شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

حين انتقلت من الوداد إلى الرجاء احتج الجمهور الودادي وهدد أشقائي وأفراد عائلتي

عبد العزيز أنيني (لاعب دولي سابق):

حسن البصري

كيف استُقبل لاعب قادم من الوداد في الرجاء؟

أقام المعطي بوعبيد، بصفته رئيسا للرجاء، حفل عشاء بحضور اللاعبين والطاقم التقني وأعضاء المكتب المسير. أذكر أن الرئيس قال للاعبين، خلال تقديمي، «جبتو لأنه كان حابسكم»، وهذه العبارة لازالت راسخة في ذهني. من جهة أخرى كان عبد القادر الخميري، وهو حينها مدرب الرجاء البيضاوي، يعرفني لأنه كان يتابع الوداد وسبق أن حمل قميصها، فقد رحب بي لأن المدرب السابق طاشكوف كان دائما يطلب من المسؤولين انتداب مدافع أوسط من قيمة أنيني، وكان يردد لو كان لي قلب دفاع من طينة الدفاع الودادي لما انهزمت. لكن، قبل أن التحق بملعب الرجاء، سمع الرجاويون بأمر الانتقال، فزاروني في منزلي مرحبين بي وكان من بين الحاضرين بيتشو وبينيني وبتي عمر وغاندي وبرفقتهم بعض المسيرين، كالمرحوم بوعلام والوزاني ولمسيوي.

كيف تلقى الوداديون خبر انتقالك إلى غريمهم التقليدي الرجاء؟

حدثت فوضى عارمة في الدار البيضاء، أنصار الوداد غضبوا من القرار، ومنهم من عاتب المسيرين ومنهم من عاتبني. تلقيت اتصالات عبر هاتف منزلنا من وداديين يستفسرون عن حقيقة الأمر، خاصة وأننا نتكلم اليوم عن فترة بداية السبعينات حيث لا وجود لقنوات تواصل كثيرة، حتى أشقائي لم يسلموا من التهديدات، غير أن هؤلاء الغاضبين لم يكونوا يعلمون سر الانتقال ودوافعه، لهذا كلما قابلت شخصا إلا وواجهني بعتاب عن السبب الحقيقي وراء انفصالي عن الوداد الذي ترعرعت فيه، خاصة وأني كنت لاعبا دوليا.

بماذا واجهت الوداديين الغاضبين؟

كنت أقول لهم إن الجواب عند المسيرين الذين بحثوا عن مبرر للتخلص من لاعب يدافع عن حقوق اللاعبين، خاصة وأنني أعطيت شارة العمادة حقها، وجعلت نفسي ناطقا رسميا باسم اللاعبين في زمن لم تكن فيه عقود تجمع الأندية باللاعبين. كانت الهواية أساس اللعبة والتداريب تتم في الفترة الزوالية.

هل اقترفت غلطة العمر حين انتقلت إلى الغريم الرجاء؟

انتقالي إلى صفوف الرجاء ليس غلطة عمر، لأن الرجاء أولا فريق كبير كالوداد. لهذا في اعتقادي أنه لو كنت وافقت على الانضمام لفريق مكتب التسويق والتصدير في تلك الفترة لاقترفت غلطة عمر حقيقية. الحمد لله كان اختياري في محله رغم أن والدتي، رحمها الله، كانت ترفض ابتعادي عن الوداد وتلتمس مني العودة إلى صفوفه.

هل واجه عبد الرفيع فورة الغضب الجماهيري نفسها؟

انتقل اللاعب عزالدين عبد الرفيع من الرجاء إلى الوداد في هجرة معكوسة، وتبين في ما بعد أن الرحيل ناتج عن خلاف مع أحد مسيري الرجاء البيضاوي، ليعود عزالدين إلى عشقه الأصلي الوداد، إذ سبق له أن لعب في الفئات الصغرى للفريق، وهو ابن المدينة القديمة ومن عائلة معروفة.

كيف عشت أيامك الأولى في الرجاء؟

طبعا كان الجمهور الرجاوي مشتاقا لرؤيتي خاصة وكان فرحا بهذا الانتقال الذي جعل عميد الوداد ينضم لصفوف الرجاء. قبل أن أخوض أي مباراة وجدت في الحصص التدريبية ترحيبا من طرف الجماهير، وفي المباريات الأولى حققنا انتصارا تلو آخر ما أغضب جمهور الوداد وأنعش الرجاويين، علما أنني، منذ الوهلة الأولى، أصبحت أساسيا في تشكيلة الرجاء في مركز مدافع أوسط، وهو المركز الذي كان يشغله كل من حميمو والجديدي. اندمجت سريعا في صفوف الفريق بالنظر إلى العلاقات التي كانت تجمعني بكثير من لاعبي الفريق، خاصة أولئك الذين جمعني بهم المنتخب الوطني.

ماذا عن شعورك وأنت تخوض أول مباراة ضد الوداد؟

اقترح علي المعطي بوعبيد، رئيس الرجاء البيضاوي، عدم اللعب ضد فريقي الأصلي، لهذا امتنعت عن اللعب ضد الوداد في أول مواجهة بين الفريقين، وفي مباراة الإياب لعبت ضد زملاء الأمس، لكن، صدقني، لا أحد يمكن أن ينزع عني عشقي للوداد. بالنسبة لأول مباراة كانت ضد شباب المحمدية في ملعب البشير وسجلت حينها هدفا رائعا من ضربة خطأ، هذا الهدف زاد من غضب الوداديين ورفعوا درجة الاحتجاج، لكن هذه هي كرة القدم.

عبد الرفيع، المنتقل إلى الوداد، سيرد عليك بهدف وهو بالقميص الأحمر؟

سيسجل عز الدين بدوره هدفا لفائدة الوداد في أول ظهور له مع الفريق الأحمر، وكما أسلفت الذكر، فإن هذا اللاعب كان ودادي الأصول، ولم يكن في حاجة لفترة استئناس. إذا كان هدفي مع الرجاء في مرمى شباب المحمدية كان رسالة إلى مسيري الوداد الذين أبعدوني عن الفريق، فإن هدف عز الدين الأول مع الوداد كان أيضا رسالة إلى الرجاويين، لأنني علمت أنه كان على خلاف مع عبد اللطيف السملالي، في وقت كان أبوبكر جضاهيم يرغب في ضمه إلى الفريق الأحمر، القرار زكاه آنذاك المعطي بوعبيد والمدرب طاشكوف.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى