شوف تشوف

الدوليةالرئيسية

محاولة اغتيال بوتين تثير غضب روسيا وصفارات الإنذار تدوي في أوكرانيا

اتهامات لموسكو باستهداف الجناح السكني في الكرملين لتبرير هجومها على كييف

بعد استهداف طائرتين بدون طيار الجناح السكني في الكرملين في محاولة لاغتيال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجهت الرئاسة الروسية أصابع الاتهام لأوكرانيا وأمريكا معتبرة هذا الفعل إرهابيا. وتوعدت روسيا بالانتقام في المكان والزمان المناسبين، بينما صرح البيت الأبيض بفتح تحقيق للتأكد من الرواية الروسية قبل الجزم بأن أوكرانيا وراء ذلك والتي تنفي بشدة هذا الفعل.

سهيلة التاور

إحباط محاولة اغتيال الرئيس
حاولت طائرتان بدون طيار، عند قرابة الساعة 3 من صباح الأربعاء الماضي (حسب توقيت موسكو)، استهداف مقر الرئاسة الروسية قبل أن يتم إسقاطهما في اللحظة الأخيرة، عندما أوشكت إحداهما أن تلامس سارية العلم الروسي على قبة الكرملين، ما تسبب في تناثر الشظايا على ساحة القصر الرئاسي، ولم يصب الرئيس بأي أذى جراء الهجوم ولم يسجل وقوع ضحايا أو أضرار مادية.
وذكرت الرئاسة الروسية أن بوتين لم يكن في مبنى الكرملين أثناء الهجوم بالمسيّرتين، إذ كان يمارس مهامه بمقر إقامته في منطقة نوفو أوغاريوفو قرب موسكو.
وفي تفاصيل أكثر صرحت الرئاسة الروسية بأنه مرت 16 دقيقة بين هجمات الطائرتين المسيّرتين على مقر إقامة الرئيس بوتين.
وتم رصد هجوم الطائرة المسيَرة الأولى فوق الكرملين في الساعة 2:27 صباحا بتوقيت موسكو، وانفجرت فوق قصر مجلس الشيوخ متسببة باندلاع حريق على سطحه.
وجرى تسجيل هجوم الطائرة المسيّرة الثانية في الساعة 2:43 صباحا، وسقط حطامها على أراضي قصر الكرملين.
وفي الإجراءات الأولية، فرضت السلطات حظرا على استخدام جميع أنواع الطائرات بدون طيار بالعاصمة موسكو، وفي أكثر من 40 مدينة، واستثنت من ذلك المسيرات اللازمة لاحتياجات الدولة.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، ما سماه «العمل الإرهابي ضد الرئيس» بمثابة هجوم على روسيا كلها، مطالبًا بـ «تصنيف نظام كييف النازي منظمة إرهابية، والسماح باستخدام أسلحة يمكنها ردعه وتدميره».

اتهام أوكرانيا وتهديدها بإجراءات انتقامية
سارعت الخدمة الصحفية للكرملين إلى اتهام أوكرانيا بالوقوف وراء الحادث، ووصفته بأنه «عمل إرهابي مخطط له ومحاولة لاغتيال الرئيس الروسي»، مؤكدة أن روسيا تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية في المكان والزمان المناسبين.
ومنذ أشهر والحديث يتسارع حول إمكانية شن أوكرانيا هجمات على أهداف مختلفة داخل روسيا باستخدام مسيّرات. وفي فبراير الماضي، أصبحت الأخبار التي تفيد بأن الطائرات الأوكرانية بدون طيار قد تصل مناطق قريبة من موسكو شبه نمطية، لكن لا أحد تحدث عن إمكانية وصولها إلى المقر الرئاسي.
وفي الشهر ذاته، سقطت طائرة بدون طيار غير معروفة الهوية بالقرب من منشأة لشركة «غازبروم» بإحدى ضواحي موسكو. ونهاية مارس، عثر شخص على شظايا طائرة بدون طيار بالقرب من خطوط السكك الحديدية في موسكو الجديدة، كتب على أجنحتها عبارة «المجد لأوكرانيا».
بينما نفت الرئاسة الأوكرانية أي علاقة لأوكرانيا بالهجوم على الكرملين بمسيرتين، والذي نسبته موسكو إلى كييف، وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في تصريح للصحافيين، «بالتأكيد لا علاقة لأوكرانيا بهجمات المسيرات على الكرملين». وأضاف بودولياك «ينبغي فقط اعتبار هذه التصريحات التي أطلقتها روسيا محاولة لإعداد ظروف» يمكن استخدامها ذريعة «بهدف شن هجوم إرهابي واسع النطاق في أوكرانيا»، ورأى أن هجوماً مماثلاً في حال كانت كييف من نفذه «لن يعالج أي مشكلة عسكرية»، مع استمرار موسكو في السيطرة على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية. وتابع المستشار الرئاسي «على العكس، هذا الأمر سيشجع روسيا على أعمال أكثر تطرفاً بحق مدنيينا»، واعتبر أن لدى موسكو «خشية كبيرة من بدء هجمات أوكرانيا على طول خط الجبهة، وتحاول في شكل ما أن تأخذ المبادرة وتحول الانتباه».
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي، «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

أمريكا تتحقق من المزاعم الروسية
أكد البيت الأبيض اطلاعه على التقارير المتعلقة باستهداف الكرملين، لكنه «لا يستطيع تأكيد صحتها»، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه القول إن روسيا ستستخدم حادثة الكرملين ذريعة لمزيد من الاستفزازات في أوكرانيا. وقال إن الولايات المتحدة لا تشجع أوكرانيا على توجيه ضربات خارج حدودها.
وبدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأن أوكرانيا حاولت اغتيال بوتين في هجوم بمسيرة، لكنه قال إنه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
وردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن ستنتقد كييف إذا قررت بمفردها ضرب روسيا ردا على هجمات موسكو، قال بلينكن إن هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
وفي وقت سابق، قال مسؤول أمريكي إن بلاده تحاول التحقق من صحة اتهام موسكو بأن أوكرانيا حاولت دون جدوى قتل بوتين بهجوم بمسيرتين على مقر إقامته في الكرملين.
وأضاف هذا المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، «ما زلنا نحاول التحقق من صحة هذه المعلومات».

اتهامات لواشنطن بالتخطيط للهجوم
من جهة أخرى، اتهمت الرئاسة الروسية واشنطن بأنها أمرت كييف بشن هجوم المسيرتين الذي قالت موسكو إنه استهدف الكرملين بقصد اغتيال الرئيس، فلاديمير بوتين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «الأنشطة الإرهابية والتخريبية للقوات المسلحة الأوكرانية تتّخذ بُعدا غير مسبوق».
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية في موسكو، وذكر أن «جهود كييف وواشنطن لإنكار أي مسؤولية لهما (عن الهجوم المفترض) سخيفة تماما».
وأضاف أن «القرارات المتعلقة بهجمات كهذه، لا تتخذ في كييف، بل في واشنطن. كييف تنفذ فحسب ما يطلب منها»، مؤكدا أنه سيتم «تعزيز» التدابير الأمنية بعد الهجوم المفترض.
وقال: «سيتم تعزيز كل ذلك، بالتأكيد، وتم تعزيز كل شيء في إطار الاستعدادات للعرض» العسكري، في الساحة الحمراء في موسكو إحياء لذكرى التاسع من ماي، أي الانتصار على ألمانيا النازية.
وأوضح أن «متخصّصين» بصدد «إجراء تحاليل معمقة»، لفهم كيفية تنفيذ الهجوم المفترض بمسيّرتين.

هجوم روسي مضاد بعشرات الطائرات المسيرة
صباح يوم الخميس الماضي شنت القوات الروسية هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة على كييف ومقاطعات أوديسا وميكولايف وخيرسون وزابوروجيا، وذلك بعد ساعات من إحباط هجوم بطائرتين مسيرتين على الكرملين وصفته بـ«الإرهابي».
وأعلنت سلطات خيرسون الأوكرانية ارتفاع عدد قتلى الهجوم الروسي في المقاطعة إلى 23 والجرحى إلى 50. وقال حاكم المقاطعة إن القصف الروسي تركز على مركز المدينة وعلى القرى والبلدات الواقعة على خط التماس.
وبدوره، قال الجيش الأوكراني إنه أسقط 18 مسيرة روسية من أصل 24 أطلقت على جنوب البلاد انطلاقا من بحر آزوف.
وأضاف بيان للجيش الأوكراني أنه أفشل الهجوم الروسي الثالث على العاصمة كييف في غضون 4 أيام، مؤكدا أن الهجوم الجديد جرى باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية من نوع شاهد، وأن دفاعاته الجوية أسقطتها بالكامل.
وفي مقاطعة أوديسا أكدت الإدارة العسكرية استهداف المدينة بـ15 مسيرة أسقطت الدفاعات الجوية 12 منها، بينما استهدفت الثلاث الأخريات إحدى المؤسسات التعليمية في المقاطعة.

زيلينسكي: بوتين يستهدف نفسه لتحفيز مجتمعه
اتهم عدد من الخبراء روسيا بالتخطيط وتنفيذ العملية، والهدف التصعيد مع أوكرانيا وإلقاء اللوم عليها لما سيحصل في المستقبل. وتأتي الضربة تزامنًا مع نقطة تحول محتملة في الحرب، حيث تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد طال انتظاره.
وعندما سُئل لماذا تتهم روسيا أوكرانيا بمحاولة اغتيال بوتين، قال زيلينسكي: «الأمر بسيط للغاية. لم يعد بوتين قادرًا على تحفيز مجتمعه، ولم يعد بإمكانه إرسال قواته إلى الموت بعد الآن. إنه يحتاج إلى تحفيز شعبه بطريقة ما للمضي قدمًا».
وبدوره، أشار النائب السابق لمساعد وزير الدفاع وضابط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ميك مولروي، إلى أنه «قد تكون روسيا افتعلت هذا السيناريو بهدف استهداف زيلينسكي شخصيًا».
وقال محللون غربيون إن رد موسكو في أعقاب الضربة كان منسقًا للغاية، وتساءلوا عن سبب عدم ظهور تقارير عن انفجارات في موسكو قبل إعلان الكرملين الرسمي، بعد 12 ساعة من وقوع الانفجار.
ونشر معهد «دراسة الحرب» الأمريكي تقريرًا اتهم فيه بوضوح موسكو بالوقوف خلف ما حصل، «للتأكيد على التهديد الوجودي لمواطني روسيا والاستعداد لتعبئة أوسع».
وقال التقرير: «من المستبعد جداً أن تكون طائرتان من دون طيار اخترقتا مستويات متعددة من الدفاع الجوي وانفجرتا أو أسقطتا فوق الكرملين بطريقة مصوّرة بشكل متقن وبجودة عالية».

دعم أوروبي ثابت و300 مليون دولار من بايدن
إلى ذلك، تعهدت دول شمال أوروبا بتقديم دعم ثابت لأوكرانيا في حربها ضد روسيا وسعيها من أجل الانضمام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» (NATO) والاتحاد الأوروبي، حسبما أعلن في قمة دبلوماسية التقى خلالها زيلينسكي قادة دول الشمال الأوروبي.
وتعهدت فنلندا والسويد والنرويج والدانمارك وآيسلندا، خلال المحادثات الدبلوماسية، بتقديم «الدعم السياسي والمالي والإنساني والعسكري لأوكرانيا».
في سياق آخر، سيطرح الاتحاد الأوروبي خطة لتعزيز قدرته الإنتاجية للذخائر المدفعية إلى مليون قذيفة سنوياً، في الوقت الذي يندفع فيه إلى تسليح أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناته.
وبعد عقد من انخفاض الاستثمار، تُكافح الصناعة الدفاعية في أوروبا للتكيف مع زيادة الطلب التي نتجت من الحرب الروسية – الأوكرانية.
وتقترح خطة المفوضية الأوروبية استخدام 500 مليون أورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز إنتاج الذخيرة في التكتل.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون، «عندما يتعلق الأمر بالدفاع، يجب أن تتحول صناعتنا الآن إلى وضع اقتصاد الحرب». وأضاف «أنا واثق من أننا خلال 12 شهراً سنكون قادرين على رفع قدرتنا الإنتاجية إلى مليون طلقة سنوياً في أوروبا».
ومن جهته، أعلن البيت الأبيض موافقة الرئيس جو بايدن على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جون بيير، إن المساعدات الجديدة تتضمن مدافع «هاوتز»، ومضاداتٍ للدروع وذخيرة ًلمنظومة صواريخ «هيمارس».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى