والمحافظة على الموارد الطبيعية، خاصة غابة المعمورة المجاورة التي تمثل رئة إيكولوجية للجهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى