شوف تشوف

صحة

كيف تؤثر تغذية المراحل العمرية الأولى في المرأة؟

أسماء زريول

إن تغذية المرأة في مراحلها العمرية الأولى، أي في طفولتها تؤثر عليها في ما بعد وهي في سن الخمسين، فالإفراط في تغذية الطفلة في عامها الأول، سوف يسبب في مضاعفة خلايا جسمها الدهنية بحدود 3 أضعاف عن العدد الطبيعي، مما يجعل احتمال إصابتها بالسمنة، وخصوصا في سن متقدمة، أمرا واردا.
وقد تكون بعض أمراض الغدد الصماء هي الأخرى سببا في السمنة، إلا أن مثل هذه الأسباب المرضية تسبب السمنة بنسب ضئيلة، فالنساء أكثر عرضة  للإصابة بالسمنة من الرجال، نظرا لأن احتياجاتهن من الطاقة تقل عن الرجال بما يتراوح بين 20-30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية، والأمر راجع إلى أن الكتلة العضلية عند النساء أقل مما هي عليه عند الرجال. ومع تقدم العمر والوصول إلى مرحلة انقطاع الدورة، وقلة المجهود البدني للمرأة، وعدم ممارسة الرياضة تزيد حدة نقص الكتلة العضلية لصالح الدهون، وبالتالي الإصابة بزيادة الوزن التي ترتبط دائما بارتفاع الكوليسترول بالدم، وأيضا الإصابة بالسكري من النوع الثاني ونتيجة مقاومة الجسم للأنسولين ونتيجة تغير معدلات الأستروجين والبروجستيرون بدم المرأة في هذه المرحلة الحرجة. كل ذلك يزيد من  خطر الإصابة بأمراض القلب، هذا، دون أن نغفل علاقة زيادة الوزن والإصابة بأورام الثدي، خصوصا في هذه المرحلة.
ولتفادي كل هذا على النساء  تحضير أنفسهن لمواجهة هذه المرحلة الحساسة جدا منذ البداية، أي منذ سن صغيرة، باتباع أسلوب حياة صحي وتغذية صحية  ومتوازنة، مع الاهتمام بممارسة الرياضة والتخلص من أي زيادة طفيفة في الوزن حتى لا تزيد وتصبح «سمنة»، إذ يسهل على المرأة التخلص من وزنها الزائد إذا فكرت في ذلك في سن مبكرة، لتصل إلى هذه المرحلة بوزن مثالي يساعدها على مواجهة التغيرات في جسمها. إذن، فعليك من الآن مراجعة وزنك، ولو كنت من اللواتي يعانين من زيادة الوزن، أو السمنة، فمن الضروري مراجعة أخصائي التغذية، حتى تكون بداية سن الخمسين بداية لحياة جديدة لتستمتعي بالحياة، وليست بداية للإصابة بالأمراض المزمنة. ومهما كان سنك الآن، فإن أمامك الآن فرصة لإعادة تنظيم حياتك بصورة أكثر توازنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى