شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

مغربيات في دائرة القرار الدولي

نساء استثنائيات تربعن على كراسي المسؤولية بالمنظمات والاتحادات العالمية

يصعب حصر أسماء النساء المغربيات اللواتي رفضن الأدوار الثانية وتمردن على الجلوس في ظل رجل. كثير من المغربيات تولين مناصب المسؤولية على المستويات الجهوية والقارية والعالمية، ونافسن الرجال في تحقيق التنمية والرفاهية للشعوب، وتسلحن بما يكفي من «كاريزما» لخلق التميز والقطع مع لازمة «وراء كل عظيم امرأة»، وتحملن كامل المسؤولية في خدمة المجتمع محققين التميز في أدائهن، فنلن شعبية جارفة وسلطت عليهن الأضواء بالرغم من بعض المناوشات الصادرة عمن يسعون جاهدين كي لا تتولى امرأة أمورهم.

مقالات ذات صلة

حسن البصري:

إن ولوج المرأة إلى مناصب حساسة في الأجهزة السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية أضحى مؤشرا على تطور المجتمع، خاصة وأن هذه المناصب كانت في السابق مقتصرة على الرجال، وذلك بعد هبوب رياح المساواة والرهان على مقاربة النوع والعمل على تمكين المرأة من سبل تطوير إمكانياتها وجعلها في غرفة القرار.

في ثنايا قصص النجاح العديدة، نصادف مغربيات دخلن عالما ظل حكرا على الرجال، فأثبتن جدارتهن في التصدي للمخاطر والمؤامرات، خاصة في المؤتمرات العالمية والعربية والقارية، حين تكبر أطماع خصومنا فيسعون جاهدين إلى سحب البساط من تحت الأقدام الناعمة.

اعتبرت مجلة «فوربس» في تعريف لها بشأن النساء «الأكثر نفوذا في العالم» كونهن «الأذكى والأكثر تأثيرا»، وتابعت في السياق نفسه أن هؤلاء يمكن العثور عليهن ضمن «القياديات والمستثمرات والعالمات، والرياضيات، والرئيسات التنفيذيات في العالم».

في جميع استفتاءات هذه المجلة الأمريكية، لاختيار أشهر القائدات المؤثرات على المشهد السياسي والعلمي والرياضي والاجتماعي، تحضر المرأة المغربية التي تمكنت من تحقيق النجاح في القطاعات الوظيفية والجمعوية التي يهيمن عليها الرجال.

في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار»، رصد لأبرز النساء المغربيات اللواتي تجاوزن حدود التدبير المحلي إلى الجلوس على كرسي القيادة العالمية.

أمينة الأمازيغية.. منصب بالاتحاد الإفريقي يشعل نار الغضب بالجزائر

أثارت أمينة سلمان، ابنة دوار كدورت بتافراوت، جدلا واسعا في المشهد السياسي والدبلوماسي، حين حصلت على منصب ممثلة دائمة لاتحاد المغرب الكبير لدى الاتحاد الإفريقي، حيث قدمت أوراق اعتمادها لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، الذي استقبلها يوم الخميس 13 أبريل الماضي.

تعيين هذه الدبلوماسية أمازيغية الجذور، جاء لتعزيز مكانة المغرب في الاتحاد الإفريقي، حيث تشغل حاليا منصب مديرة الشؤون الاقتصادية باتحاد المغرب الكبير، في سياق تعزيز دور التجمعات الإقليمية الاقتصادية الإفريقية الثمانية والتي تضطلع بدور محوري في تحقيق أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، سيما على مستوى التنمية الاقتصادية والاندماج، وفق ما صدر عن الأمانة العامة لاتحاد المغرب الكبير، بمدينة الرباط.

وجاء تعيين أمينة التي سبق لها أن تولت منصب قنصل عام بإيطاليا، في هذا المنصب بمثابة مكسب سياسي، ما حرك بركة الأحقاد لدى حكام الجزائر الذين هاجموا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وانتقدوا موسى فقي، بعدما تلقى أوراق اعتماد المغربية أمينة سلمان ممثلة دائمة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي، ووصفوا القرار بـ «المتهور والطائش». وأفادت المصادر بأن مناورات الدبلوماسية الجزائرية فشلت في نسف تعيين أمينة سلمان في منصب ممثل اتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي مما تسبب لها في حالة هيجان، بل حاولت أولاً تشويه سمعة بكوش في صلاحياته القانونية كأمين عام لاتحاد المغرب العربي، من خلال حملة سياسية مغرضة مع رئيس مفوضية اتحاد المغرب العربي والدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي لمنع هذا التعيين.

وأكدت دول أعضاء في الاتحاد أن قرار تعيين أمينة سلمان ممثلة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي، يعتبر قرارا سليما تم اتخاذه مع الاحترام الكامل للقواعد والإجراءات الإدارية لاتحاد المغرب العربي وصلاحيات الأمين العام لهذه الهيئة الإقليمية.

كما أن الاستقبال الرسمي لسلمان من قبل موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وقبول استلام أوراق اعتمادها بصفتها ممثلة اتحاد المغرب العربي، تم في احترام القواعد المعمول بها ويكرس شرعية مكانة سلمان وتعيينها في هذا المنصب الحساس.

من خلال هذه الممارسات تكرس الجزائر نهجها العدائي، بخلفيات سياسية باستعمال حجج ضعيفة وبدون أساس قانوني، ما جعلها عرضة للسخرية، بعد توجيه اتهامات ضد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، كما تفضح هذه المناورات رغبة الجزائر في شل أمانة اتحاد المغرب العربي وعرقلة عمله لمزيد من الوقت خدمة لمصالح ضيقة.

 

أوزلاي.. مغربية الأصول تتربع على عرش «اليونسكو»

ولدت أودري أزولاي في 4 غشت 1972 في العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن هاجرت عائلتها من المغرب نحو فرنسا، وقضت طفولتها بين البلدين، ودرست في المدرسة الوطنية للإدارة بباريس دوفين، والتي تخرج منها عدد كبير من الشخصيات الفرنسية المرموقة، وكبار المسؤولين، على رأسهم الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، كما درست في معهد باريس للعلوم السياسية. وتولت حقيبة الثقافة الفرنسية في فبراير2016، وقضت طفولتها بين فرنسا والمغرب التي لها روابط أسرية ووجدانية به. أودري أزولاي هي ابنة أندري أزولاي أحد مستشاري الملك محمد السادس ومن قبله والده الحسن الثاني.

تجمع الصحافة الفرنسية على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظل يدعم وصول أول يهودية مغربية إلى منصب مدير عام «اليونسكو»، خاصة وأن أزولاي تلقت دراستها في المدرسة الوطنية للإدارة بين عامي 1998 و2000، كما درست في معهد باريس للعلوم السياسية عام 1996، وتحمل «الماجستير» في إدارة الأعمال والتي حصلت عليها من جامعة «لانكستر» البريطانية عام 1993.

وتتمتع المغربية أودري أزولاي، المديرة الحالية لمنظمة الأمم المتحدة للتعليم والثقافة والعلوم «اليونسكو»، بكاريزما مميزة بالرغم من نحافتها، بل تملك قدرة هائلة على الإقناع، لذا تفوقت في اقتراع «اليونسكو» على منافسها القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، وأصرت على أن تخلف امرأة امرأة أخرى، فتأتى لها الجلوس على كرسي المسؤولية خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا التي تولت المنصب عام 2009.

وتنحدر أزولاي من عائلة مثقفة جعلت من مدينة الصويرة قلعتها، والثقافة الإنسانية مشتلها حيث عاشت عن قرب إصرار والدها على إقامة قداس ثقافي سنوي في الصويرة، أما والدتها وعمتها فكانتا كاتبتين وعملتا في قطاع الصحافة، وتتحدث أزولاي الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والعربية والعبرية.

وفي حياتها المهنية، تولت أوزلاي منصب رئيس مكتب القطاع السمعي والبصري العام في فرنسا، والمسؤول عن استراتيجية وتمويل المنظمات في قطاع الإعلام، وعندما تعرف عليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قام بتعيينها في منصب المستشار الثقافي له، وكانت المسؤولة عن الثقافة والاتصالات في حكومته من 2014 إلى 2016، ثم وزيرة للثقافة في حكومة مانويل فالس.

واجهت أزولاي خصومها، ووقفت في مواجهة أعداء النجاح دون أن تواجههم في ساحات المعارك الإعلامية، مصرة على ترديد عبارتها الشهيرة: ««اليونسكو» يجب أن تكون مركز النقاش والتفكير وليست مسرحا للمعارك»، وتؤكد أنها «الدرع التي تحمي التقدم العلمي، وتدافع عن التنوع الثقافي والقيم العالمية».

 

ابنة فنانة تشكيلية قيادية في «ناسا» ومنظمات الكواكب

تعتبر أسماء بوجيبار أول امرأة عربية وإفريقية تنضم لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا». حصلت على منصب في هذه المؤسسة إثر فوزها في مسابقة شارك فيها المئات من المهووسين بالمجال الجوي، في زمن لم تكن قدما أية عربية أو إفريقية قد وطأتا هذا المكان. صنعت مجدها حين ارتقت في أعلى المنظمات المهتمة بسير وجولان الكواكب، وقادت بعثات عالمية في كثير من المؤثرات.

بالرغم من أصولها الريفية فقد ولدت أسماء في مدينة الدار البيضاء، عام 1984، في بيت جمع بين العلوم والفن، فوالدها هو المهندس المغربي صلاح الدين بوجيبار ووالدتها هي الفنانة التشكيلية التونسية نبيلة بلغيث.

نشأت أسماء وتلقت تعليمها الأساسي بالدار البيضاء قبل أن تسافر إلى فرنسا حيث تابعت دراستها الجامعية، واشتغلت في مختبر بمدينة «كليرمون فيران»، يعنى بالبحث في ظاهرة البراكين وحصلت على «الماجستير» من جامعة المدينة نفسها.

ناقشت أسماء أطروحة الدكتوراه في تكوين الكواكب وتمايزها حول موضوع: «التوازن الكيميائي بين الغلاف والنواة في سياق تشكل عينة من الكواكب»، وهو التخصص الذي أهلها للالتحاق بوكالة «ناسا» عن عمر يناهز الـ27 سنة، وتضاف التجربة الجديدة إلى سيرة الشابة الذاتية، الغنية بالشهادات العليا والتخصصات والأبحاث الميدانية.

تمكنت من الظفر بمنصب في وكالة الفضاء الأمريكية في نهاية عام 2014 بعد فوزها في مسابقة شارك فيها المئات، حيث التحقت بفريق عمل مركز لندون بي جونسون التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بهيوستن في ولاية تكساس الأمريكية.

وشح جلالة الملك محمد السادس الريفية أسماء بوجيبار، التي تعتبر أول مغربية تنضم لوكالة الفضاء «ناسا» المختصة في علم الفضاء والبراكين، بوسام المكافأة الوطنية بدرجة فارس، وذلك بمناسبة الذكرى 16 لعيد العرش.

 

بن صالح.. على رأس المركز الأورو متوسطي للوساطة والتحكيم

تصنف مريم بن صالح في خانة النساء الرائدات، وهي أول امرأة مغربية تتقلد منصب رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. ولدت عام 1963، وحصلت على دبلوم المدرسة العليا للتجارة بباريس وعلى «ماجستير» في التدبير وإدارة الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية.

تجاوزت مريم الحدود الإقليمية وأصبحت رئيسة مجلس المراقبة بالمركز الأورو- متوسطي للوساطة والتحكيم، وهو منصب حولها من سيدة أعمال إلى مسؤولة عن إشاعة ثقافة الوساطة والتحكيم. كونت حولها فريق عمل مكون فقط من متمرسين مرموقين في مجال القانون وقضايا الأعمال في المغرب، بل يضم بموازاة مع ذلك عددا من الأعضاء النابغين من جنسيات فرنسية وإسبانية وإيطالية وبريطانية وألمانية وموريتانية وجزائرية وتونسية ومصرية وسعودية مما يعطيه شراكة كاملة تحيط بالمجال الجغرافي. هذا التنوع لا يفسد للمنظمة قضية، حيث يعمل الجميع على تكريس قيم التسامح من خلال وساطة تخفف من حدة المنازعات، حتى حين تندلع في دواخل التنظيم أعراض خلاف بنفحة سياسية تبادر مريم لتفعيل الوساطة الداخلية.

في إحدى تدخلاتها لشرح دواعي إنشاء تنظيم أورو متوسطي للتحكيم والوساطة، قالت بن صالح: «من بين طموحات المركز وضع آلية مستقلة رهن إشارة المقاولات للتخفيف من حدة المنازعات»، موضحة أن هذا المجلس الذي تترأسه سيحرص على السير الحسن لهذه الآلية في إطار من الشفافية واحترام الأخلاقيات والتوجهات الإستراتيجية والإستقلالية التامة. وشددت على كون المركز يعد أداة مكملة وليست منافسا لجهاز القضاء وتساعد على تحديث البيئة القضائية للمقاولات.

تشغل مريم بن صالح وهي واحدة من النساء الرائدات في المجال الاقتصادي بالمغرب، أيضا منصب مديرة عامة لشركة «ولماس للمياه المعدنية»، كما أنها عضو بمجلس بنك المغرب، وعضو إدارة جامعة الأخوين، ورئيسة المجلس الأورو متوسطي للوساطة والتحكيم، بالإضافة إلى كونها عضوا في مجلس وكالة التنمية الاجتماعية.

 

نزهة.. من إطار بنكي إلى رئيسة للجنة الإفريقية لسوق الرساميل

ولدت نزهة حياة سنة 1963 بالدار البيضاء، وسط أسرة مكونة من سبعة أبناء، منهم خمس فتيات. انتقلت الأسرة من الدار البيضاء إلى مراكش ثم طنجة. بعد حصولها على البكالوريوس انتقلت إلى فرنسا وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال. عام 1984، حيث تابعت دراستها في أكبر المعاهد، وكانت بدايتها المهنية في الشركات والبنوك الإسبانية.

انضمَت عام 1995 إلى الشركة العامة في المغرب، والتحقت بمجلس إدارتها سنة 2007، لتكون بذلك أول سيدة تلج إلى مجلس إدارته، قبل تعيينها في مناصب قيادية بالبنك ذاته.

أنشأت عام 2012 ناديا للنساء اللائي يدرن الشركات بالمغرب خاصة المؤسسات المالية، فكانت انطلاقتها صوب الريادة، حيث حصلت على عدة مناصب في تنظيمات لها علاقة بالقطاع المصرفي.

كرمت نزهة من طرف الحكومة البريطانية نظير إسهامها في تعزيز حظوظ النساء داخل عالم الأعمال، كما اختيرت الأقوى عربيا عام 2016 في مجال تخصصها. وفي فبراير من نفس العام، أصبحت نزهة حياة رئيسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل، التي تنظم الأسواق المالية في المغرب، فمنحتها الحكومة وساما ملكيا تكريما لإنجازاتها.

تألقت نزهة وطنيا ولفتت الأنظار قاريا وعربيا، ليتم انتخابها رئيسة للجنة الإقليمية لإفريقيا والشرق الأوسط لسوق الرساميل، في ولايتين متتاليتين. وبهذه الصفة، حافظت الهيئة المغربية لسوق الرساميل على مقعدها كعضو في المجلس الإداري للمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية.

تضم اللجنة الإقليمية لإفريقيا والشرق الأوسط التابعة للمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية، الهيئات الضابطة للأسواق المالية بمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط، وتتوخى من خلال أشغالها البحث وتبادل المعلومات والنهوض بالقضايا المتعلقة بتنمية الأسواق المالية بالمنطقة. وتتكون اللجنة الإقليمية لإفريقيا والشرق الأوسط من 28 عضوا عاديا و12 عضوا شريكا، كلهم يمثلون هيئات ضبط وتنظيم الأسواق المالية في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط.

 

سلوى الغربي.. طنجاوية برلمانية في كتالونيا ومديرة حقوق الإنسان ب«اليونسكو»

دخلت مغربية الأصول سلوى الغربي عالم الشهرة في إسبانيا من بوابة حقوق الإنسان، من خلال دفاعها عن التنوع الثقافي، فقد اختارت طيلة عقدين من الزمن في المهجر جبهة للدفاع عن المحرومين.

راهنت سلوى الغربي، المنحدرة من مدينة طنجة، على التفاعل الثقافي والوساطة ومكافحة العنصرية والتمييز العنصري، حيث تمكنت من تقديم إجابات ميدانية منذ أن استقرت بالعاصمة الكاتالونية برشلونة في سنة 1994.

ورغم أصولها الطنجاوية فقد نهلت العلم من العاصمة العلمية للبلاد، حيث درست القانون في جامعة فاس، بالرغم من تعدد الاهتمامات الفكرية، كما أن انخراطها المبكر في الهيئات الحقوقية مكنها من احتساء جرعات النضال وهي شابة.

شغلت سلوى الغربي ما بين 2002 و2012 منصب مديرة قسم حقوق الإنسان والتنوع الثقافي، والمسؤولة عن قسم إدارة التنوع في مركز «اليونسكو» بكاتالونيا، فخبرت القضايا المختلفة التي تهتم بها هذه المؤسسة الأممية.

«أتاحت لها مسؤولياتها فرصة الوقوف على الأسئلة والمواضيع التي تعنى بها «اليونسكو» في هذا المجال، واستطاعت بالتالي أن تجد لها مكانا إلى جانب الفاعلين الكتالونيين الذين يعنون بقضايا الهجرة»، كما جاء في شهادة المجلس الوطني للهجرة.

حتى بعد أن غادرت مركز «اليونسكو» في كاتالونيا، ازدادت قوة أكثر إبان مهامها كمستشارة للحكومة الكاتالونية، ولدى عمودية برشلونة، ومؤسسة إياروري، ومؤسسة جاومي بوفيل، والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط.

وطورت هذه المرأة المغربية المكافحة، تدريجيا، وعلى مدى أزيد من عشرين سنة، تجربة مهنية دولية، اختارت وضعها في خدمة عدد من مشاريع التدبير والتحسيس والاستشارة والبحث والتكوين في المجالات الاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية.

لم تقتصر على وظائفها الرسمية، بل ترأست «جمعية أفكار»، وأصدرت مجموعة من المنشورات والبحوث حول مواضيع مختلفة مثل «الإسلام والمرأة في التقاليد الإسلامية» و«التقاليد والحريات» و«الخطابات الإعلامية حول الهجرة» و«الهوية والآخر» و«الهجرة والأزمة الاقتصادية».

سجلت حضورا سنويا في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، حيث كانت تقدم محاضرات بدعوة من مجلس الجالية المغربية بالخارج، حيث عرضت نماذج من مسارات استثنائية استطاع مغاربة العالم تحقيقها في المجال السياسي.

 

نوال المتوكل.. قفزت فوق الحواجز في الملاعب والمناصب

حين اعتزلت البطلة المغربية نوال المتوكل سباقات السرعة، لم تكن تعتقد أن القدر يقودها صوب بطولات أخرى، فقد حصلت تباعا على جائزة المسار الرياضي المتميز التي منحتها إياها مؤسسة «لوريوس» الدولية، وحين تسلمت الجائزة وصفتها المنشطة بأنها «تعد بدون أدنى شك واحدة من أكثر السفيرات الرياضيات تأثيرا».

وعبرت نوال المتوكل عن سرورها بنيل هذه الجائزة وقالت مخاطبة أعضاء أكاديمية «لوريوس» التي تتمتع بعضويتها: «لقد فزت في مسيرتي الرياضية بالعديد من الجوائز لكن جائزة اليوم هي الأغلى.قبل عشر سنوات قال نيلسون مانديلا إن الرياضة تملك القوة لتغيير وجه العالم. حقا إنها غيرت حياتي رأسا على عقب، لقد علمتني قوة العزيمة والتميز والعمل على تحقيق الحسن اليوم والأحسن في الغد».

ومن جهته، قال رئيس مؤسسة «لوريوس أوورد سبورتس» البطل العالمي والأولمبي الأمريكي السابق إدوين موزيس «لقد تخطت نوال خلال مسيرتها الرياضية حواجز كثيرة. وكان لها تأثير فعال على دور المرأة في المجتمع المغربي. فهي تعد من القلائل الذين صنعوا الفارق في كل ما قاموا به».

ويذكر أن نوال المتوكل قد عينت من طرف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ رئيسة للجنة تنسيق الألعاب الأولمبية التي قامت عام 2016 في ريو دي جانيرو، لتكون بذلك أول امرأة تسند إليها هذه المهمة، كما تتمتع وزيرة الشباب والرياضة السابقة بعضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1998 وتم انتخابها عضوا باللجنة التنفيذية سنة 2008، وهي السنة التي عهد لها فيها برئاسة لجنة التقييم التي أوكلت إليها مهمة اختيار المدينة المنظمة لأولمبياد 2016.

وكانت نوال المتوكل، وهي أيضا عضو مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ عام 1995، قد ترأست كذلك لجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012، مع العلم أنها تتمتع أيضا بعضوية لجنة تنسيق ألعاب لندن 2012.

كما كرست البطلة الأولمبية نوال المتوكل حضورها المستمر في أروقة اللجنة الأولمبية الدولية، بتعيينها مرة أخرى عضوة في لجنة التواصل، إلى جانب عضويتها بلجان الشؤون العامة والتطور الاجتماعي بالرياضة، ومنسقة الدورة الرابعة لدورة الألعاب الأولمبية للشباب 2022 بدكار بالسنغال، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية بلوس أنجلوس 2028، فضلا عن تقلدها بعض المهام القيادية من قبيل عضوة المكتب التنفيذي، ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ورئيسة لجان تقييم المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2016.

هيلين بن عطار.. محامية أصبحت أيقونة منظمة غوث اللاجئين

في إطار الاعتراف بشجاعة وإنسانية الملك الراحل محمد الخامس، ودوره في استقبال اللاجئين اليهود الناجين من النازية، نشرت الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية بالرباط، صورة للناشطة الحقوقية هيلين بن عطار، وهي محامية يهودية مغربية، وصفتها السفارة بـ «إحدى بطلات المغرب» الأقل شهرة، في مواجهة الاستبداد النازي الذي رسم إطاره الملك الراحل، لكن الإسبان يعرفون مكانتها في العدالة الإسبانية.

اسمها الكامل راشيل هيلين كازيس، من مواليد طنجة سنة 1898، لكنها انتقلت رفقة أسرتها نحو الدار البيضاء في سن الـ 19، حيث كانت من الشابات اليهوديات القلائل اللواتي تمكن من إتمام دراستهن الثانوية في المغرب، ثم سافرت إلى فرنسا لاستكمال دراستها القانونية، لتصبح أول محامية في المغرب، إلى جانب نشاطها في المجال الحقوقي للدفاع عن اللاجئين اليهود الذين وفرت لهم العديد من المساعدات، من خلال تأمين السكن والطعام وتسهيل الحصول على الوثائق للفارين من أوروبا، قبل أن تصبح قيادية في منظمة غوث اللاجئين.

في سنة 1920 ستحمل هيلين لقب بن عطار، بعد زواجها من موسى بن عطار، حيث ستعمل على توفير العناية اللازمة بالأيتام من خلال توفير الحليب ورياض للأطفال، كما تطوعت مع الصليب الأحمر بالدار البيضاء، وأسست ثلاثة مخيمات لإغاثة اللاجئين بالدار البيضاء، ومساعدة يهود شمال إفريقيا على التوجه نحو إسرائيل، وقد لفت هذا النشاط انتباه الباحثين الذين ينظرون إليها كواحدة من رائدات النهضة النسائية المغربية.

وسبق للباحثة سوزان ميلر، أستاذة التاريخ بجامعة كاليفورنيا أن سلطت الضوء على دور هيلين خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت شمال إفريقيا نقطة عبور نحو وجهات محتملة كأمريكا وكندا، مشيرة أنها كانت من الشخصيات الرائدة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين اليهود في المغرب، بعد أن أسست سنت 1940 لجنة لمساعدة اللاجئين، كما وصفتها بالمرأة التي واجهت المخاطر والعقبات باسم حقوق الإنسان.

رافعت هيلين في المحاكم الإسبانية لدعم قضايا مستضعفين من إسبانيا، وكانت تتقن العديد من اللغات، كما ألقت العديد من المحاضرات في مدريد ما بين 1953 و 1954 في إطار جولة لجمع التبرعات للأعمال التي تقوم بها من أجل اللاجئين اليهود، كما نجحت في توفير فرص عمل لأزيد من 1260 لاجئ يهودي، ومكنها هذا النشاط من أن تكون ممثلة شمال إفريقيا في المؤتمر اليهودي العالمي.

انتقلت راشيل، التي لقبها البعض بالمرأة الحديدية إلى باريس سنة 1962، وتوفيت بها سنة 1979 عن سن يناهز الثمانين سنة، وأطلقت عليها وكالة «إيفي» الإعلامية الإسبانية لقب «البطلة المنسية».

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى