شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرسياسيةوطنية

رؤساء مقاطعات البيضاء يُفضلون الحفلات على التجهيز والتدبير

ميزانية التنشيط يمكن تقليصها إلى 1 بالمائة وتخصيص الباقي لتجهيز الإدارات والاستجابة لحاجيات المواطنين

 

تشهد العاصمة الاقتصادية خصاصا حادا في الفضاءات الترفيهية والمساحات الخضراء المخصصة للمواطنين، مع صعوبات ترافق المرتفقين أثناء تنقلهم إلى المقاطعات، في الوقت الذي تخصص فيها مئات الملايين سنويا للحفلات والسهرات التي تلقى إقبالا ضعيفا من طرف المواطنين

حمزة سعود

 

تخصص مقاطعات الدار البيضاء الـ16 حوالي 10 في المائة من ميزانيتها، لصالح ميزانية التنشيط الثقافي، من خلال مهرجانات ثقافية ورياضية وفنية، بعدما خفضت نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء، هذه النسبة من 30 في المائة في عهد المجلس الجماعي السابق إلى 15 في المائة خلال السنة الماضية ثم 10 في المائة خلال السنة الجارية.

وتشير الأغلبية المشكلة للمجلس الجماعي بالمدينة إلى أن تخفيض النسبة من 30 في المائة إلى 10 في المائة يتماشى مع الظرفية الحالية التي يمر منها المغرب، من أجل خفض الأعباء والمصاريف الملقاة على عاتق المقاطعات، سيما أن رؤساءها ملزومون بعدم تجاوز نسبة 10 في المائة لصالح الأنشطة، بحيث يمكن تخصيص 3 في المائة سنويا كميزانية للتنشيط واعتماد الباقي في تجهيز المقاطعات وتدبيرها.

ورغم سعي المجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية تزامنا مع مذكرات وزارة الداخلية الداعية إلى ترشيد النفقات وتبريرها واعتماد مزيد من الإجراءات التقشفية لمواجهة الخصاص الحاد الذي تعرفه المدينة من حيث الموارد المالية وعدم وفاء الشركات بتعهداتها الضريبية لصالح الجماعة، مازالت المقاطعات تراهن على تحسين علاقتها بالمواطنين عبر أنشطة فنية موسمية لا تلقى الإقبال المنتظر.

ووفق مذكرة توصل بها رؤساء الجماعات قبل أشهر، فصلاحيات كل مقاطعة باتت تسمح لها بتجهيز مقراتها واقتناء الحواسيب والأجهزة التي كانت إلى حدود الأمس القريب تكتريها من شركات تجني وراءها مئات الآلاف من الدراهم سنويا.

وتشير المعارضة بالمجلس الجماعي للدار البيضاء إلى أنه في الوقت الذي سيمكن فيه اقتناء الأجهزة عوض اكترائها من شركات متخصصة، لإيقاف نزيف مصاريف المقاطعة نسبيا على الأقل، رصدت المقاطعات الـ16 بالدار البيضاء أزيد من 10 في المائة من ميزانيتها والمقدرة بنحو 3 ملايير و800 مليون سنتيم لهذه التظاهرات الغنائية والتنشيطية.

وبحسب المذكرة، التي توصل بها رؤساء المقاطعات، فكل رئيس مقاطعة له كامل الصلاحيات في الاختيار بين تخصيص 10 في المائة من ميزانية المقاطعة (حوالي 300 مليون سنتيم) للتنشيط أو التجهيز، أو حذف ميزانية التنشيط بشكل كامل مع إمكانية المزاوجة بينهما بنسب متفاوتة، في الوقت الذي لم يكن يسمح فيه الأمر بذلك خلال الولايات السابقة، ما يشير إلى تعمد رؤساء عدد من المقاطعات بالعاصمة الاقتصادية، صرف الملايين على المهرجانات عوض تجهيز المقاطعات بأحدث الوسائل التقنية التي تسمح للمرتفقين قضاء أغراضهم الإدارية على نحو جيد.

وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن عددا من المقاطعات خلال الصيف الجاري أقامت مهرجانات صيفية شهدت إقبالا ضعيفا، ضمنها مقاطعة عين الشق وعين السبع والحي المحمدي، في الوقت الذي تتطلع فيه الساكنة إلى تعزيز البنية التحتية وتقويتها مع تعزيز جودة قضاء المرتفقين لأغراضهم الإدارية اليومية.

ورغم تخصيص ميزانية 10 في المائة لصالح التنشيط في عدد من المقاطعات بالعاصمة الاقتصادية، إلا أن آلية قياس تأثير هذه الأنشطة ونجاعتها في تنشيط الحركة الرياضية والفنية والثقافية على المستوى المحلي تبقى منعدمة بالنظر إلى عدم وجود دفاتر للتحملات ومناهج محددة يمكنها قياس ذلك.

وتراوحت ميزانية التنشيط في مقاطعات الدار البيضاء خلال السنة الجارية بين 201 مليون سنتيم كأقل حصة خصصت لمقاطعة سباتة، بينما بلغت أعلى حصة للتنشيط، 300 مليون سنتيم خصصت لكل من الحي الحسني وعين الشق، وهي أحياء تعرف أسواقها ترديا في الخدمات وإغلاقا منذ سنوات دون مبرر.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى