أكادير: محمد سليماني
استنفر ظهور حشرة جديدة تعرف بـ”دودة الحشد الخريفية”، بجهة سوس ماسة، مختلف المتدخلين في الشأن الفلاحي، وذلك من أجل وضع مخطط للتصدي لهذه الحشرة التي تشكل تهديدا حقيقيا للمحاصيل الزراعية، خصوصا الذرة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد عقد أول أمس الاثنين اجتماع بمقر الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، حول “دودة الحشد الخريفية”، ضم كلا من ممثلي الغرفة والمديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وأطر هذه المؤسسة، إضافة إلى مسؤولين وممثلين عن محطات التلفيف الفاعلة في تثمين وتصدير الذرة الحلوة.
وقد ركز الاجتماع على تقديم إيضاحات حول هذه الحشرة، وذلك من أجل التتبع والرصد، وكذا العمل على الوقاية منها باعتبارها حشرة حجرية. وقد تم التداول والنقاش من أجل الرفع من درجة اليقظة بشأن هذه الآفة، التي تهدد المحاصيل الزراعية بالجهة.
وخلال هذا اللقاء، أكد رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، على أهمية التتبع والمراقبة والتحسيس والتكوين، إضافة إلى الوقوف عند نماذج من الدول الأجنبية التي تتعامل مع نفس الآفة قصد الاستفادة من طرق التدبير المعتمدة، كما تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات، لمتابعة هذه الظرفية الخاصة بكل الوسائل المتوفرة من خلال نشر كل المعلومات المتاحة وتعميم المعلومات بخصوصها على مختلف أقاليم الجهة من خلال تكوينات وأيام تحسيسية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن “دودة الحشد الخريفية” تعتبر آفة عابرة للحدود، موطنها الأصلي المناطق الاستوائية في الأمريكيتين، وقد دخلت غرب إفريقيا لأول مرة في عام 2016، حيث تسببت في خسائر كبيرة في محاصيل الذرة، والتي تعد مكونا مهما من الغذاء في القارة الأفريقية. وتوسع انتشارها ليشمل أكثر من 44 دولة في إفريقيا خلال عام 2017.
وقد وصلت الحشرة إلى الهند والصين ومعظم دول آسيا خلال الأعوام 2018-2019، كما ظهرت في قارة أستراليا بدءا من العام 2020.
وحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة، فقد ظهرت هذه الحشرة في موريتانيا في فبراير 2020، ومن المحتمل أن تكون قد وصلت إلى المغرب من هناك. ويُعزى انتشار دودة الحشد الخريفية إلى سمات الآفة مثل قدرتها العالية على الطيران ووضع العديد من البيض، مما يمكن الآفة من الاستقرار في المنطقة التي تعرضت للغزو وإحداث أضرار جسيمة للذرة والمحاصيل الأخرى المضيفة.
وكشفت تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة أن إحصائيات المركز الدولي للزراعة والعلوم البيولوجية لسنة 2017، كشفت أن الخسائر التي سببتها دودة الحشد الخريفية في إفريقيا على محاصر الذرة، والأرز وقصب السكر، بلغت 38,13 بليون دولار أمريكي. وهو ما يعني أن إهمال خطر هذه الحشرة، يمكن أن يهدد سبل عيش أكثر من 200 مليون شخص، إذا أهملت وسائل المكافحة.
