شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةتقارير

حراك طلابي عالمي يغير طبيعة العلاقات مع إسرائيل

نجاح جامعات في الضغط على الحكومات لتحقيق مطالبها

في سابقة، قام طلاب الجامعات الأمريكية بتنظيم مظاهرات حاشدة مناصرة لفلسطين وداعية الحكومة الأمريكية إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة. ولاقت الاحتجاجات تأهبا أمنيا كبيرا واعتداءات من الشرطة وصلت إلى اعتقال أكثر من 2000 شخص حتى الآن، وسرعان ما انتقلت المظاهرات إلى عدة جامعات مرموقة في العالم تدعو إلى المطالب نفسها.

 

إعداد: سهيلة التاور

 

منذ 18 أبريل قام طلاب الجامعات الأمريكية بتنظيم مظاهرات ضخمة مناصرة لفلسطين امتدت إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وكارولينا الشمالية.

ونفذت أعداد ضخمة من الشرطة عمليات مداهمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، رداً على اعتصامات الطلاب السلمية داخل حرم جامعاتهم تضامناً مع الفلسطينيين، وألقت القبض على أكثر من 2000 شخص حتى الآن، في حصيلة وصفت بأنها غير مسبوقة. واستخدمت الشرطة أحيانًا معدات مكافحة الشغب والقنابل المضيئة والهراوات لإزالة المخيمات والمباني التي اعتصم فيها المحتجون.

وكشفت السلطات، يوم الخميس، أن أحد الضباط أطلق النار عن طريق الخطأ من مسدسه داخل مبنى إدارة جامعة كولومبيا أثناء إخلاء المتظاهرين المعتصمين داخله، حين كان يحاول استخدام المصباح اليدوي الملحق بمسدسه.

 

هيئة التدريس الأمريكية

رغم مشاركة عدد لا يستهان به من المحاضرين والأساتذة الجامعيين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين والمطالبة بوقف توريد الأسلحة للاحتلال، شهدت نيويورك، الخميس 9 ماي، تنظيم مخيم اعتصام خاص بأعضاء هيئة التدريس في كلية جامعية، وذلك لأول مرة في أمريكا.

وأقامت مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الكلية الجديدة بنيويورك ما يقرب من ست خيام في المركز الجامعي للكلية التقدمية، وانضموا إلى طلابهم في مطالبة إدارة الكلية بالتخلي عن دعم 13 شركة تساعد في الهجوم الإسرائيلي المستمر في غزة.

وطالب المعتصمون الهيئة التدريسية بإنهاء وجود شرطة نيويورك في الحرم الجامعي، وإلغاء التهم التأديبية ضد الطلاب الذين تم اعتقالهم، في وقت سابق، بسبب تظاهرهم نصرة لفلسطين.

وقال بيان عن المنظمين من الأساتذة: «إن الحركة التي بدأها طلابنا الشجعان يجب أن تستمر، ويتعين علينا كأعضاء هيئة تدريس أن نستجيب لنداءاتهم، ونساعد في إنهاء ما بدؤوه من أجل العدالة في فلسطين».

وبحسب شبكة «CBS» الأمريكية، سمي المخيم الاعتصامي للأساتذة باسم «مخيم رفعت العرير»، وهو كاتب وأستاذ جامعي بارز استشهد بعد استهدافه في غارة جوية إسرائيلية في دجنبر 2023.

ويأتي هذا الاعتصام، الذي شيده الأساتذة، بعد اعتقال أكثر من 40 طالباً من طلاب الكلية الجديدة خلال اقتحام شرطة نيويورك لحرم الجامعة وإخلاء مخيمهم المتضامن مع إسرائيل.

وشهدت الأسابيع الماضية مشاركة بارزة من أساتذة جامعيين في الاحتجاجات إلى جانب الطلاب في أمريكا، وتعرض بعضهم للاعتداء والاعتقال من طرف الشرطة الأمريكية.

 

جامعات بريطانيا

لم تقف الاحتجاجات المناصرة لفلسطين وغزة في الجامعات الأمريكية والعالمية على مشاركة الطلاب، بل امتدت الفئات لتشمل موظفي الجامعات وأطرها الأكاديمية من أصحاب الشهادات العلمية العالية.

بدأ طلاب جامعتي أكسفورد وكامبريدج المرموقتين في بريطانيا، يوم الاثنين 6 ماي، مظاهرات مناصرة لفلسطين، على غرار المظاهرات التي بدأت من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية وامتدت إلى العديد من الجامعات، فيما اتسعت مظاهرات الطلاب لتشمل العديد من البلدان الأوروبية، على غرار تركيا وإيرلندا، وفرنسا وإيطاليا.

وقام طلاب مناصرون للقضية الفلسطينية في جامعة أكسفورد بنصب الخيام في حديقة متحف بيت ريفرز.

وأكدت المجموعة، التي أطلقت على نفسها اسم «منظمة أكسفورد للعمل من أجل فلسطين»، في منشور على منصة «إكس»، أن جامعة أكسفورد سهلت الإبادة الجماعية من خلال الاستثمار في شركات تتعاون مع إسرائيل، فيما طالب الطلاب المشاركون في التظاهرة، الجامعة، بقطع علاقاتها مع الشركات المعنية وذكروا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم.

ومن جهة أخرى، أعلنت مجموعة تدعى «كامبريدج من أجل فلسطين»، مكونة من طلاب جامعة كامبريدج، أنهم سيخيمون في شارع كينغ باريد احتجاجاً على استثمار جامعتهم في شركات متعاونة مع إسرائيل.

وذكر الطلاب أن جامعتهم تدعم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، وأنهم رفضوا البقاء غير مبالين بهذا الوضع.

وأضافت المجموعة قائلةً: «نقف مع جميع الفلسطينيين ونطالب جامعة كامبريدج بالكشف عن كافة علاقاتها مع المنظمات التي تساعد وتحرض على الإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء تلك العلاقات».

 

جامعات تركيا

نظم طلاب في أربع جامعات تركية، يوم الاثنين الماضي، مظاهرات للاحتجاج على استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأُقيمت الاحتجاجات في كل من جامعة «يوزونجو يل» في ولاية فان، و«بولنت أجاويد» في زنغولداق، و«جوروه» في أرتوين وجامعة ولاية بايبورت.

وحمل المحتجون الأعلام التركية والفلسطينية، إلى جانب لافتات داعمة لفلسطين وغزة وأخرى منددة بإسرائيل.

 

صدمة في برلين

أعربت وزيرة التعليم الألمانية، بيتينا شتارك-فاتسينغر، عن صدمتها إزاء رسالة بعث بها نحو 100 محاضر جامعي في جامعات ألمانية دعماً للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

وفي تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية، قالت الوزيرة إن «هذا البيان من المحاضرين لجامعات برلين صادم، بدلاً من اتخاذ موقف واضح مناهض للكراهية ضد إسرائيل واليهود، يتم تحويل محتلي الجامعات إلى ضحايا والتهوين من فداحة العنف».

واعتبرت وزيرة التعليم الألمانية أن تأييد محاضرين جامعيين الآن لهذه المظاهرات خطوة نوعية جديدة تحيد بهم عن الالتزام بمبادئ الدستور الألماني، على حد قولها.

وكانت الشرطة تدخلت، الثلاثاء الماضي، بناءً على استدعاء من جامعة برلين الحرة، لتخلي باحة الجامعة من الخيام التي نصبها متظاهرون قبل أن تعلن عن اعتقال 79 شخصاً مع تحرير مخالفات إدارية والبدء في تحقيقات جنائية.

وشارك نحو 150 طالباً في الاحتجاج بباحة الجامعة، ورددوا شعارات مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بإسرائيل وموقف ألمانيا الداعم لها.

ودعا الطلاب، الحكومة الألمانية، إلى وقف المساعدات العسكرية إلى إسرائيل ووقف التضييق عن مؤيدي فلسطين في البلاد.

 

في بلجيكا

أعلنت جامعة بروكسل الحرة الانسحاب من مشروع علمي بشأن الذكاء الاصطناعي تشارك فيه مؤسستان إسرائيليتان، على خلفية الحرب ضد قطاع غزة.

وقالت الجامعة، يوم الأربعاء، في بيان، إن قرار الانسحاب من المشروع العلمي اتُّخذ بعد تقييم جرى خلال اجتماع عقدته لجنة الأخلاقيات.

وذكر البيان أن الجامعة قررت، بعد التطورات الأخيرة في غزة، إجراء مراجعة شاملة لجميع المشاريع البحثية التي تضم شركاء إسرائيليين. وأوضح البيان أن الجامعة قررت الانسحاب من مشروع الاتحاد الأوروبي في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يشارك فيه شريكان إسرائيليان، مشددا على أن جامعة بروكسل الحرة ليس لديها تعاون ثنائي مع إسرائيل، وأنها عازمة على مواصلة شراكاتها مع المؤسسات الفلسطينية.

ونظم طلاب جامعيون في بلجيكا، الثلاثاء الماضي، احتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكثر من نصف عام، مطالبين المجتمع الدولي بوقف «اعتداءات» تل أبيب على مدينة رفح جنوب القطاع.

وفي العاصمة بروكسل، تظاهر طلاب جامعة «فري» في ساحة معهد الفيزياء بالحرم المركزي للجامعة.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل شعارات مؤيدة للفلسطينيين، مثل «فلسطين تدافع عن الإنسانية».

وقال الطلاب، في بيان، إن هدفهم من الاحتجاجات هو «دعوة المجتمع الدولي إلى وقف الهجمات الإسرائيلية على رفح».

وأوضح البيان أنه من المتوقع استمرار تلك الاحتجاجات لثلاثة أيام سيقاطعون خلالها الدروس الجامعية.

وفي جامعة «غنت»، طالب عدد من الطلاب المحتجين، إدارة الجامعة، بقطع جميع علاقاتها مع المؤسسات «المتواطئة بشكل مباشر أو غير مباشر في الإبادة الجماعية» الإسرائيلية المستمرة في غزة، وفق وسائل إعلام محلية.

 

نصر في أيرلندا

أنهى الطلاب في كلية ترينيتي في دبلن الأيرلندية احتجاجاتهم التي استمرت خمسة أيام تضامناً مع فلسطين بعدما وافقت الجامعة على قطع العلاقات مع الشركات الإسرائيلية.

وأعلن زعماء الطلاب، النصر، مساء الأربعاء الماضي، في حملة على الطريقة الأمريكية أدت إلى تعطيل الحرم الجامعي.

من جهتها، قالت الجامعة، في بيان، إن الإدارة العليا توصلت إلى اتفاق مع المحتجين، وأضافت أن «ترينيتي ستكمل عملية سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية التي لها أنشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة».

وأضافت الجامعة أن «ترينيتي ستسعى إلى سحب استثماراتها في شركات إسرائيلية أخرى».

وقال البيان إن قائمة موردي ترينيتي تحتوي على شركة إسرائيلية واحدة فقط، والتي ستبقى حتى مارس 2025 لأسباب تعاقدية.

وبدأ المخيم في 3 ماي الجاري عندما نصب المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين عشرات الخيام في «ساحة الزملاء»، على غرار ما حدث في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، رداً على الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة.

وتم إغلاق الحرم الجامعي، الذي يقع في قلب العاصمة الأيرلندية، أمام الجمهور، ما كلّف الكلية ما يقدر بنحو 350 ألف أورو (300 ألف جنيه إسترليني) من الإيرادات المفقودة لأن الزوار لم يتمكنوا من مشاهدة «كتاب كيلز»، وهو مخطوطة من العصور الوسطى ومصدر جذب سياحي.

ومن جهتها، قالت روبي توباليان، محررة المقالات في صحيفة «ترينيتي نيوز» الطلابية: «أعتقد أن خسارة الإيرادات كانت أمراً أساسياً»، وأضافت أن الطلاب رحبوا بالصفقة التي ذهبت إلى أبعد من الجامعات الأخرى، و«أعتقد أنه غير مسبوق، يبدو الحرم الجامعي سعيداً جداً». فيما قال لازلو مولنارفي، رئيس اتحاد الطلاب المنتهية ولايته، إن الطلاب تمكنوا من فرض المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.

وأضاف مولنارفي أن هذا «يُظهر قوة الطلاب والموظفين على مستوى القاعدة الشعبية الذين يناضلون من أجل قضية عادلة لتحرير فلسطين، وإنهاء التواطؤ مع الإبادة الجماعية الإسرائيلية والفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني».

في آسيا

في كوريا الجنوبية، وبالضبط في جامعة سيول الشهيرة، أقام مجموعة من الطلاب الكوريين الجنوبيين، الخميس 9 ماي، أول مخيم اعتصام من نوعه في حرم الجامعة إعلاناً لتضامنهم مع فلسطين.

وأظهرت العديد من مقاطع الفيديو، المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام المئات من الطلاب في الجامعة بنصب خيام في حرمها، ورفع أعلام فلسطين وشعارات مكتوبة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وعرفت شوارع العاصمة الكورية سيول، في الأسابيع القليلة الماضية، العديد من المظاهرات ضد جرائم الاحتلال في غزة.

في بنغلاديش، نظم مئات من الطلاب البنغاليين، الخميس، مظاهرة مؤيدة لفلسطين قرب السفارة الأمريكية بالعاصمة دكا.

وردّد المتظاهرون هتافات منددة بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة واتجهوا نحو السفارة الأمريكية في العاصمة تحت تدابير أمنية مشددة.

واتهم المحتجون الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن، بأنهما مسؤولان عن «الإبادة الجماعية» في غزة.

في السياق، قال موشيور رحمان، أحد منظمي المظاهرة، لـ«الأناضول»، إن «إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في هجماتها دون دعم أمريكي».

وأضاف رحمان: «هم (الولايات المتحدة) مسؤولون عن هذه الإبادة. لذا نظمنا هذه المظاهرة لنطالبهم بقطع دعمهم لإسرائيل».

من جانبها، اتهمت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، راحنوما أحمد، الولايات المتحدة الأمريكية، بتقديم دعم مالي وعسكري لإسرائيل.

وأشارت أحمد إلى أن «نفاق الولايات المتحدة ظهر للجميع»، لافتة إلى اعتقال الطلاب في الجامعات الأمريكية لرفضهم الإبادة.

ومنذ أبريل الماضي، تشهد جامعات أمريكية وكندية، وبريطانية وفرنسية وهندية، احتجاجات ترفض الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطالب إدارة الجامعات بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.

ويطالب المحتجون، وهم طلاب وطالبات وأساتذة، بسحب استثمارات جامعاتهم في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية وتسلح الجيش الإسرائيلي.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى