شوف تشوف

الافتتاحيةالدوليةالرئيسيةسياسية

نهاية قاموس الانفصال

 

وجه الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية، أمرًا عاجلا إلى المصالح الحكومية في البلاد من أجل عدم استخدام مصطلح «الصحراء الغربية» أو خريطة المملكة المغربية مجزأة، ودعا التوجيه الملكي جميع الجهات الالتزام بما قضى به الأمر السامي المشار إليه، وإكمال اللازم. وقبل ذلك بأيام قرر الحزب الاشتراكي الإسباني، بزعامة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وثيقة التخلي عن أي إشارة إلى أي «شعب صحراوي» أو إلى «البوليساريو» في وثائقه التأسيسية، وقبل ذلك طالبت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بمطابقة مواقفهما مع معجم الإدارة لديها.

بلا شك أن قرار القيادة السعودية هو واحدة من الصفعات القوية التي يتلقاها كل يوم وجه النظام الجزائري ووكلائه في حرب الانفصال على وحدتنا الترابية، وهي رسالة بليغة في مدلولها والرسائل التي توجه لمن يهمه الأمر، بل أكثر من ذلك هو تحول جديد لا يقتصر على إبداء المواقف الدبلوماسية الداعمة للموقف المغربي، بل تتجه نحو استئصال قاموس الانفصال وكل ما له علاقة بأدبياته.

فالمطلوب اليوم ليس فقط كسب مواقف دبلوماسية داعمة لوحدتنا، بل العمل على تفكيك القاموس الانفصالي والشرعيات المفترى عليها التي ينطلق منها ويقتات عليها، وكذلك التأكيد على أن الانفصال، أيا كانت العناوين التي يختبئ وراءها، يبقى أمرا خطيرا وعدوا رئيسيا للدول العربية.

إن الحرب مع الانفصال لا تقتصر اليوم على مستوى المواقف فتلك معركة انتصرت فيها الدبلوماسية المغربية بحكمتها وواقعيتها ومصداقيتها، بل يتجاوز ذلك إلى التبرؤ من كل المعجم التضليلي الذي تختبئ وراءه الجزائر لترويج طموحاتها الانفصالية بدعوى تقرير المصير أو قطع الخريطة المغربية أو استعمال الصحراء الغربية لإظهار أنها جزء خلاء بدون سيادة.

وبعد هذا الموقف السعودي الشجاع والذي بلا شك سيكلف قيادة الحرمين صفاقة النظام الجزائري وتطاول أزلامه، من حق باقي الدول العربية الحذو حذوه، وإغلاق الباب محكما أمام كل ما له علاقة أو يوحي بالانفصال، واجتثاث هذه الجرثومة الخبيثة من أساسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى