شوف تشوف

الرئيسيةتعليمتقارير

«خوصصة» الأنشطة الثقافية والفنية في المؤسسات العمومية

خواص سيدخلون «إعداديات الريادة» لـ«تنشيط» التلاميذ مقابل عروض مالية مغرية

في خطوة متوقعة، وقياسا لهوس صرف المال العام الذي تعيشه وزارة التربية الوطنية في السنتين الأخيرتين، قرر مكتب بنموسى تفويت الأنشطة الثقافية والفنية، التي تدخل في إطار ما يعرف لدى المختصين بـ«أنشطة الحياة المدرسية، (قرر) تفويتها للخواص، جمعيات وتقنيين، لم تحدد الجهة التي تقف وراء هذا القرار طبيعتهم. فبعد فشل الوزارة في تحفيز الأساتذة والإداريين على صعيد المؤسسات التعليمية على الانخراط في أنشطة الحياة المدرسية، قرر المكتب ذاته تضمين مشروع يحمل اسم «إعداديات الريادة» بعض الأنشطة الموازية الأسبوعية الموجهة للتلاميذ، على أن يتكلف خواص بتقديمها والإشراف عليها مقابل عروض مالية هامة، ابتداء من السنة الدراسية القادمة، على أن تشرع الأكاديميات، وتحت إشراف مسؤولين مركزيين وأعضاء بارزين في ديوان الوزير في النظر في طلبات العروض لاختيار «المحظوظين»، الأمر الذي يعيد للواجهة، مرة أخرى، الإشكالات نفسها التي ماتزال الوزارة تتخبط فيها في مجالات تعتمد فيها على الخواص، من قبيل إشكالات النزاهة والفعالية في الاعتماد على الخواص في الدعم التربوي والتعليم الأولي.

إعداد مصطفى مورادي:

الخوصصة تدخل المؤسسات العمومية

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن فتح باب المشاركة، أمام الشركاء التقنيين والجمعيات، في طلب العروض في مجال تفعيل أنشطة الحياة المدرسية بمؤسسات الريادة بالثانوي الإعدادي برسم ميزانية 2024، من خلال حصتين، تتعلق الأولى بالإعداد والتطوير والتكوين، والثانية بمواكبة تنزيل مختلف البرامج.

وتسعى الوزارة، حسب الوثيقة المؤطرة للعملية، إلى تطوير وتنزيل أنشطة الحياة المدرسية بمؤسسات الريادة بالتعليم الثانوي الإعدادي (حوالي 250 ثانوية إعدادية برسم الموسم الدراسي 2024-2025)، وذلك في ستة مجالات، المسرح والارتجال، القراءة والنقاش والخطابة، العلوم، الفنون التشكيلية والأنشطة السمعية والبصرية، الموسيقى، والتربية المقاولاتية.

وقال إعلان للوزارة إنها تعتزم، في هذا الإطار، القيام بمجموعة من الإجراءات المواكبة لإرساء هذا البرنامج وتنزيله بطريقة ناجعة وفعالة، وذلك من خلال وضع إطار مرجعي للأنشطة الموازية في المجالات الستة المذكورة من خلال مصوغات عملية وتطبيقية، يمكن لـ«إعداديات الريادة» إدماجها ضمن برنامج الأنشطة المقترح لفائدة التلميذات والتلاميذ.

وشددت الوزارة على ضرورة احترام العرض التنشيطي المقدم مجموعة من المبادئ الأساسية، من بينها أن «يتمحور البرنامج التنشيطي حول أهداف تربوية واضحة ومحددة، خاصة تلك المتعلقة بالتفتح والإبداع والحس النقدي والعمل الجماعي والحوار والتدبير وروح المسؤولية والمواطنة، واعتماد مقاربات بيداغوجية تستحضر الممارسات الجيدة في هذا المجال على المستوى الدولي».

ودعت الوزارة، أيضا، إلى ضرورة اعتماد العروض مبدأ الجودة في مضمون الأنشطة المقترحة بموازاة مع الإبداع والابتكار في أشكال وطرق العرض والتقديم، وملاءمة العرض مع اهتمامات ورغبات التلميذات والتلاميذ، فضلا عن ربط العرض التنشيطي بالمشاريع الجماعية التي يحملها التلاميذ والتلميذات. وبحسب المصدر ذاته، يتعين على الجمعية التي تتقدم بمشروع عروض في المجالات المحددة، سواء على مستوى التنشيط أو التكوين، أن تضع مقترحا مفصلا ومبوبا للتمويل وفق الخدمات المقترح إنجازها.

 

لماذا ليس الأساتذة؟

العرض  المالي المغري الذي قدمته الوزارة للخواص، جعل كثيرين يتساءلون لماذا لا يتم توجيهه للمدرسين والإداريين المتواجدين في المؤسسات التعليمية المنخرطة في مشروع «إعدادية الريادة» والاعتماد في المقابل على الخواص، خصوصا وأن تجارب مماثلة أثبتت عدم فعالية الخواص في الحصول على النتائج التربوية المرجوة، خصوصا تجربتي الدعم التربوي والتعليم الأولي، حيث غالبا ما تتدخل عوامل كثيرة لا علاقة لها بجودة العروض ولا باختصاص الجمعيات التي تستفيد من هذه العروض بمجال التربية.

وأكد المهتمون بالشأن التربوي على أن الوضع الذي يعيشه التعليم الأولي في مناطق كثيرة والدعم التربوي سيجعلان هذا القرار مفتاحا لدخول جمعيات خاصة وأشخاص للمؤسسات التعليمية العمومية بناء على تدخلات ستتم مركزيا أو جهويا لصالحهم، وليس بناء على كفاءتهم وخبراتهم.

وفي السياق نفسه ينكب فريق مركزي على التنقل عبر الجهات لتنزيل ما بات يعرف بـ«إعداديات الريادة»، وهي النسخة الثانية من «مؤسسات الريادة»، التي يعتبرها بنموسى، وزير القطاع، «جوهرة التاج» في مشروعه الإصلاحي المسمى «خارطة الطريق الجديدة».

هذا المشروع، الذي تتم إدارته من ديوان الوزير، تم وضعه على أربعة مبادئ هي: إعداد وتنفيذ مشروع مؤسسة مندمج، ومعالجة التعثرات والدعم والمواكبة الشخصية للتلميذ، ومواكبة تكوين الأساتذة وتمكينهم من الممارسات البيداغوجية الناجعة، بالإضافة الى الأنشطة الموازية والرياضية لتعزيز تفتح التلاميذ.

وهذا الرهان الأخير ستتم خوصصته، لذلك شددت الوزارة على أنه يتعين على الجمعية التي تتقدم بمشروع عروض في المجالات المحددة، سواء على مستوى التنشيط أو التكوين، أن تضع مقترحا مفصلا ومبوبا للتمويل وفق الخدمات المقترح إنجازها.

وتساهم الوزارة في دعم ميزانية المشاريع المنتقاة حسب مكونات العرض التربوي والتكويني المقترح في المشروع، وذلك وفق الاعتمادات المتوفرة في الميزانية. ويمكن للشريك الجمعوي تعبئة أموال خاصة في حدود 30 في المئة من الاعتماد المالي الكلي المخصص لتمويل المشروع المقترح من طرفه، وفي هذه الحالة يتعين عليه تحديد مبلغ ومصدر التمويل الذي سيساهم به في حدود 30 في المئة.

 

////////////////////////////////////////////////////////////////////

 

ترادف لفظة عتيق الشيء الضارب في التاريخ، متجذر الأصول، لكنها تُحمل أحيانا ما لا تطيق، لما يطلقها البعض مريدين بها تجاوزا ما هو متجاوز وغير مواكب. يمكن أن تمتد بعض الحمولة التي ذكرت للتعليم العتيق، لكن تقصيا بسيطا يعكس الزخم الذي يحظى به هذا الصنف من التعليم في المغرب، وفي بلاد عربية أخرى، وما ينطوي عليه من قامات علمية، وأعلام قائمة في العلوم بشتى صنوفها، وهو ما تعرض له الأسطر اللاحقة.

عبد اللطيف أجدور
 كاتب في التربية والتكوين

عبد اللطيف أجدور كاتب في التربية والتكوين

 

التعليم العتيق.. خزان للعلم والعلماء

 

مؤسسات الأصيل تعتمد على إعانات المحسنين

 

التعليم العتيق نظام تعليمي يتأسس على حفظ القرآن الكريم من حيث هو منبع كل المعارف، والعلوم الشرعية التي تصدر عنه، وتم تطعيمه بمواد علمية تطبيقية تواكب مستلزمات العصر، بما فيها مواد العلوم الطبيعية والفيزيائية، واللغات والإنسانيات. ومن الواضح أن حفظ القرآن الكريم، الذي يعتبر شرطا للالتحاق بمؤسسات هذا الصنو، يرخي بظلاله الوارفة على قوة الذاكرة لدى الطلبة، واتقاد ملكاتهم اللغوية وتفتق ينابيع الخصال والخطابية والتبليغية، كما توفر له المراجع الأصولية، خاصة في العلوم الشرعية، كالمنظومات والمرجوزات والمصنفات الكبرى، سواء في الفقه أو السيرة أو التفسير، توفر زادا معرفيا ولغويا وتعبيريا ضخما، يجعل الطالب الحذق ينهل من مصادر شتى، تحوله لمصدر زاهر في النثر والنظم، وفي الاستنباط والبلاغة والنحو.

يعد التعليم العتيق امتدادا لأولى الجامعات التي عرفها التاريخ، وهي جامعة القرويين بفاس، بل إن صيغ التدريس نفسها ما تزال سائدة في هذه المؤسسات المباركة، خاصة في طريقة تحفيظ القرآن الكريم، التي تعتمد على الكتابة على الألواح الخشبية، باستعمال الصمغ المعد طبيعيا، وكذا في طرق تدريس العلوم الشرعية الأخرى، كالتفسير والفقه وعلوم الحديث وعلوم البلاغة والنحو، حيث تتم غالبا عبر حفظ منظومات شعرية تتضمن القواعد العامة، وأصول هذه العلوم وتفصيلات أحكامها، فيما يعتبر تعليم المواد المصاحبة، أو مواد الثلثين كما يصطلح عليها، شبيها إلى حد بعيد بالصيغة المعلومة في التدريس العمومي، من حيث الصيغة والمحتوى.

تتوزع مؤسسات هذا الصنف من التعليم في شمال إفريقيا على وجه الخصوص، خاصة بالمغرب الذي يعتمد على نظام الزوايا أحيانا، وفي الجزائر وتونس، وفي مصر على شكل كتاتيب قرآنية، وتواجه هذه المؤسسات العديد من الإكراهات، التي تهدد استمراريته، أولها غياب التمويل الكافي حيث ينظر إليه كقطاع هامشي غير ذي أولوية، وتعتمد المؤسسات في غالب الأمر على إعانات المحسنين، وهبات من أشخاص ذاتيين أو اعتباريين، يحملون هم العلم الشرعي، ودوام حفظ الأجيال للقرآن الكريم واتصالهم به.

يكابد الطلبة كذلك إشكالا آخر، يتجلى في بعد مستوى الامتحانات الاشهادية عن مستواهم الحقيقي، حيث تتم تسويتهم في الاختبارات مع أقرانهم من العمومي، في الوقت الذي لا يعبرون من المسارات نفسها، فمثلا لا يبدؤون في تعلم اللغة الفرنسية إلا في السنتين الأخيرتين من السلك الابتدائي، وهي مدة غير كافية لاختبار تم إعداده لتلامذة قضوا ست سنوات في تعلم هذه اللغة بغلاف زمني وافر، ويمكن، مثلا، صياغة برامج ومناهج، وكذا اختبارات مخصصة للتعليم العتيق، تراعي خصوصياته.

يمكن تسليط الضوء على إحدى أعرق المدارس بشمال المغرب، وأكثرها إنتاجية، نتحدث هنا عن مدرسة سيفودة الخاصة للتعليم العتيق، التي تعتلي بمهابة ربوة في سفوح جبال الريف المحاذية للمتوسط الوديع. تأسست المؤسسة ذات يوم مبارك من سنة 1989، على يد الحاج مصطفى الفريهمات الذي حبس أرضا مساحتها 1026 مترا، وكانت بداية الأمر مسجدا يمتد على مساحة قدرها ثمانون مترا، ثم ما لبث أن تم توسيع المؤسسة سنة 1992، وتتألف مرافقها من مسجد وجناح داخلي لإقامة الطلبة، وكذا مطبخ وقاعات للتدريس، إضافة لمكاتب إدارية وقاعة وسائط، ناهيك عن باحة.

يبلغ عدد الطلبة التي تؤويهم المدرسة أزيد من 120 طالبا، يفدون إليها من مختلف الأقاليم والمداشر في المنطقة، ويقوم المحسنون، بالإضافة إلى منح وزارة الأوقاف، بتوفير المأكل والمشرب للطلبة، ودفع المكافآت للأساتذة المدرسين، والأعوان والإداريين.

يتم توجيه الطلبة لحفظ القرآن الكريم أساسا، ثم تدريجيا ينفتحون على تلقي العلوم الشرعية، والمعارف الأخرى كاللغات والعلوم الطبيعية. لقد قدمت المدرسة، منذ تأسيسها، أسماء كبيرة، وخرجت علماء أجلاء، خدموا دين الله وعباده، وألفوا في الفقه والسيرة والأصول، وأموا الناس وأفتوهم، ونفعوا أينما أمضاهم الله، فذاع صيت المؤسسة وصارت محجا لطلاب العلم والتوفيق.

شكل التعليم العتيق عبر التاريخ رافدا مهما، طالما مدنا بعلماء أفذاذ وبأئمة عظام، وبخطباء مفوهين حذقين عمروا الأرض صلاحا وعلما.

 

////////////////////////////////////////////////////////////

 

متفرقات:

 

تنظيم بطولة العالم المدرسية للغولف بالمغرب

وقع وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، يوم الجمعة، بالغولف الملكي دار السلام، على مذكرة تفاهم بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، والجامعة الملكية المغربية للغولف، والجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، لتنظيم بطولة العالم المدرسية للغولف بالمملكة المغربية لسنوات 2025/2026/2028.

وقال بلاغ للوزارة إن توقيع هذه المذكرة يتماشى مع استراتيجية الوزارة من أجل الارتقاء بالرياضة المدرسية، وخاصة تشجيع ممارسة بعض الرياضات ومن ضمنها الغولف، حيث تولي خارطة الطريق 2022-2026، ضمن أهدافها، أهمية بالغة للرياضة المدرسية والأنشطة الحركية داخل المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال توسيع وتنويع العرض الرياضي الموجه للتلميذات والتلاميذ، بتعاون وطيد مع الجامعات الملكية الرياضية المعنية. وتعمل الوزارة، بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للغولف، والجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، على تحفيز التلميذات والتلاميذ على ممارسة رياضة الغولف، حيث تم تنظيم زيارات لعدة جهات بالمملكة وعقد لقاءات تعريفية بهذه الرياضة من أجل التشجيع على ممارستها. كما تم فتح مسالك دراسة ورياضة في بعض المؤسسات بكل من الرباط وأكادير، تخصص: الغولف، ويبلغ عدد التلميذات والتلاميذ المسجلين بهذه المسالك 32 تلميذة وتلميذا.

وستنظم، هذه السنة، البطولة الوطنية المدرسية للغولف، خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و19 ماي، بالرباط، حيث يأتي هذا التنظيم في إطار الارتقاء بممارسة رياضة الغولف داخل المؤسسات التعليمية وتوسيع قاعدة الممارسين لها.

 

 

 

 

تعميم التعليم الأولي بجهة بني ملال خنيفرة

تواصل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال- خنيفرة جهودها لتنزيل البرنامج الوطني لتعميم التعليم الأولي، وذلك بمواصلة تتبع تنفيذ اتفاقية الشراكة الموقعة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي. في هذا السياق أكد مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال- خنيفرة، في لقاء ضم ممثلين عن المؤسسة وفاعلين آخرين، على أهمية هذا اللقاء المخصص للتداول في جميع القضايا التي تعنى بتطوير التعليم الأولي بالجهة من خلال تسريع وتيرة تعميمه، وضمان شروط الجودة المتعلقة ببنيات الاستقبال، والتجهيزات، والبرامج البيداغوجية، والتكوينات، بالإضافة إلى مناقشة الصعوبات ومقترحات التطوير. جدير بالذكر أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في سياق تنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والتزامات خارطة الطريق 2022-2026، وبرامج الإطار الإجرائي المنبثق عنها 2023-2024، وفي سياق تتبع تنفيذ الاتفاقية الإطار الموقعة بين  وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، بتاريخ 7 أبريل 2022، في «شأن تطوير وتعميم تعليم أولي ذي جودة»، والاتفاقية المبرمة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال- خنيفرة والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي المبرمة بتاريخ 06 ماي 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى