شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

مجلس الجالية يناقش تجربة الهجرة الأوروبية عبر الأعمال الروائية

باحثون شرّحوا الأدب المغاربي باللغة الفرنسية وأهم مراحل تشكله

إعداد : النعمان اليعلاوي

في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، احتضنت قاعة الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج حلقة نقاش حول موضوع “تجربة الهجرة الأوروبية عبر الأعمال الروائية: تقاطعات التجارب والذكريات”، استضاف فيها الأستاذ بالجامعة الدولية بالرباط فريد العسري، كلا من الأستاذة ومديرة مختبر أبحاث الآداب والفنون والهندسة التربوية بجامعة ابن طفيل، سناء غواتي، وأستاذ الأدب، والعميد السابق مصطفى بن الشيخ.

اللقاء عرف مناقشة مجموعة من المواضيع المرتبطة بنشأة الأدب المغاربي باللغة الفرنسية وأهم مراحل تشكله، والقضايا التي رافقت كتابه بداية بمعالجة مواضيع الهوية والتفكير في الذات التي تميزت بها أعمال الرواد كالشرايبي والصفريوي وبعدهم اللعبي والخطيبي، وصولا إلى بروز كتاب وكاتبات من الأجيال الجديدة التي تتميز كتاباتهم بنوع من التحرر والجرأة، وطريقة تعبير مختلفة، بحسب سناء غواتي.

خلال تقديمه لأرضية النقاش ومختلف محاوره توقف فريد العسري الذي يشغل أيضا منصب عميد كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة الدولية بالرباط، على أهمية الرواية في تشكيل الذاكرة خصوصا بالنسبة للكتاب المغاربة المنحدرين من الهجرة المغربية في أوروبا، والخصوصيات التي تحملها أعمالهم.

في هذا الإطار يرى مصطفى بن الشيخ أن الكتابة في الهجرة هي في حد ذاتها هجرة لأن التعبير يكون في لغة ليست اللغة الأم، ويتم التعبير عن مسارات مختلفة؛ مستدركا بأن الرواية الجديدة هي أكثر انفتاحا ولها بعد كوني ولا يمكن حصرها في قالب نظري واحد، داعيا النقاد إلى البحث عن هؤلاء الكتاب الجدد وعدم البقاء في الأشكال النمطية.

وفي تفاعله مع واقع الأدب المغربي في أوروبا والديناميات التي يقترحها، عبر بن الشيخ عن تفاؤله بالأجيال الجديدة من الكتاب الذين يعتبر أن لهم علاقة جديدة باللغة خصوصا الذين ولدوا وعاشوا في الدول الأوروبية، وتتميز لغتهم بلون جديد وتحمل بصمات هوياتية.

أما الأستاذة بجامعة ابن طفيل، فترى بأن إبداعات مغاربة العالم، والقادمة من أوروبا على وجه التحديد، ستمكن من إثراء الثقافة المغربية والأدب المغربي المحلي، لأن هؤلاء الكتاب يتحدثون عن إشكاليات جديدة تجعلنا أمام أدب كوني.

محور أخر طرحه فريد العسري للنقاش خلال هاته الجلسة مرتبط بتطور الكتاب المغاربة في أوروبا وبروز إنتاجات أدبية مهمة للأجيال الجديدة من الكتاب المنتمين إلى الهجرة.

في هذا الإطار اعتبرت سناء غواتي أن الكتاب المغاربة الشباب في أوروبا لهم أشكال تعبير جديدة ونماذج إبداعية قد تكسر مع أجيال الكتاب المغاربة السابقين في الهجرة، مبرزة أن الكتاب الشباب من مغاربة العالم لهم رؤية منفتحة وينهلون من الآداب العالمية، مع تسجيل بروز عدة كاتبات شابات وبالتالي فالأدب المغربي في الهجرة يسير في الطريق الصحيح، وفق تعبيرها.

 

 

جعفر العقيلي

كاتب وناشر الأردني

 

المعرض فرصة لالتقاء الأطراف الثلاثة المعنية بالكتاب.. الناشر والمؤلف والقارئ

 

 

  • أستاذ جعفر العقيلي، كيف تأتي مشاركتك في المعرض؟

تحرص “الآن ناشرون وموزعون” على المشاركة بمعرض الرباط الدولي للكتاب سنويا بالنظر إلى أهمية هذا المعرض وحضوره الخاص، فمن ناحية هناك جمهور كبير من القراء يتوافدون على المعرض من مختلف الشرائح والفئات العمرية والمرجعيات؛ ما يمثل قوة دافعة لاستمرار المعرض وتعزيزه كتظاهرة ثقافية سنوية تتعدى كونها سوقاً للكتاب إلى كونها منبراً للتلاقي والتعارف والتبادل الثقافي، وهذا ما تؤكده جملة الفعاليات والأنشطة المقامة – لا نقول على هامش المعرض- بل في متنه والتي يشارك بها كتاب ونقاد وأدباء عرب وسواهم.

ككل عام نقدم في الرواية إصدارات جديدة لكتاب من المملكة المغربية في القصة والرواية والدراسة والفلسفة والنقد، وشهد الرواق وسيشهد مجموعة من حفلات التوقيع والإشهار لكتب جماعية وفردية في تلك الحقول المعرفية والثقافية. نقدم في هذا العام حوالي  150 إصدارا جديدا في مختلف صنوف المعرفة.

 

2- ما رأيك في هذه الدورة؟

لا بد من الإشادة هنا بمستوى التنظيم في المعرض وإدارته حيث التسهيلات متوفرة للناشرين، المساحات مريحة نسبيا للحركة، هناك فريق من المتعاونين يقدمون الخدمات التي تلزم القراء والناشرين وزوار المعرض، وهناك تلبية لاحتياجات الناشرين أولا بأول واستعداد لتقديم كل ما يلزم من أجل أن تكون الأمور ميسرة.

كانت فرصة لي أنا كناشر للالتقاء مع مجموعة من الناشرين الذين يغيبون عن معارض أخرى ويحرصون على أن يكونوا في معرض الرباط.

يمثل المعرض فرصة لالتقاء الأطراف الثلاثة المعنية بالكتاب وصناعته؛ الناشر والمؤلف والقارئ، إذ يحتك القارئ بالمؤلف بشكل مباشر ويلتقي المؤلف بناشره والناشر بمؤلفيه، وهذا ما يشكل رافدا مهما لاستدامة الفعل الثقافي وتعزيزا أكثر فأكثر لحضور الكتاب بوصفه منتجا ينبغي أن يحظى بالأولوية على مستوى الأسرة والمجتمع.. إلخ.

3- ما جديدكم في الإنتاج الأدبي؟

أحب أن أشير إلى أن باقة إصداراتنا الجديدة تتضمن إصدارات للكتاب المغاربة التالي أسماؤهم: «الترجمة.. كما شرحتها لطلبتي»، دراسة أدبية ولغوية، محمود عبدالغني، و«في التمثل النقدي والإبداعي.. روايات نجيب محفوظ في الأدب المغربي الحديث»، دراسات فكرية، صدوق نور الدين، «النص القرآني والعلوم اللغوية العربية: دراسات في التداخل والتكامل»، دراسات، إشراف وتنسيق: د. مصطفى العادل ود. هشام ميري، «أبحاث في اللسانيات والإبستمولوجيا»، دراسات، إشراف وتحرير: مصطفى العادل، «رحلة ميدانية في عوالم ديكارت.. حول تعثر الحداثة عربيا»، في أدب الرحلات (سيرة غيرية)، محمد كزو، «أسئلة اللغة والتدريس عند عبدالله آيت الأعشير»، قراءات نقدية في المنطلقات والمنجزات، إشراف وتنسيق: عادل الحدان وعبدالعزيز خليل وعمر محضار،   «طرقات بمزاج سيئ»، رواية، مصطفى النفيسي «رجال ونساء»، قصص، د. محمد محمد خطابي.

 

رفّ الكتب:

“العيش بصحبة الفلسفة” لحسن أوزال

صدر عن “محترف أوكسجين للنشر” في أونتاريو كتاب فلسفي جديد للباحث المغربي حسن أوزال، حمل عنوان “العيش بصحبة الفلسفة”، جاء في مقدمّة واثني عشر فصلاً موزعة على 176 صفحة.

ينطلقُ أزوال في هذا الكتاب من سؤال جوهري: “هل منّا مَن اختبر مرّة، أن يعيش فكرةً ما؟” حسبه في ذلك أن “الأفكار منذورةٌ أساساً لأن تُعاش، لا لأنْ تُقرأ فحسب، على اعتبار أنّها حينئذ فقط تكون ذات مفعول وأثر”. بهذا التساؤل والطرح المستفزّ للعقل، المثير للتفكير، يمضي أوزال في تقديم مقولتهِ الفلسفية والتي صرّح بها بدءاً من العنوان الذي جاء على شكل نداء، مبتكراً معادلة ثنائية، لها أن تكون بوصلةً للقارئ وهو يكتشف أهمية التجربة الفلسفية عندما تفتح أمامنا إمكانات الحياة وسبل عيشها فلسفياً، بما يحقق الصلة مع الواقع، ومع عالمنا الحسّي الذي نحيا ونختبر فيه تمثّلاتنا الخاصة للوجود، انطلاقاً من “التفكير في تقنيّات إبداعِ الحياة وخلق إمكاناتٍ جديدة للعيش”.

وابتداءً من مقدمة الكتاب التي جاءت بعنوان “الفلسفة باعتبارها مشروعاً وجودياً”، يعمل أوزال على إيقاظ حواسنا بالفلسفة، مصرحاً بأن الدافع الأساس لانشغاله بالفكر عموماً وبالفلسفة خصوصاً ينطلق من هوسهِ بعشقِ الحياة، وهو ما تضيئه كلمة الغلاف: “إنه كتاب ينشد الحرية على نحو مغاير، ويتوق للحب والجمال والمغامرة. إنه كتاب المفكّر المغربي حسن أوزال وهو يوقظ حواسنا بالفلسفة، ويجترح جراء عيشِه بصحبتها، مسلكاً مختلفاً، يقودنا إلى طيفٍ واسع من المناهج والأفكار الفلسفية، التي يعايشها ويقاربها بحنكة ورِقة، مناهضاً ما يوهن الإنسان ويحزنه، وكل ما هو ضبابي وتجريدي، مقدّماً الفلسفة كممارسة حياتية تنشد المتعة، ورحلةٍ محفوفة بالمتع والإشراقات والاكتشافات اللامتناهية”.

 

توقيعات كتب:

كريمة أحداد والمرأة الأخرى

 

نظمت دار المتوسط بالمعرض الدولي للكتاب، حفل توقيع للرواية الجديدة للكاتبة المغربية كريمة أحداد بعنوان “المرأة الأخرى”.

ليست الأحداث هي التي تجذب القارئ إلى هذه الرواية فقط، وليست هي فقط من تجعله يتمنى ألا يتركها إلا وقد انتهى من قراءتها، بل القوة التعبيرية للكاتبة، والتنظيم الذي اتبعته في انشغالها الزمني والمكاني وفي تقطيع الرواية أيضاً.

تتخذ الكاتبة لشخصيتها الرئيسة اسماً دالاً بوضوح: شهرزاد الراوي، من حيث ارتباط الاسم بشهرزاد “ألف ليلة وليلة” واعتمادها الكلام والقص لتأجيل، بل لمنع موتها، كذلك تلجأ شهرزاد “المرأة الأخرى” للكلام والقص لمنع موتها بعد إحباطات بالجملة، منها: فشلها لسنوات أن تكون كاتبة، وفشلها في زواجها…

من خلال حديث زوجها عن حبيبته السابقة؛ نجوى، اكتشفت شهرزاد صفات إيجابية كثيرة لنجوى تلك، إضافة إلى جمالها الفاتن، فانطلقت في رحلة متعبة ومعقدة لتتعرف إليها، حتى يُخيل للقارئ أنها أحبتها حباً عاطفياً. راسلتها عبر وسائل التواصل، أنشأت صفحات بأسماء مزيفة لرجال ونساء لمزيد من التقرب منها واكتشافها، غامرت مغامرات مراهقة لأجل ذلك، تخيلتها، حلمت بها أحلاماً خاصة! وهكذا… ما يجعل القارئ في لهاث دائم لمتابعة هذا الطريق الغريب والمضني الذي سلكته بطلة الرواية، ولمعرفة النتيجة أيضاً.

كريمة أحداد، روائية وكاتبة مغربية مقيمة في إسطنبول، تعمَلُ في الصحافة وإنتاج المحتوى الرقمي منذ العام 2014. صدرت لها رواية بنات الصبار عام 2018، وحلم تركي عام 2021. حصلت على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب في القصة القصيرة، وجائزة محمد زفزاف للرواية عن روايتها بنات الصبار عام 2020.

 

ندوات:

 

الذكاء الاصطناعي في زمن التحولات الرقمية

احتضنت قاعة “أفق” مساء الاثنين 13 ماي، ندوة في موضوع “الذكاء الاصطناعي في زمن التحولات الرقمية”، باللغة الفرنسية، شارك فيها بول سانتيلي، مولاي إدريس علوي المدغري، فيليب كليرك، وتسيير إدريس الكراوي. تنطلق الندوة من كون الثقافة أصبحت، بل وكانت دوماً، عنصراً أساسياً في رأس المال غير المادي، وقضية رئيسية في قوة وجاذبية وتأثير وتأثير الأمم. ونتيجة لذلك، أصبحت الآن موضع إعادة نظر في دورها وأهدافها في وضع سياسات عامة جديدة.

 

إفريقيا.. أرض الابتكارات

احتضنت قاعة “أفق”، مساء يوم 13 ماي الجاري ندوة حول إفريقيا والابتكار. تمحورت المائدة المستديرة، المخصصة لموضوع “إفريقيا أرض الابتكارات” (باللغة الفرنسية) لعرض مناقشة العمل الجماعي المنشور في عام 2023 تحت عنوان “إفريقيا الابتكار والسياسات والشراكات الوطنية” ، المنشور عند دار النشر الفرنسية “لارماتان”، ضمن سلسلة “إفريقيا المستقبل”. إن مسألة الابتكار حاسمة بالنسبة لتنمية إفريقيا في الحاضر والمستقبل. بالتأكيد ، نحن نشهد ديناميكية تنتج قصص نجاح حقيقية في العديد من البلدان الإفريقية. لكن من الواضح أن القارة تحتل المرتبة الأخيرة في التصنيفات الدولية من حيث مؤشرات الابتكار. يشارك في الندوة: خادي إيفلين دونيس نداي (السينغال)، نيشا ساوداس (جنوب إفريقيا)، هارونا كابور (بوركينافاسو)، إدريس الكراوي (المغرب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى