شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

رسالة من دكار لملك المغرب

 

الدعوة الاستثنائية التي تلقاها الملك محمد السادس، كقائد الدولة الوحيد من خارج غرب إفريقيا، لحضور حفل أداء اليمين الدستورية وتنصيب الرئيس المنتخب للسنغال، باسيرو ديوماي فاي، ليست دعوة من باب المجاملات في العلاقات الدولية وما يفرضه البروتوكول في مثل هاته المناسبات، بل هي رسالة واضحة لمستقبل العلاقات بين الرباط ودكار.

بعض خصوم وحدتنا الترابية كانوا يمنون أنفسهم بصعود الرئيس الجديد الذي خرج من سجن المعارضة إلى قصر الحكم وإسقاط تيار ماكي سال لحدوث رجة في العلاقات المغربية- السنغالية، لكن الرئيس الجديد رد سريعا بما يتناسب ويجسد ثوابت العلاقات الروحية المشتركة العريقة بين الدولتين والتي تمتد على مدى 10 قرون.

والأكيد أن قوة العلاقات المغربية- السنغالية تتجاوز ما هو دبلوماسي وما هو انتخابي وما هو ظرفي إلى الأواصر الدينية والروحية التي تربط تاريخيا بين البلدين على درجة من العمق، ما يجعلها تتجاوز حدود العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية القائمة على المصالح فقط والتي تبقى عرضة للحسابات والمصالح المتقلبة.

لقد تبين من ثنايا الدعوة التي خص بها الرئيس السنغالي فاي الملك محمد السادس لحضور حفل تنصيبه، دون رؤساء دول شمال إفريقيا، أن أي رئيس للشقيقة السنغال يدرك تماما أهمية المغرب بالنسبة لبلاده روحيا واقتصاديا ودبلوماسيا، وبالتالي فإنه مهما يكن من يصل إلى حكم البلاد فلن يستطيع تجاهل هذا الدور ولا التأثير على طبيعة العلاقات المغربية- السنغالية الضاربة في عمق التاريخ.

ويتذكر الشعبان المغربي والسنغالي الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس من العاصمة دكار في نونبر 2016 بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء، فاختيار الملك مخاطبة شعبه من السنغال لم يكن اعتباطيا، فقيادة البلدين يشعرون في السنغال والرباط وكأنهم في وطن واحد، كما أن الزيارات الملكية للسنغال التي بلغت في المجموع ثماني زيارات، وهو أعلى عدد من الزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى بلد إفريقي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المغرب ينظر للسنغال، مهما كانت قيادتها، بمنطق الاستمرارية والشراكة والمصير المشترك.

لذلك لا خوف على العلاقات بين الرباط ودكار الضاربة في التاريخ، ومن يشك في ذلك فهو كمن يحلم في اليقظة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى