شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفن

فيلم مثير للجدل يوقف مهرجانا وطنيا بقرار من والي العيون

الفيلم الوثائقي شكك في نسب شيخ أكبر قبيلة صحراوية بالجنوب

أصدر عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون- الساقية الحمراء، تعليماته إلى السلطات المحلية والولائية بالعيون بتوقيف فعاليات مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، الذي انطلقت دورته السادسة بمدينة العيون يوم 19 دجنبر الجاري.

واستنادا إلى المعطيات، فإن توقيف المهرجان وإلغاء حفل توزيع جوائز مسابقته جاءا بسبب التذمر والاحتقان والغضب الذي خلفه مقطع من الفيلم الوثائقي «زوايا الصحراء.. زوايا الوطن» لمخرجته مجيدة بنكيران، وإنتاج لإدريس المريني، في صفوف قبيلة «الركيبات» الصحراوية.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن المقطع المثير للجدل بالفيلم كان يتحدث عن الشيخ «سيدي أحمد الركيبي»، دفين منطقة الحبشي التابعة إداريا لجماعة «حوزة» بإقليم السمارة، بكونه لم تكن له ذرية. هذا المقطع اعتبرته قبيلة الركيبات طعنا في نسبها ونسب جدها، الأمر الذي أدى إلى حدوث فوضى داخل القاعة التي عرض فيها الفيلم، إذ لم يستسغ الكثيرون هذا المعطى المذكور في الفيلم المدعم من قبل المركز السينمائي المغربي، واعتبروه تحريفا للتاريخ ومسا خطيرا بهوية إحدى أكبر القبائل الصحراوية.

ومباشرة بعد توصل السلطات الولائية بتفاصيل الواقعة وتفاصيل الاحتقان الذي خلفه المقطع المذكور، أصدر الوالي قرارا بتوقيف فعاليات المهرجان الذي بلغ يوميه الأخيرين، وأعطى تعليماته للسلطات المحلية والولائية بإزالة كل المظاهر الإشهارية والدعائية لهذا المهرجان، حيث تمت، مساء السبت الماضي، إزالة كل اللافتات والمنشورات المرتبطة بهذا الحدث بكل من قصر المؤتمرات ودار الثقافة أم السعد وبمختلف شوارع المدينة.

وبحسب مصدر مطلع، فإن دخول والي الجهة على الخط جاء في الوقت المناسب، حفظا للسلم الاجتماعي وخوفا من أن تتحول فضاءات عرض الأفلام المشاركة إلى أمكنة لتصفية الحسابات، واندلاع الفوضى بالمدينة التي قد لا يتم التحكم فيها، خصوصا وأن الأمر يرتبط بإحدى أكبر وأقوى القبائل الصحراوية بالعيون وبالصحراء.

ويأتي هذا الحدث ليزيد من صب الزيت على النار، ذلك أن عموم أهل الصحراء لم ينسوا بعد واقعة تضمين موسيقى الفنانة الانفصالية الراحلة «مريم منت الحسان» في الفيلم السينمائي «زنقة كونتاكت»، المدعم بمبلغ يناهز 420 مليون سنتيم من المركز السينمائي المغربي، كما استفادت الشركة المنتجة من دعم التسبيق على المداخيل خلال الدورة الثالثة للجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية برسم السنة المالية 2017. وأثار هذا الفيلم بدوره ضجة كبيرة خلال شهر أكتوبر الماضي بأحد المهرجانات بمدينة طنجة، أدت إلى تدخل المركز السينمائي المغربي على الخط.

وفي سياق متصل، أفرج المركز السينمائي المغربي، قبل أيام، عن نتائج لجنة الدعم التابعة للمركز، حيث استفاد 21 فيلما وثائقيا حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني؛ منها 13 مشروعا استفاد من تسبيق ما قبل الإنتاج، فيما استفادت 8 مشاريع من دعم إعادة الكتابة. وتراوحت قيمة التسبيق المخصص لهذه المشاريع ما بين 500 و600 ألف درهم.

العيون: محمد سليماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى